من الواضح أن هنالك أطرافاً كثيرة لا تريد الخير لهذه الأمة، وكلما هدأت الأمور وتحرك الناس نحو الحل والصلح، فإن هذه الأطراف لا تلبث أن تفجر الأوضاع وتجر المنطقة نحو المشاكل والاضطرابات وسفك الدماء!لقد شاهدنا كيف تدخل الكبار من أجل حل النزاع الليبي الليبي، وتصاعد القتال بين الأطراف المتصارعة، وكيف دعوا طرفي النزاع السراج وحفتر إلى موسكو برعاية روسية تركية، وكيف توصلوا إلى مشروع هدنة وصلح تضمن وأد الحرب والوصول إلى حل، لكنهم فوجئوا بسفر حفتر في الصباح الباكر إلى ليبيا وترك المجتمعين من دون توقيع مذكرة التفاهم!بعدها تعذر حفتر بأنه لا يقبل أن تكون الواسطة بينه وبين السراج هو الرئيس التركي! إذاً لماذا سافرت إلى موسكو وجلست مع الأطراف المفاوضة ووافقت على الشروط التي وضعوها!الجواب هو أن تلك الأطراف لا تريد لليبيا أن تعود إلى السلام، ونبذ الحرب ولذلك عملوا على إفشالها حتى ولو كانت في آخر مراحلها!أما السودان الذي حمدنا الله تعالى على استعادته لعافيته وتولى مجموعة من المخلصين زمام الأمور فيه، فقد شهد تمرداً ذميماً قاده مجموعة من العسكر بهدف خلط الأوراق فيه، لكن الحمدلله تم القضاء على تمردهم واعتقالهم، ولا نعتقد أن هؤلاء المتآمرين سيتوقفون عن تآمرهم لأن هدفهم تدمير ذلك البلد المنكوب وإفقار شعبه!أما لبنان ذلك البلد الجميل فمن يصدق أنه يواجه خطر الانهيار المالي وإفلاس بنوكه، ويتناوب على حكمه مجموعة من الأحزاب والطوائف التي لا يهمها إلا أن تمزقه كما مزقته في حربه الأهلية التي دامت 15 عاماً، وزجته في مغامرات خارجية دمرت كل ما تبقى لديه من بنية تحتية!بالأمس نزل الشعب اللبناني إلى الشارع احتجاجاً على المماطلة في تشكيل حكومته، وحرق المحلات والواجهات التجارية وأمهل رئيس الوزراء المنتخب 48 ساعة لتشكيل الحكومة، ولا نعتقد أنه سينجح في تشكيل تلك الحكومة لأن الطائفية وهيمنة حزب الله وحركة أمل على مفاصله لا يمكن أن تسمح له بالتنصل منها!أما العراق، ذلك البلد المنكوب، فقد أصبح ضحية للنزاع الإيراني الأميركي على أراضيه، وهو فريسة للنظام الطائفي والهيمنة الإيرانية على مقدراته!واستكمل التوتر في العراق باغتيال قاسم سليماني، الذي كان مهندس الاغتيالات والقلاقل في بلدان عربية عدة، وبدلاً من أن تهدأ الأمور بعد اغتياله فإن ايران قد توعدت بالانتقام لاغتياله، وأكملتها بقصف طائرة الركاب الأوكرانية وقتل جميع ركابها!هذه نماذج مما يجري حولنا، والأمر يطول، وستظل قوى الظلام تعمل بصمت من أجل حياكة المؤامرات ضد بلداننا وتدمير كل خير لدينا، فمتى يستيقظ أبناء الوطن العربي من غفلتهم ويدركون ما يحاك في بلدانهم؟!