تُقدر الإحصائيات العالمية أن ما يتم استهلاكه سنوياً من الإطارات يفوق المليار إطار، يتم التخلص من معظمها بطرق مضرة بالبيئة. كما تقدر الإحصائيات المحلية التي قامت بها البلدية والهيئة العامة للرعاية السكنية عن وجود ما يقارب 20 مليون إطار في منطقة إرحية حيث مكب الإطارات المستهلكة. بشكل عام فإن عدم التخلص من الإطارات المستهلكة بشكل صحيح سيؤدي الى إتلاف كبير للبيئة لأسباب عدة أهمها أن مكوناتها صعبة بل شبه مستحيلة التحلل في الطبيعة، كما أنها قابلة للاشتعال بسهولة علاوة على أنها - وفي حال تعرضت لبعض المركبات الحمضية - تقوم بإفراز مركبات كيميائية خطرة تتسرب إلى التربة ومنها الى المياه الجوفية التي تعتبر ثروة قومية ومورداً مهماً لأي دولة.أعلنت الهيئة العامة للبيئة في أكتوبر الماضي عن تسلمها رسمياً موقع الإطارات المستعملة في (إرحية) من الهيئة العامة للصناعة، وذلك وفق قرار مجلس الوزراء رقم (1049) بشأن تحويل مسؤولية استكمال التخلص من الإطارات المستهلكة من «الصناعة» إلى «البيئة»، وهذا قرار صائب في محله وهو إعطاء المهام لأصحاب الاختصاص ممثلين بالهيئة العامة للبيئة. ويبقى التحدي الآن أمام الهيئة كيفية التخلص من هذه الكارثة البيئية وتجهيز المنطقة في وقت قياسي ليتم تسليمها إلى الهيئة العامة للرعاية السكنية وهو الهدف النهائي للمهمة.من جهة أخرى، أعلنت الصين في مارس الماضي عن افتتاح أكبر «مصنع ذكي» في الصين يهدف إلى تدعيم جهودها للتحول الى دولة صديقة للبيئة. هذا المصنع الذي تم إنشاؤه بالشراكة ما بين عملاق صناعة الإطارات الصينية (شركة دبل ستار) و10 جامعات صينية، بهدف إعادة تدوير الإطارات للمرة الأولى على مستوى العالم بطريقة كاملة وصديقة للبيئة. المصنع سيستخدم تكنولوجيا علمية حديثة مرتبطة بالانحلال الحراري وتجديد الكربون الأسود المستخلص من الإطارات المستهلكة مما سيؤدي الى إنتاج تلوث جوي أقل من عوادم المصنع. ومستخرجات عملية التدوير سينتج عنها مواد أولية يمكن استخدامها لصنع إطارات جديدة بالكامل، أي ليس كما هو الحال الآن حيث يتم فصل المواد الأولية لتصديرها أو استخدامها في صناعات أخرى، هذا بحد ذاته عمل رائع يقلل من الاحتياج لصنع إطارات جديدة من الصفر. ومن المتوقع أن يصل المدخول السنوي لهذا المصنع إلى ما يزيد على 15 مليون دينار سنويا عند تحويل العملة من العملة الصينية الى الدينار الكويتي.دعوة للهيئة العامة للبيئة للاستفادة من التجربة الصينية في إعادة تدوير الإطارات، مما قد يساهم بشكل احترافي وسريع في التخلص الآمن من نفايات الإطارات، ليس ذلك وحسب، بل وتحقيق المردود المالي للدولة من خلال إنشاء صناعة وطنية حقيقية ولتتحول إرحية من مكب نفايات إلى منجم ذهب.
* دكتوراه في البيئةInstagram @ecoemag