السعي الدائم للتميز والفرادة في تقديم المنتجات المختلفة، بات يمثل سمة غالبة على مشاريع الشباب الكويتي، التي بدت ثرية في محتواها، ومتنوعة في أفكارها خلال معرض «ميكرفير الكويت 2020».ومن بين هذه الإبداعات، يبرز مشروع «المجسمات الأفريقية»، الذي قدمته الشابه الكويتية غدير الخباز، التي شكلت بلمساتها الفنية مجسمات تنتمي إلى المدرسة الفنية الأفريقية، في محاولة كويتية فريدة من نوعها للخوض في هذا الحقل. وتظهر الأعمال الفنية التي قدمتها الخباز، تجسيداً للمرأة الأفريقية التي تقف شامخة راسخة وهي ترتدي لباسها التقليدي متزينة بمختلف الألوان.وفي لقاء مع «الراي»، أوضحت غدير الخباز، أنها انجذبت لهذا الفن، لما يتمتع به من جمالية وبساطة في التكوين، مع ألوانه المفعمة بالحيوية كما يتميز بكونه غير مقيد وقابل للتكيّف مع مختلف الألوان.وبيّنت أن هذا الفن يحظى باهتمام كبير عالمياً، ويملك تاريخاً طويلاً مع تسليط الباحثين الضوء عليه في كثير من الدراسات المتعلقة بهذا المجال. وأشارت الخباز إلى أن مشروعها الجديد، والذي بدأت فيه منذ عام ليس مكلفاً بشكل كبير، إذ تفوق التكلفة فيه أحياناً 300 دينار، وهي تتمحور بشكل أكبر على المادة الأساسية في تكوين المجسم، والتي تتمثل في مادة الباورتيكس ذات السماكة القوية والقادرة على الثبات والتحمل، وضد تأثيرات الماء، مبينة أنها تبيع المجسم الواحد بـ5 دنانير، في الوقت تفضل فيه تكريس وقتها في تعليم هذا الفن عبر الورش التدريبية.وأوضحت أن الأعمال التي قدمتها، شهدت دعماً وإقبالاً ملحوظاً، منوهة بأنها حصلت على عرض لاستضافة مشروعها في أحد التطبيقات الخاصة بالمشاريع الشبابية الكويتية، والتي تركز على الأعمال اليدوية.وأفادت الخباز بأن هذا التطبيق يسعى أيضاً لأن يتوسع خارج الكويت، مع توفيره خدمة التوصيل للمنازل، كاشفة عن وجود رؤية مستقبلية في تنويع الأعمال التي تقدمها دون الاقتصار على المجسمات فقط، بل من خلال تنفيذ أعمال فنية أخرى، وتشكيل البروشورات والإكسسوارات والملابس ذات الطابع الخاص.وشددت على أن الشباب يحتاجون بشكل كبير إلى الدعم، وخصوصاً ذلك المتعلق بالجانب المعنوي، متابعة أن عمل المشروع لا يعني الاستغناء عن الوظيفة الاعتيادية، كونها تمثل أماناً مالياً.ورأت الخباز أنه في حال تمكن الشاب من تطوير مشروعه، ووصل إلى مرحلة متقدمة من حيث التوسع، فهنا من الممكن أن يتخلى عن وظيفته الاعتيادية ويكتفي بمشروعه الخاص، مشددة على الحاجة الملحة لإبراز أفكار الجيل الجديد، وتعريفها للمجتمع مع ضرورة تبني الشركات والجهات المعنية هذه المهمة.