منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 واحتلالها أجزاءً واسعةً من الأراضي الفلسطينية، وبعد كل هزيمة أو نكسة للجيوش العربية، التي حاولت تحرير فلسطين يفقد الفلسطينيون جزءاً من أراضيهم، ويفد الآلاف منهم إلى الكويت فترحب بهم وتحتويهم. رغم عمليات التخريب والإرهاب التي قامت بها خلايا منشقة من المنظمات الفلسطينية، وموقفها المؤيد للاحتلال، والذي دعمته المقاومة الفلسطينية، لم تتخل الكويت عن دورها العربي والإسلامي في دعم هذه المقاومة وإصرارها على تحرير فلسطين.واليوم وبعد صخب، صفقة القرن التي دعا إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأعلن عنها منذ أيام، وجدنا أن دولاً عربية ترضى بها أو ترضخ للطلب الأميركي للتنازل عما بقي من تراب فلسطين. بل إن دولاً وعدت بالتمويل لإتمام هذه الصفقة، ووعدت دول أخرى بالتخلي عن أجزاء من أراضيها لنقل الفلسطينيين إليها، ما عدا الكويت التي رفضت رفضاً شعبياً وحكومياً لهذه الصفقة. لا شك أن الكويت ستلاقي ضغوطاً للمشاركة في هذه الخيانة، أو على الأقل التمويل المادي لإنشاء وطن بديل للفلسطينيين، على أراض من دول الجوار الفلسطيني. كل ذلك العار والخضوع يرفضه كل مسلم على الأرض، خصوصاً التنازل عن مقدساتنا في القدس الشرقية والمسجد الأقصى - أولى القبلتين، وثالث الحرمين - طاعةً لترامب وإنقاذاً لنيتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني من الحبس، وإرضاء لدول تخشى النفوذ الصهيوني.