كان ليل محافظة الأحمدي، مساء الجمعة، مختلفاً. إذ بدت مشعّة فناً وطرباً احتفالاً في «نادي الشباب» مع جمهور من الكويتيين والمقيمين بفرحة الأعياد الوطنية، حيث شارك في إحياء الحفل الغنائي الساهر «فرحة الأحمدي» كل من الفنان نبيل شعيل والفنانة أنغام بقيادة المايسترو عازف «الساكسوفون» وسام خصاف، وبحضور محافظ الأحمدي الشيخ فواز الخالد الحمد الصباح وجمع كبير من الشيوخ والشخصيات المهمة والفنانين والإعلاميين.في تمام السابعة مساء، رحبّ الشيخ فواز الخالد فور دخوله إلى الحفل بكل الحضور لتنطلق بعدها فوراً الألعاب النارية في سماء الأحمدي معلنةً عن بدء الاحتفال، ثم تطلّ الاعلامية إيمان النجم على الحضور الذي فاق عدده عشرة آلاف وقدّمت بكلمات ترحيبية معشوق الجماهير «بلبل الخليج»، مفسحة المجال له بعدها كي يغرد بصوته الشجي ويحلق بفنه عالياً مع محبيه، وفعلاً كانت الانطلاقة مميزة مع أغنية «يا بلادي» التي صاغ كلماتها الشاعر يوسف الشطي وباتت من أجمل الأغاني الوطنية التي كتبت خلال الفترة الأخيرة، وعلى الفور ارتفعت أعلام الكويت عالياً مرفرفة خفاقة في منظر مهيب جميل يدلّ على تكاتف وحب هذا الشعب لوطنه. بعد ذلك، أخذ «بوشعيل» ينتقي وروداً من بستانه الفني مهدياً إياها لجمهوره، والاختيار التالي كان من نصيب أغنية «منطقي» التي تفاعل معها الحضور، ومنها انتقل إلى «يا عسل» ثم «ما أنساك». وبناء على طلب الكثيرين قدّم لهم أغنية «أنورت يا حلاها»، بعدها اختار أغنية «شمسوي مع غيري» و«راحت وقالت». أما أغنية «دلوعة»، فلم تكن غائبة في تلك الليلة كونها كانت التالية، ومن عقبها حطت رحاله على أغنية «يا شمس» التي زادت اللهيب لهيباً وأدفأت أجواء الطقس الباردة. وكما بدأها بوشعيل بأغنية وطنية وأعلام الكويت عالية خفاقة، اختار أن يكون الختام مشابهاً مع أغنية «يا دار».«بوشعيل» في «فرحة الأحمدي» كان ذكياً في اختيار جدوله الغنائي الذي حرص على التنويع به ما بين القديم والجديد والتركيز على الأغاني التي لها طابع خاص ومميز لدى الجمهور، كما أنه كان فوق خشبة المسرح مرحاً كعادته، يشاطر جمهوره ما يدور في ذهنه ويستشيرهم في الأغاني التي سيقدمها لهم، وهذه تعتبر ميزة إيجابية تحسب لصالحه، وهي ربما أحد أهم الأسباب التي جعلت منه فناناً محبوباً قريباً من القلب.ومع انتهاء الوصلة الغنائية الأولى، أطلت الإعلامية إيمان النجم مجدداً وقدمت الفنانة أنغام التي لم تقل وهجاً في إطلالتها وفنها عن «بوشعيل»، إذ كان واضحاً أيضاً أنها كانت حريصة في اختياراتها الغنائية، وبداية انطلاقتها كانت مع أغنية «بين البينين» التي كانت بمثابة ترحيب منها لجمهورها ورسالة محبة، بعدها قدمت أغنية «يا ريتك فاهمني» التي لم يتوانَ الحضور عن غنائها معها بصوت واحد كأنهم «كورال»، الأمر الذي أسعدها ووضعها في الوقت ذاته أمام امتحان صعب في حضرة جمهور مثل جمهور الكويت.ساعة من الزمن كانت مدة الوصلة الغنائية الخاصة بها مرّت على الحضور بسرعة، إذ لم تدع أنغام لهم مجالاً للشعور بالملل وهي تدفعهم لا شعورياً لمشاركتها الغناء. ومن الأغاني التي كانت قد قدمتها «لا تهجّى» و«حته ناقصة»، وكذلك أغنيات «هيبة ملك» و«ما جابش سيرتي» وأيضاً «سيدي وصالك». «فرحة الأحمدي» كانت ليلة غنائية جماهيرية ساهرة استمتع بها أهل الكويت والمقيمون وسط تنظيم رائع يُشكر عليه القائمون في محافظة الأحمدي والجهاز الأمني وكذلك الجهات التطوعية التي ساهمت في خروجها بسلام.