في ظل تأكيد مجموعة من الدراسات العالمية أن استعمال الطفل لجهاز الكمبيوتر والأجهزة الذكية للعب بالألعاب الالكترونية يؤثر سلباً على صحته البدنية والنفسية، ناقش برنامج «عشر إلا عشر»، في حلقته مساء أول من أمس التي قدمها الإعلامي الزميل أحمد زيد، ظاهرة إدمان الألعاب الالكترونية وأثرها على الأطفال نفسياً وصحياً.وفي حين اعتبرت الاخصائية في الإرشاد النفسي الدكتورة أفراح الشمري أن الألعاب الالكترونية سلاح ذو حدين، وأن ذلك يعتمد بشكل مباشر على نوعية اللعبة وعدد الساعات التي يقضيها الطفل لاعباً، رأى الاستشاري في طب الأطفال الدكتور خالد كلندر أن استعمال الأجهزة الالكترونية للعب لمدة طويلة قد يكون من ضمن أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي للإصابة بمرض السمنة عند معظم الأطفال في الكويت.وأوضحت الشمري أنه ليس كل من يلعب بالألعاب الالكترونية هو مدمن، وأن الإدمان يعني اللعب باستمرار لمدة قد تتجاوز الـ10 ساعات يومياً، ما يؤدي إلى إصابة الشخص بـ«اضطراب الألعاب الالكترونية» حسب التسمية المعتمدة من قبل جمعية الطب النفسي الأميركية.

الداء والدواءواعتبرت أن اللعب إلكترونياً قد يكون هو الداء والدواء في آن واحد، مشيرة إلى أنه من الممكن جداً أن تنصح مرضاها باللعب للخروج من حالة الكآبة التي يعانون منها في الكثير من الأحيان، وأن ممارستها قد تساعد البعض في أن يكونوا أكثر حباً للتواصل مع الآخرين، وذلك عندما ينجحون في كسر الحواجز بالتواصل مع الأشخاص الذين يشاركونهم في اللعب.لكن الشمري لفتت في الوقت نفسه إلى أن اللعب لساعات طويلة قد يجعل الطفل في عزلة تامة عن المحيط، وأكثر رغبةً في الانطواء تجنباً للتواصل مع الأشخاص في الواقع، لاعتياده على التواصل مع الأشخاص في العالم الافتراضي من دون رؤيتهم وجهاً لوجه، ما يحفز الشعور بالكآبة والتوتر.وفي مقابل السلبيات، ذكرت الشمري أن بعض الألعاب الالكترونية تُنمّي مستوى الذكاء عند بعض الاطفال، والبعض الآخر يساهم في إصابة أحد مراكز التركيز في الدماغ، ما يدل على أن ذلك يعتمد بشكل كبير على نوعية اللعبة ومحتواها، مشيرة إلى أن الدراسات الحديثة في النرويج تشير إلى أن هناك شخصاً واحداً من بين كل 100 مصاب بالإدمان على الألعاب الالكترونية، وأن 84 في المئة منهم يلعبون باعتدال لمدة لا تتجاوز الساعتين يومياً، وأن اضطرار الطفل للذهاب إلى المدرسة من دون السماح له باصطحاب أجهزته الالكترونية، يمنعه من الادمان على اللعب بها، «ما يضمن لنا أن معظم أطفال الكويت ليسوا مدمنين على اللعب إلكترونياً».وشددت على أنه لا بد من أولياء الأمور أن يكونوا قدوة حسنة، وألا يستعملوا هواتفهم الذكية باستمرار أمام أطفالهم.

أمراض بدنيةمن جهته، قال كلندر إن هناك الكثير من الأمراض الجسدية والبدنية التي قد يصاب بها الطفل في حال لعبه لساعات طويلة، ما يسبب مشاكل وآلام في العمود الفقري والرقبة نتيجة انحناء وخفض الرأس للأسفل لمدة طويلة، بالاضافة إلى إصابته بأمراض السكر، والكوليسترول نتيجة الجلوس من دون التحرك بين الحين والآخر، وقلة النشاط الحركي الذي يجب أن يمارسه الطفل يومياً.وأكد أن اللعب إلكترونياً يعد سبباً رئيسياً في أمراض السمنة عند الأطفال، وذلك بسبب جلوسهم، وعدم تحركهم لساعات طويلة، ورغبتهم في تناول وجبات سريعة، ومشروبات غالباً ما تكون عالية السكر، أو وجبات خفيفة تتضمن سعرات حرارية مرتفعة، ما دعا المنظمات الصحية العالمية للتشديد على منع الأطفال في عمر العامين من النظر إلى الشاشات نهائياً حفاظاً على سلامتهم، والسماح لمن تجاوز العامين أن ينظر إلى الشاشات لمدة ساعة واحدة يومياً للعب أو لمشاهدة التلفاز، وفسح المجال لمن يبلغ الـ5 أعوام لمشاهدة الشاشات لمدة ساعتين كحد أقصى في اليوم.وعن استمرار الأطفال باللعب حتى اللحظات الأخيرة ما قبل النوم، حذر كلندر من أن هذا سلوك خاطئ وخطر، وقد يؤدي إلى مشاكل واضطرابات في النوم، ويساهم في تقليل جودة النوم، مشدداً على ضرورة ابتعاد الأطفال عن الشاشات الذكية لمدة لا تقل عن ساعة قبل النوم والذهاب إلى الفراش.