أقصر قصة قصيرة: أسرة كويتية تفقد كلباً عاش لديها 11 عاماً فترصد مكافأة 500 دينار لمن يعثر عليه، وبعد ثلاثة أيام يعثر عليه أحد الوافدين فيعيده إلى الكويتيين الذين أعطوه المكافأة فوزعها على أصحابه ثم عم الفرح والسرور.هنيئاً لصاحب الكلب عودة كلبه المفقود، وهنيئاً للشعب قضيته الجديدة، خلال ثلاثة أيام، انقسم الشعب - المنقسم - إلى فريقين: فريق المدافع عن حقوق الحيوانات، وفريق المدافع عن حقوق الإنسان غيرة من الحيوان. أولاً: لنتفق على فض الاشتباك بين حيونة الإنسان وأنسنة الحيوان، كي لا ندخل في مقارنات غير متكافئة خصوصاً بعد أن شرع بعض أبناء الشعب إلى النباح، أي والله الاستظراف بلغ مداه حتى وصل إلى تقليد صوت الكلب تقليلاً من معاناة صاحبه!ثانياً: إذا اتفقنا أن من شيم الكلاب الوفاء لا مانع إذا من الاستكلاب وفاء، لكننا اتفقنا على فض الاشتباك بين العالمين، فلنقف عند حدود الوفاء، كان دحدوح، الكلب، وفياً أحد عشر عاماً لأصحابه، فكان الأصحاب أوفياء له ثلاثة أيام.ثالثاً: يبدو المبلغ المرصود كمكافأة كثيراً عند البعض وقليلاً عند البعض الآخر، بين مقارنة ظالمة مع عدد البيوت التي يمكن فتحها وإطعام أهلها من مبلغ المكافأة، وبين مقارنتين أكثر واقعية بين مكافأة عودة الكلب القديم واقتناء كلب جديد، ومقارنة ساخرة بين مبالغ شراء المواشي التي ضربت بورصة اقتنائهم مبالغ مبالغاً فيها تفوق المكافأة المرصودة بأضعاف مضاعفة... مما ضاعفت المقارنة بين مزايين الإبل ومزايين الكلاب، وكلاهما من الفصيلة الحيوانية نفسها لا فرق بينها إلا في الحظ!لم ينته السجال بعودة دحدوح إلى صاحبه، بل لا يزال مستمراً بعد تحول دحدوح إياه إلى «ترند» كتب في هاشتاقه الألوف من الذين اعتادوا حشر الأنوف حتى بين الكلب وصاحبه!أخيراً: للكلب من اسمه نصيب، إن كان دحدوح معناه قصير، فيا ليتهم يدحدون سالفته التي طولوها وهو دحدوح!
مقالات
رواق
دحدحوها
04:35 م