ألقت أجواء التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، مزيداً من الضغوط على العملة الإيرانية، حيث سجل التومان تراجعاً جديداً أمام الدينار لكن بنسبة طفيفة.ووفقاً لجولة أجرتها «الراي» في شارع الصرافين في سوق المباركية أمس، لوحظ أن تحويلات «التومان» عبر السوق الرسمي شهدت انخفاضاً محدوداً، فيما استقر أعداد التحويلات التقليدية على حالها تقريباً دون تغيير، لتتراوح بين 5 إلى 50 ألف درهم، علماً بأن الأسعار استقرت عند 82.960 دينار لكل ألف درهم في السوق النظامية، فيما بلغ سعر صرف مليون تومان إيراني نحو 24 ديناراً، مقارنة مع 26 ديناراً قبل الضربة الجوية الأميركية الأخيرة. وبالنسبة للتحويلات من الكويت إلى إيران، أوضح عدد من الصرافين، أن الإقبال لا يزال في وضع عادي يشابه ما كان عليه الحال قبل عامين، مع بلوغ سعر تحويل مليون تومان نحو 22 ديناراً يوم أمس، متراجعاً بنحو نصف دينار مقارنة بأسعار يوم أمس الأول.وفي الكويت يقوم الإيرانيون باستخدام شركات الصرافة الرئيسية في التحويل إلى دبي فقط، حيث تفضل هذه الشركات تقليل معدلات مخاطر تذبذب العملة الإيرانية علاوة على وجود كيانات مالية عديدة في طهران مدرجة بقوائم الارهاب.وأشار عدد من الصرافين إلى أن تأثيرات الأحداث الرئيسية الأخيرة، ألقت بظلالها على تعاملات العملة الإيرانية خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديداً الكبرى، موضحين أن أزمة إيران مع أميركا ليست جديدة، وإنما ممتدة منذ فترة طويلة، ومن ثم خسائر التومان الكبرى مسجلة منذ فترة.وأوضح بعض الصرافين أن الضربة الأميركية على التومان لم تفصح حتى الآن عن كامل تأثيراتها على التومان، رغم ما شهدته من تراجع طفيف خلال الأيام الماضية، مبينين أن المخاوف باتت تتسيد المشهد تجاه الإقبال على العملة الإيرانية، مع تراجع كبير في الحصول على الكاش من قبل الكويتيين، خصوصاً مع انخفاض حركة المسافرين إلى إيران. ولفت الصرافون إلى أن استمرار تصاعد التوترات، سيتسبب بحدوث تراجعات حادة للتومان قد تؤدي إلى انهياره.وفي ما يخص الإيداعات في البنوك الإيرانية، أشار الصرافون إلى أن الكثير من المودعين يفضلون عدم سحب أموالهم خلال هذه الفترة، لا سيّما وأن ذلك سيكبدهم خسائر كبيرة نظراً لتراجع العملة، لافتين إلى أن التوجه السائد الإبقاء على إيداعاتهم على الأقل لضمان الحصول على الفوائد لتعويض خسائرهم، كما أن بعضهم قد يعوّل على هدوء الأوضاع مستقبلاً وتحسنها. في المقابل، يجد البعض الآخر في هذه الظروف فرصة مناسبة لزيادة إيداعاته مستغلاً هذا التراجع الكبير للتومان ورخص قيمته.وبخلاف أجواء المخاوف، توقع الصراف محمد رحمة، ألا يتعرض التومان إلى المزيد من التراجع خلال الأيام المقبلة، على أن يبقى ثابتاً في مستوى صرفه بعض الشيء، لافتاً إلى أن الإقبال على العملة الإيرانية ما زال بمستوى عادي.من جانبه، أكد نادر كمال «صراف» أن التومان لا يزال يواصل تراجعه، مع احتمالية أن يستمر ذلك في حال ازدياد حدة التوترات في المنطقة خلال الأيام المقبلة، مبيناً أن العملة كانت بالأساس متراجعة قبل بداية العام، ثم ازدادت تراجعاً بعد الضربة الأميركية الأخيرة، لينزل سعر صرف التومان بنحو دينار إلى دينار ونصف الدينار.وأشار إلى أن سعر صرف مليون تومان قبل الضربة بلغ نحو 26 ديناراً، مقابل نحو 24 ونصف دينار اليوم، لافتاً إلى أن ارتفاع الدولار في طهران ساهم في تراجع التومان.من ناحيته، أوضح الصراف فضل الله أبو محمد، أن العملة الإيرانية تأثرت بشكل كبير من التصريحات التي يلقيها السياسيون أكثر من تأثرها بالواقع الاقتصادي، مبيناً أن الإقبال على العملة قليل جداً على مستوى التحويلات أو الحصول على الكاش.
اقتصاد
تنامي التوقعات باستمرار تراجع العملة الإيرانية إذا اتسع نطاق التصعيد
التومان تحت الضغط... المليون بـ 24 ديناراً
هدوء إيراني بسوق الصرافين
12:10 ص