بعد 40 عاما من التعليم والتدريس والبحث العلمي، غادر أستاذ الفيزياء الذرية في جامعة الكويت الدكتور مصطفى عباس معرفي، الحياة الدنيا ليقابل وجه ربه الكريم، عن عمر ناهز الـ72 عاماً، بعد مسيرة حافلة في طلب العلم والتدريس، حيث تخرجت على يديه كوكبة من طلبة جامعة الكويت.وحصل معرفي على درجة الدكتوراه في الفيزياء الذرية من جامعة ميتشغن في الولايات المتحدة، وهو أستاذ متقاعد بقسم الفيزياء بجامعة الكويت. حيث شغل منصب رئيس قسم الفيزياء مرتين، وعين عميداً للقبول والتسجيل، ومديراً للدراسات الصيفية بجامعة الكويت خلال الفترة من 1985 إلى 1989. وعمل معرفي أستاذاً زائراً بجامعة البحرين (1990-1991)، وشغل منصب مستشار لمدير مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وعمل مديراً لمكتب الجوائز بالمؤسسة، كما أنه كان عضو هيئة تحرير مجلة عالم الفكر التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وعضوا لعدد من المنظمات العلمية والمهنية.نشر معرفي عدداً من الأبحاث في مجال تخصصه في دوريات عالمية محكمة، وألف كتاب «مبادئ الطاقة» لطلبة كلية التربية بجامعة الكويت، وشارك في تأليف عدد من الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية بتكليف من وزارة التربية في الكويت، كما ترجم العديد من المقالات العلمية لمجلة العلوم التي كانت تصدرها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وترجم وحرّر عدداً من كتب الثقافة العلمية وآخرها المسار الزمني لتاريخ العلوم والتكنولوجيا، من إصدارات مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.ونعى وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى لجامعة الكويت الدكتور سعود الحربي وأسرة جامعة الكويت المغفور له بإذن الله تعالى. وقال الحربي إن الفقيد كان أستاذاً فاضلاً وعلماً من أعلام جامعة الكويت وباحثاً متميزاً، لطالما عرف بتواضعه وإخلاصه في العمل وعلاقته الطيبة مع الجميع، إذ كرّس حياته في خدمة العلم والتعليم الأكاديمي، مؤكداً أن رحيل معرفي خسارة لكلية العلوم وجامعة الكويت. وذكر أن الكلمات لا تفي الفقيد قدره، مشيداً بإخلاصه ووفائه بالعمل في الجامعة.من جهته، قال أستاذ الكيمياء بكلية العلوم في جامعة الكويت الدكتور علي بومجداد لـ«الراي» إنه ما زال يتذكر بعد 30 عاماً من دراسته على يديه في جامعة الكويت كيف كان أستاذاً متمكناً ومتمرساً ومتميزاً في تقديم المادة العلمية، حيث إنه كان يدرس مادة صعبة جداً لكنه يطرحها للطلبة بصورة سلسلة وسهلة، مبيناً أن «الدكتور معرفي كان عنده ذوق في الأدب والشعر، وكان ضليعاً في اللغة العربية، وهذه نادراً ما تجتمع لشخص فيزيائي لتكتمل شخصيته العلمية والأدبية».وأضاف بومجداد «كان الدكتور معرفي دمث الأخلاق، والابتسامة لا تفارق محياه وصاحب دعابة راقية بشكلها المحترم من دون أي اسفاف. لقد فقدنا شخصية كبيرة واصلت التعليم على مدى 40 عاماً في تخصص صعب جداً، وكان يعامل الطلبة بطريقة أبوية، وهذا انعكس على طلبته الذين يبادلونه الحب، رحم الله الاستاذ الكبير والمربي الفاضل الدكتور مصطفى معرفي».بدورها، قالت أستاذة الفيزياء في كلية العلوم في جامعة الكويت الدكتورة هالة خالد الجاسر «رحم الله أستاذنا وزميلنا الدكتور مصطفى عباس معرفي، عرفته عندما كنت طالبة في قسم الفيزياء منذ أربعين عاماً، لقد فقدنا أستاذاً رائعاً طيب القلب مخلصاً في عمله وتدريسه، اللهم ارحمه برحمتك الواسعة».من جانبه، نعى أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل الدكتور الراحل، وقال إن للمغفور بصمات واضحة في الارتقاء بالمشهد العلمي والثقافي الكويتي من خلال جهوده الواضحة في الساحة المحلية سواء في الميدان التربوي والتعليمي، من خلال عمله في العديد من المنظمات العلمية والمهنية داخل وخارج الكويت، إضافة إلى عمله مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال عضويته في هيئة تحرير مجلة عالم الفكر، التي تصدر عنه بشكل دوري ومساهماته في نشر البحوث الرصينة فيها.وأضاف العبدالجليل، الذي ناب بتعزيته عن كافة العاملين في الأمانة العامة للمجلس، «لقد كان المغفور له بإذن الله تعالى، من الذين جمعوا بين العلوم التطبيقية والفكر والثقافة معاً، فقد نشر عدداً من الأبحاث في مجال تخصصه في دوريات عالمية محكمة، وشارك في تأليف عددٍ من الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية بتكليفٍ من وزارة التربية في الكويت، وترجم العديد من المقالات العلمية لمجلة العلوم الصادرة عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، كما ترجم وحرر عدداً من كتب الثقافة العلمية وآخرها (المسار الزمني لتاريخ العلوم والتكنولوجيا)، وألف كتاب (مبادئ الطاقة) لطلبة كلية التربية بجامعة الكويت».وقال مدير مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين، إن «المؤسسة سادها حزن عميق غمر مشاعر جميع العاملين فيها بفقد أحد رجالاتها المخلصين، حيث جاء خبر وفاته مفاجئا للجميع وصادما لي شخصيا، إذ وجدته في آخر زيارة له في المستشفى قبل نحو أسبوع، كعادته، مبتسماً ومتفائلاً، وأخبرني أن غيابه في رحلة علاجه بالخارج لن يطول، وأن صحته في تحسن، وأنه متحمس للعودة لعمله ولزملائه وأصدقائه وأهله وكافة محبيه». وأضاف شهاب الدين ان «الفقيد تميز بالتواضع الجم والخلق الرفيع وحسن المعشر وبشاشة المحيا، وهذه من سمات العلماء. وكان ذا ثقافة علمية موسوعية ومثالا يحتذى في التفاني والإخلاص في العمل، إذ انه كان مستمرا في التواصل مع مكتبه عبر الرسائل الإلكترونية من سرير المستشفى، حيث كان يتلقى العلاج قبل وفاته»، مشيراً إلى أنه «امتلك خبرة واسعة وباعاً طويلة في العمل الأكاديمي والإداري القيادي من خلال تجربته الطويلة أستاذاً وقيادياً ناجحاً في جامعة الكويت، يشهد لها طلبته وكافة زملاؤه في المجتمع العلمي على مر العقود».كما نعت شركة التقدم العلمي للنشر والتوزيع، إحدى شركات مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الدكتور مصطفى معرفي. وجاء في بيان على حسابها: «ننعى معلمنا الجليل الأستاذ الدكتور مصطفى عباس معرفي، نعم المعلم والصديق، رحل معه ألق علمه، وعذب حديثه، ولطف معشره، وصدق سريرته، نسأل المولى عز وجل أن ينزله منزل صدق في جنات رحمته وان يلهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان».
محليات
ظلّ يؤدي رسالته في جامعة الكويت حتى انتقل إلى جوار ربّه عن عمر ناهز الـ 72 عاماً
مصطفى معرفي طوى 40 عاماً من العطاء العلمي
مصطفى معرفي
09:57 م