تقاطر العشرات من أبناء ورجالات الرياضة الكويتية ومحبيها الى مقبرة الصليبخات، عصر أمس، لوداع المغفور له بإذن الله تعالى، العم محمد المسعود، أحد النجوم السابقين للمنتخب وفريق القادسية لكرة القدم، والذي وافته المنية، مساء الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض.وغصّت المقبرة بالشخصيات السياسية والاجتماعية والرياضية ومحبي القادسية، للمشاركة في تشييع الراحل الكبير، والذي سبق له أن ترأس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وكان نائباً لرئيس مجلس ادارة نادي القادسية.ونعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، المغفور له، واعتبر ان الفقيد كان أحد أعمدة رياضة كرة القدم خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي.وقال في بيان صحافي، امس، ان الاسرة الرياضية فقدت احدى قاماتها وأحد روادها ممن ساهموا في نهضة كرة القدم والذي حمل كأس الخليج العربي في نسختها الاولى.واوضح ان للراحل دوراً كبيراً في توجيه ونصح اللاعبين الشباب، ما انعكس على استمرارية تطور الكرة الكويتية وانطلاقها نحو آفاق أرحب.واعرب عن بالغ مواساته لأسرة الفقيد والاسرة الرياضية الكويتية والخليجية والعربية التي فقدت برحيله احد روادها، داعياً المولى عز وجل ان يتغمده بفسيح جناته وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.من جهتها، ذكرت الهيئة العامة للرياضة في بيان لها، انه برحيل المسعود الذي شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارتها أيضاً، فقدت الكرة الكويتية هامة كبيرة قدمت الكثير للبلاد على الأصعدة الإدارية والفنية.واضافت: «كان الراحل من أوائل اللاعبين الذين حملوا كأس الخليج في بداية انطلاقتها، الى جانب مساهمته في عملية تطوير الرياضة عندما تبوأ منصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة، وليس أمامنا سوى أن نعزي أنفسنا والأسرة الرياضية وأهل الفقيد برحيل خبرة كبيرة وقائد في المجال الرياضي».واستذكرت «الهيئة» إنجازات الفقيد وعطاءه في مجال الرياضة، خاصة أنه يعد أحد رواد حركتها والذي ترك بصمة واضحة في مسيرتها بشكل عام ونادي القادسية خصوصا، الى جانب مشاركته مع نجوم الكرة السابقين في تحقيق الألقاب والبطولات المحلية والخارجية، ومنها الحصول على هداف البطولة الخليجية الاولى العام 1970 في البحرين، مشيرة الى ان المسعود اتسم بتواضعه وأخلاقه الحميدة والرفيعة.ودعت «الهيئة» وجميع منتسبيها المولى عزّ وجل أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه والأسرة الرياضية الصبر والسلوان. ونعى رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية صالح الفضالة الراحل قائلا: «انه ليوم حزين على الساحة الكروية والرياضية بصورة عامة وفاة الأخ محمد المسعود. فقد عاصرته منذ ان كان لاعباً في المدارس حتى وصل الى المنتخب. ستبقى ذكراه عالقة في أذهان الرياضيين في الكويت وخارجها لما له من مآثر وأفضال، فهو من المخلصين في عملهم».من جهته، اعرب وزير الإسكان السابق بدر الحميدي عن حزنه الشديد لوفاة الفقيد الذي عاصره لاعباً وادارياً في النادي، ودعا المولى عز وجل ان يغفر له ويسكنه فسيح جناته.أما مدير الهيئة العامة للرياضة السابق فيصل الجزاف، فأكد ان الفقيد ساهم في نهضة الرياضة الكويتية وله جهود كبيرة في ناديه ومع منتخب الكويت وفي الهيئة العامة للرياضة عندما كان عضوا في مجلس ادارتها.وأضاف: «نعزي انفسنا ونعزي ذوي الفقيد، فقد خسرنا برحيله، قطبا كبيرا في الرياضة واحد اعمدتها».وشدد اللاعب الدولي عضو مجلس ادارة نادي القادسية السابق، سعود بوحمد، على ان «الفقيد يتمتع بكونه محبوباًُ من الجميع، ولا أحد يكره. هو صاحب قلب ابيض وكبير ولطالما كان هدفه رفع سمعة الرياضة الكويتية وتطويرها».كما أعرب الحكم الدولي السابق عبدالوهاب البناي عن حزنه خاصة وانه عاصر الفقيد لاعباً وادارياً، قال: «كان مثالاً للتضحية والايثار، فعندما قرر المدرب عدم الزج به في المباريات وإشراك جاسم يعقوب بدلاً منه، كان يقول: أنا في خدمة وطني من أي مكان، وأتمني التوفيق لزملائي».
عالمكشوف
المسعود... تاريخ!
|بقلم مطلق نصار|
ودّعت الأسرة الرياضية الكويتية وبكل أسى، واحداً من أعظم هدافي كرة القدم، سواء في صفوف منتخب الكويت أو فريق القادسية، المغفور له بإذن الله تعالى، محمد فهد المسعود، صاحب التسديدات الصاروخية والذي جمع المجد من اطرافه كلاعب دولي مميز ومدرب صاحب كفاءة ورئيس لاتحاد اللعبة ونائب لرئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة ونادي القادسية.المسعود هو هداف دورة كأس الخليج الاولى في البحرين العام 1970 وحامل أول كؤوسها. كان نجما ساطعا في كرة القدم الكويتية وذلك في صفوف المنتخبات الوطنية والعسكرية والمدرسية حيث فرض نفسه بأدائه ومستواه الفني الرفيع واخلاقه العالية. لا احد ينسى ذاك النجم الكبير الذي قاد القادسية إلى الفوز على الاسماعيلي المصري الفائز بكأس افريقيا 1968، بتسجيله رباعية نظيفة مذهلة، وهو الذي كان يتقاسم لقب هداف الدوري المحلي مع رفيق دربه نجم العربي وهدافه الكبير عبدالرحمن سعود الدولة، منتصف ستينات القرن الماضي، قبل أن يودع الملاعب بلقاء جماهيري كبير جمع القادسية مع الزمالك المصري وانتهى بطعم «أصفر» وبثلاثية.ولمن لا يعرف محمد المسعود ولم يعاصره ويراه عن كثب وهو يلعب، فهو غني عن التعريف، وتتحدث انجازاته عنه، لكن حري بنا القول ان من يعرفه سيصُدم برحيل شخص رياضي بصفات وامكانات فريدة ومناصب شرَّفَها.لم يجرِ تكريمه بشكل يناسب عظمته، حاله حال نجوم كبار، منهم من رحل عن عالمنا ومنهم من بقي على قيد الحياة «طول الله في أعمارهم».المسعود تاريخ كروي بحد ذاته ونجم ساطع كان كاتب هذه السطور يلتقي به به أسبوعيا خلال السنوات الأخيرة فى ديوان الصديق احمد الرهيماني في منطقة اليرموك كنت اشعر من خلال أحاديثنا الجانبية انه حزين لما آلت اليه حال الرياضة الكويتية، وكان يكرر امامي بأن وضعها لن يستقر في ظل الصراعات والخلافات، معبّرا عن تمنياته بأن تُصفى النفوس ويتعاون الجميع لرفع شأنها وتغليب المصلحة العامة على الامور الشخصية والكراسي.لك من الله رحمة يا «بوفهد» ومثواك الجنة.. فأنت هامة رياضية من الصعب أن تعوّض.
«بوفهد»... الذي تعلّمت منه
|بقلم سعد الحوطي|
رحل عنا، وقلوبنا يعتصرها الاسى والحزن، الاخ والنجم والهداف الكبير المرحوم محمد فهد المسعود غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.«أبو فهد» كان من المميزين بنجوميتهم وأخلاقهم، وصاحب علاقات طيبة مع الرياضيين ومن افضل من يتم التعامل معهم.هو اول لاعب كويتي يحمل كأس دورة الخليج في نسختها الاولى في البحرين العام 1970، كما كان احد المهاجمين القلائل ممن تميزوا بالتسديد من مسافات بعيدة.صاحب شخصية جذابة على ارض الملعب ونموذج للنجم الذي يحرص على الحفاظ على مستواه واسمه ويتمتع بأسلوب فريد في طريقة لعبه، باعتبار انه كان يسدد على المرمى كالصاروخ وهو يجري بالكرة ليفاجئ الحراس، وهذه الميزة لا يجيدها غالبية المهاجمين.عندما خضت اول مباراة دولية في مسيرتي امام المنتخب الإيراني في طهران، كان «المرحوم بوفهد» قائدا لـ»الأزرق»، وهو لم يبخل علي بنصائحه قبل اللقاء وبعده، ما جعلني ألعب بثبات وروح وثقة عالية بالنفس.والمسعود من النجوم الذين تعلمنا منهم دروساً في الصفات الحميدة، مثل العطاء والاخلاص والاحترام والتفاني في اداء الادوار الموكلة الينا في الملعب، بالاضافة الى أمور كثيرة ساعدتنا خلال مسيرتنا الرياضية وفي عملية بناء شخصياتنا.يعتبر بداية لتاريخ ناصع للرياضة الخليجية كونه اللاعب الاول الذي صعد الى منصة التتويج في «خليجي 1» ورفع أول كأس باسم دولة الكويت في كرة القدم منذ نشأتها التي شهدها مع نجوم كبار من طينته، نتمنى لمن هم على قيد الحياة منهم العمر المديد، ولمن تركنا ورحل عن هذه الدنيا الرحمة والمغفرة. ستبقى سيرة المرحوم المسعود عطرة بالنظر الى ما تركه لنا من اخلاق طيبة وسمعة نظيفة يتحدث عنها الجميع وعن أسلوبه وطريقة تعامله مع الرياضيين وغيرهم.كان «بوفهد» نجماً لامعاً في صفوف «الأزرق» والقادسية لسنوات عدة واحد الهدافين التاريخيين للكرة الكويتية، ومثالاً رائعاً نتعلم منه التواضع.حرصت قبل سفري، مؤخراً، على أن أزوره في المستشفى، لكن الزيارة كانت ممنوعة نظرا إلى حالته الحرجة.عزائي الحار إلى أسرته وذويه جميعاً ومحبيه بوفاته، وعسى أن يلهمهم الله تعالى الصبر والسلوان، وإلى جنات الخلد والنعيم بإذن الله يا «بو فهد» الطيب والحبيب.