عشية انتهاء المهلة المحددة التي حددتها تنسيقيات المتظاهرين، اليوم، لتنفيذ المطالب التي دفعتهم إلى الخروج في احتجاجات واسعة منذ أكتوبر الماضي، بدأت وتيرة التحركات بالارتفاع منذ ليل السبت - الأحد في العاصمة بغداد ومدن الجنوب العراقي، حيث قطع متظاهرون طرقاً وجسوراً بينها بإطارات سيارات مشتعلة للضغط على الحكومة والبرلمان من أجل القيام بإصلاحات سياسية، بينها تسمية رئيس وزراء جديد وإجراء انتخابات مبكرة، فيما أُحرق مقر تابع لـ«كتائب حزب الله» في النجف. واحتشد المئات في ساحتي الطيران والتحرير في قلب بغداد، في حين أشارت مواقع إخبارية، إلى مقتل متظاهرين في وسط بغداد.وقطع المتظاهرون بالإطارات المشتعلة طرقا رئيسية تصل وسط المدينة بشرقها.واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذي ردوا برشق القوات الأمنية بالحجارة، ما أدى إلى إصابة 17 شخصاً بجروح بينهم عدد من عناصر الأمن بجروح.وقال أحد المتظاهرين لـ«فرانس برس»، إن «هذا التصعيد هو البداية. نريد إيصال رسالة إلى الحكومة بأن المهلة ستنتهي غداً (اليوم الأثنين) وتخرج الأمور عن السيطرة». وتابع مخاطباً الساسة: «لا تماطلوا (لأن) الشعب واع».وكان المتظاهرون منحوا الحكومة الأسبوع الماضي سبعة أيام لتنفيذ مطالبهم الإصلاحية، ملوحين بالتصعيد في حال التسويف.وفي الناصرية جنوباً، توافد مئات المحتجين إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة. وقاموا بقطع طرقات وجسور رئيسة في المدينة حيث استمر إغلاق المؤسسات الحكومية والتعليمية.كما توعد متظاهرون بقطع الطريق السريعة التي تربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبية مروراً بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة المماطلة. وفي الوقت نفسه، تصاعدت احتجاجات مماثلة في النجف والديوانية والكوت والعمارة. وشهدت غالبيتها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية.وفي كربلاء (جنوب بغددا)، قال مصدران أمنيان إن قوات مكافحة الشغب ألقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين ما تسبب بإصابة عدد منهم بحالات اختناق، بينما رد المحجتجون برشق عناصر الأمن بالحجارة، وتوجه بعضهم إلى مبنى البرلمان وأغلقوا مداخله.وقالت الطالبة آيات موفق: «نحن نريد وطناً يحتوينا مثل باقي الشعوب وسنستمر في هذه التظاهرات إلى أن تتحقق المطالب».وتناقل ناشطون مقطع فيديو لإحراق مقر «كتائب حزب الله» بالكامل قرب جسر الإسكان في النجف، على يد «مجهولين»، كما أظهرت مقاطع مصورة قيام محتجين بإغلاق أبواب الدوائر الحكومية باللحام.وتزامن ذلك مع قطع طريق مطار النجف بالإطارات المشتعلة، فيما أقدم محتجون على حرق صورة قاسم سليماني.وأحرق متظاهرون مقر «حركة الوفاء»، التابعة لمحافظ النجف السابق عدنان الزرفي، في مدينة الكوفة بمحافظة النجف، وأغلقوا أغلب الشوارع فيها. وتداول ناشطون خبر اختطاف الناشط أحمد فاضل على يد مسلحين، عقب خروجه من ساحة التحرير، السبت، حيث أرغمه ملثمون على الركوب في سيارة مدنية.وأسفرت أعمال العنف منذ بداية أكتوبر عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. سياسياً، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في اتصال هاتفي مع الرئيس برهم صالح، التزام بلاده وقف التصعيد في العراق على خلفية المواجهة العسكرية مع إيران.