يعتبر توقيع الاتفاقية الملحقة باتفاقية تقسيم المنطقة المحايدة والمنطقة المغمورة المحاذية لها، وتوقيع مذكرة التفاهم بين الكويت والمملكة العربية السعودية بتاريخ 24 ديسمبر 2019، حدثاً مهماً ومؤثراً في العلاقة التاريخية المتأصلة بين البلدين، وبمثابة يوم تاريخي ومميز في تاريخ الشركة الكويتية لنفط الخليج، وتجسيد حقيقي لعمق وقوة العلاقات الكويتية - السعودية، بقيام وزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، ووزير النفط الكويتي ووزير الكهرباء والماء الدكتور خالد الفاضل بالتوقيع على مذكرة التفاهم لعودة الإنتاج من المنطقة المشتركة بين السعودية والكويت.وقام الوزيران بالإعلان الرسمي لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، عن عودة إنتاج المنطقة المشتركة بين الجانبين خلال زيارتهما الرسمية لعمليات الوفرة المشتركة في هذا اليوم، والزيارة الرسمية في اليوم التالي 25 ديسمبر لمنطقة عمليات الخفجي المشتركة لإطلاق العد التنازلي لاستئناف الإنتاج في المنطقة.كما أن تكليل هذا الحدث التاريخي بقيام مجلس الأمة وبغالبية برلمانية، بالإقرار والتصديق على الاتفاقية الخاصة بالمنطقة المقسومة، والاتفاقية الملحقة ومذكرة التفاهم، هي خطوة مهمة ومؤثرة في مسار عمل «نفط الخليج» خلال المرحلة المقبلة لتقوم بما هو منوط بها لاستئناف عمليات الإنتاج في منطقتي العمليات المشتركة التابعة لها برياً في الوفرة وبحرياً في الخفجي.لا سيما وأن منشآت ومرافق العمل في العمليات المشتركة على استعداد لعودة الإنتاج بفضل السواعد الوطنية المخلصة من الجانبين التي تغلبت على التحدي، خلال فترة توقف الإنتاج واستطاعت الحفاظ على صيانة وسلامة أصول العمل استعداداً لعودة الإنتاج. وكانت فترة التوقـف بمثابة فرصة كبيرة لرسم ملامح المـرحلة المقبلة، وفقاً لأعلى المعايير وبـناء على أحدث التقارير والدراسات والاستشارات الفنية.
العنصر البشري وتحرص «نفط الخليج» ومنذ تأسيسها على وضع الخطط والبرامج المتعددة الأهداف، التي تؤدي إلى رفع كفاءة العاملين لديها بما يتوافق مع متطلبات العمل التشغيلية وغير التشغيلية، من خلال إلحاقهم بالدورات التدريبية والبرامج التطويرية داخل وخارج الكويت، بما يتناسب مع مهامهم ومسؤولياتهم الوظيفية.ويأتي ذلك إلى جانب استخدام أحدث النظم الآلية لتحديد وقياس مهارات العاملين، وفقاً للمسؤوليات والكفاءات لكل مسمى وظيفي بهدف تحديد ووضع خطة قصيرة وطويلة المدى لتطوير وصقل مهاراتهم وتنويع مصادر المعلومات بمختلف أنواعها.كما أن السياسة العامة لبرامج التدريب والتطوير الوظيفي في الشركة، تم وضعها واعتمادها بما يتوافق مع تلك السياسة المتبعة في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة.وتولي «نفط الخليج» اهتماماً دؤوباً بكل ما يخص تطوير وتدريب العنصر البشري لديها لا سيما من أبنائها العاملين في مناطق العمليات من ذوي التخصصات الفنية المختلفة، والبحث دائماً عن برامج تطويرية متنوعة إذ تم تنفيذ برنامج تطوير للتدريب على استخدام برنامج إنشاء نماذج أنظمة البترول (بترومود Petro MoD) المطور والمرخص من قِبل شركة «شلمبرجير» العالمية لعدد من العاملين المتخصصين في الوظائف الهندسية والفنية. ويأتي ذلك بجانب تنفيذ برنامج فني آخر بالتعاون مع شركة «سي جي جي» (CGG) العالمية لتأهيل المتدربين الخاضعين له، على تقييم المخزونات النفطية في المكامن من خلال عدة دراسات فنية مثل دراسة الطبقات الجيولوجية والصخور والمسوحات الزلزالية وبناء النموذج النفطي الثابت والمتحرك، بما يهدف إلى تحقيق الإستراتيجيات بعيدة الأمد للشركة لا سيما تلك الرامية إلى زيادة المخزونات النفطية في مكامنها.كما تعمل الشركة على اعتماد إجراءات داخلية من شأنها أن تزيد من كفاءة الفرص التدريبية للعاملين لديها مثل تنفيذها لمنهجية التعليم المتنوع، وتنفيذ مشروع خطة تطوير العامل «PDP» التي تتيح للعامل إعداد خطة التدريب والتطوير المستقبلية الخاصة به ومراحلها المتعددة، علاوة على قيام كل عامل بتسجيل الخطة الخاصة به في نظام إدارة التعلم الخاص بالشركة (ULMS) وفقاً لقواعد وأدوات التعليم المتنوع.
توقف الإنتاجواستمرت «نفط الخليج» منذ توقف الإنتاج، في العمل على تحسين وتطوير المشاريع في منطقتي العمليات المشتركة (الوفرة والخفجي)، سعياً منها للتأكد من سلامة الأصول وسرعة العودة إلى الإنتاج، إضافة إلى التجهيز لعمليات التنقيب في المستقبل بحثاً عن استثمارات جديدة لعمليات الإنتاج عند استئناف أعمال الإنتاج.وتشمل هذه المشاريع أعمال الحفاظ على كفاءة المنشآت السطحية والجوفية، وخطة إعادة الإنتاج، وأعمال الرصد وجمع البيانات، واستبدال خط أنبوب الحوت القديم 24 إنشاً بخط جديد للمحافظة على إنتاج 50 ألف برميل في اليوم من النفط الخام في الخفجي، والالتزام بالمشاريع البيئية في الخفجي لتتوافق مع لوائح وأنظمة الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية. وتم إنشاء خط غاز جديد لنقل حصة الكويت من غاز الخفجي، بتكثيف الغاز في الخفجي ونقله إلى مصفاة ميناء الأحمدي للتقليل من حرق الغاز، وبناء مشروع مبنى المكتب الرئيسي الجديد في الأحمدي وفق المعايير العالمية الصديقه للبيئة (LEED).وتم العمل على مشروع المسح الزلزالي البري ثلاثي الأبعاد، والذي يعكس الاستكشافات المستقبلية لعمليات الوفرة المشتركة، من خلال جمع المعلومات ومعالجتها وتحليلها.
المشاريع الإستراتيجيةوحددت «نفط الخليج» مشاريع عدة لتحقيق خطتها طويلة الأمد، مع الأخذ في الاعتبار التوجيهات الإستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية.وتشمل تلك المشاريع، مشروع (المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد)، ومشاريع (الاستخلاص الحراري للنفط) في عمليات الوفرة المشتركة، ومشروع (إعادة تطوير حقل الحوت) في عمليات الخفجي المشتركة، والتي تهدف للحفاظ على مستويات الإنتاج والوصول إلى مستــويات أعلى مما قبل توقف الإنتاج في العمليات المشتركة.ويأتي ذلك بجانب مشروع (تطوير حقل الدرة)، وهو مشروع إستراتيجي مهم لإنتاج الغاز غير المصاحب، وتلبية حاجة الكويت للطاقة، والذي من المتوقع له أن ينتج ما يقارب الـ 500 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً. وتم تطبيق دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع المذكورة، مع الأخذ في الاعتبار عدد من الظروف الاقتصادية المختلفة.
المرحلة المقبلةوتتمثل الخطة الحالية للشركة في العمل مع الشريك في منطقتي العمليات المشتركة الوفرة والخفجي، على استئناف الإنتاج واستقراره من خلال وضع الآبار الموجودة في خطة مراحل الإنتاج مما يتطلب تخطيط دقيق وتحضير مسبق قبل استئناف الإنتاج. وأعدت العمليات المشتركة (الوفرة والخفجي) خطة مفصلة لاستئناف الإنتاج، كما أنه وفي الوقت ذاته تم إعداد خطط مستقبلية لتطوير الحقول وزيادة الاحتياطي في المنطقتين.وبمجرد استئناف الإنتاج واستقراره سيتم تحديد مبادرات وبرامج إستراتيجية جديدة، لتتوافق مع خطة «نفط الخليج» المتوسطة وبعيدة المدى للوصول إلى معدل إنتاج يقدر بـ 355 مليون برميل يومياً من النفط الخام المستدام، وإنتاج 500 مليون قدم مكعب من الغاز غير المصاحب بحلول عام 2040، بناء على التوافق ما بين الشركاء وموافقة مؤسسة البترول الكويتية.
العمليات المشتركةويعتبر تطبيق خطط برامج المحافظة على أصول عمليات الوفرة وصيانتها الدورية وفحصها من أولويات الشركة القائمة والمستمرة منذ توقف الإنتاج، للتأكد من جهوزيتها عند التشغيل حفاظاً على جدواها الاقتصادية. ومن ضمن خطط المرحلة المقبلة والتواريخ المتوقعة لعودة الإنتاج الفعلية أعدت الشركة خطة إعادة تشغيل متكاملة وقابلة للتفعيل المباشر لعودة إنتاج عمليات الوفرة المشتركة في إطار زمني محدد، وتتضمن توفير جميع الموارد اللازمة، والقيام بالتمارين التجريبية لفرق التشغيل المختلفة.وتلتزم عمليات الوفرة المشتركة بتطبيق لوائح وقوانين الهيئة العامة للبيئة الكويتية ضمن المتطلبات البيئية في منطقة عمليات الوفرة المشتركة: وتشمل المشروعات في المنطقة، المشروع البيئي«إعادة تأهيل البحيرات النفطية»: نسبة الإنجاز فيه 98 في المئة، ومشروع «تقليل حرق الغاز - 2» لاستغلال الثروات الهيدروكربونية: نسبة الإنجاز فيه 15 في المئة، ومشروع المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد لكامل الجزء البري في منطقة عمليات الوفرة المشتركة.وتم إجراء مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة على كامل المنطقة البرية المقسومة والذي شمل مساحة بلغت 4612 كيلومتراً مربعاً، ودراسة البيانات ومعالجتها بين عامي 2014- 2017، بهدف الاستفادة القصوى من فرص الثروات الطبيعية وتعظيم القسمة الإستراتيجية لهذه الثروات في المنطقة.تمتلك عمليات الوفرة المشتركة 6 حقول لإنتاج النفط، ويعتبر حقل «الوفرة» هو الأكبر من بين تلك الحقول ثم حقل «جنوب أم قدير»، و«جنوب الفوارس»، و«حما»، و«عرق»، و«شمال الوفرة».
الوفرة الجديدةوتم ضع خطة رئيسية لهذه المدينة الواعدة التي من شأنها أن تدر بالخير على البلاد، بما يشمل البنية التحتية، والمستشفيات، والمباني، والمحطات...وتجري مراجعة خطط تشغيل حقل الوفرة وإجراء الأختبارات والفحوصات اللازمة لجهوزية الأصول.وبعد عودة واستقرار الإنتاج تعمل الشركة على تطبيق خططها الإستراتيجية ذات المدى المتوسط والطويل تماشياً مع رؤية مؤسسة البترول الكويتية لتحقيق مصالح الدولة ودعم الاقتصاد الوطني، وتطوير العنصر الوطني ودعم المحتوى المحلي مع المحافظة على البيئة.
عمليات الخفجي وخلال فترة توقف الإنتاج في عمليات الخفجي المشتركة بداية من عام 2014، قامت «نفط الخليج» بالتوافق مع الشريك في الجانب السعودي المتمثل في شركة أرامكو لأعمال الخليج باستغلال تلك الفترة لتنفيذ مشروعات الصيانة، إذ قامت الشركة بالعديد من أعمال الصيانة الدورية وفحص المنشآت، وأعمال صيانة شاملة لأغلب المرافق البرية والبحرية، وشملت ما يزيد على 521 معدة ثابتة ومتحركة، وما يتجاوز 5430 معدة موزعة بين محابس تحكم ومحابس أمان ومحابس عزل يدوية.وأتى ذلك إلى جانب صيانة وفحص أنظمة التحكم والرقابة وأنظمة السلامة وأنظمة تغذية الطاقة، وصيانة 113 بئراً بحرية منذ توقف الإنتاج حتى ديسمبر 2019 بهدف تأمين سلامة الآبار.
بدء الإنتاجوتعكف «نفط الخليج» حالياً مع عمليات الخفجي المشتركة على إجراءات بدء الإنتاج، بعد إطلاق العد التنازلي لبدء الإنتاج خلال 60 يوماً من قِبل وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الدكتور خالد الفاضل، ووزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، خلال زيارتهما لمنطقة العمليات المشتركة الخفجي في 25 ديسمبر 2019.وتعد الشركة ملتزمة ببدء الإنتاج خلال هذه المدة وقبل حلول الأعياد الوطنية للكويت، وقد بلغت نسبة الإنجاز في المرحلة الأولى من عمليات التشغيل 55 في المئة.وتشمل هذه المرحلة التشغيل الجزئي بطاقة إنتاجية تتراوح ما بين 80 إلى 170 ألف برميل يومياً، وقد بلغت نسبة الجهوزية للتشغيل الكامل للمنشآت 62.5 في المئة، بينما تقدر الطاقة الإنتاجية الكلية لعمليات الخفجي المشتركة بـ 350 ألف برميل يومياً تقسم مناصفة بين الشريكين.
خط الأنابيب ويعد مشروع نقل حصة الكويت من الغاز والغاز المسال من عمليات الخفجي المشتركة من أهم المشاريع التي تنفذها الشركة، لخدمة التوجهات الاستراتيجية للدولة والقطاع النفطي.ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الكبرى التي تتطلب مستوى عالياً من التنسيق بين جهات عدة، ومنها الحكومة الكويتية، والحكومة السعودية، وشركة نفط الكويت، وشركة أرامكو لأعمال الخليج، وشركة شيفرون العربية السعودية وعمليات الخفجي المشتركة. ويتكون المشروع من محطة تصدير في عمليات الخفجي، وأنابيب 12 بوصة عابرة للبحر والبر، مع عدد من محطات العزل في الجانبين الكويتي والسعودي، ومنشآت لتمكين أعمال الصيانة الدورية الطارئة.وتعكف الشركة على استكمال أعمال مشروع منشآت تصدير الغاز وخط الأنابيب لنقل حصة الكويت من الغاز الطبيعي والسوائل النفطية، إذ بلغ المشروع مراحل متقدمة من الإنشاء.
تقييم وتطويرويأتي الحقل لتوفير فرص كبيرة لإمداد الكويت بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي، وفي الوقت الحالي تقوم الشركة بالتعاون مع شريكها في عمليات الخفجي المشتركة، شركة أرامكو لأعمال الخليج بعمل دراسات الجدوى الخاصة بحقل غاز الدرة البحري الحيوي.وفي ما يخص خط أنبوب خام الحوت فإن الشركة تعمل جاهدة على تذليل العقبات واستخراج الموافقات اللازمة من الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية، لاستكمال تنفيذ المشروع بهدف نقل خام الخفجي رطاوي المنتج من مراكز التجميع البحرية إلى منشآت الإنتاج البرية.ويُقدر إنتاج خام الحوت (خفجي رطاوي) بـ 50 ألف برميل مصاحب يومياً، وما يقدر بـ 30 مليون قدم مكعبة من الغاز، وقد تمت ترسية عقد استكمال أعمال تنفيذ المشروع.
المتطلبات البيئية ويأتي الحفاظ على البيئة والثروات النفطية على رأس أولويات الإدارة التنفيذية في الشركة، التي انتهت من تنفيذ عدة مشاريع لاسترداد غاز الشعلات واستخدام شعلات تتطابق مع متطلبات الرئاسة العامة للأرصاد والبيئة في المملكة العربية السعودية.وتقوم تلك المشاريع باسترجاع ما يقارب من 5 ملايين قدم مكعبة من غاز الشعلات المهدور، بالإضافة إلى تلبيتها لمتطلبات أخرى خاصة بالسلامة مثل تغيير نوع الشعلات من شعلات أرضية إلى شعلات مرتفعة.
الخطط المستقبلية في «الخفجي المشتركة»
وفقاً للخطة الخمسية 2020-2024، للشركة الكويتية لنفط الخليج لتحقيق الاستدامة لإنتاج النفط الخام واستبدال الاحتياطي للحفاظ على الإنتاج، ستعمل على تنفيذ مشاريع تحت سطحية لتنفيذ هذا الهدف وهي مشروع تطوير حقل الخفجي من خلال حفر آبار تطويرية وصيانة الآبار لتحقيق الإنتاج المطلوب، ومشروع الاستكشاف والمسح الزلزالي البحري ثلاثي الأبعاد (مسح ومعالجة وتحليل البيانات) يغطي منطقة عمليات الخفجي المشتركة.