إهداء خاص: إلى نساء الكويت اللواتي أثبتن علو كعبهن في جميع الميادين العلمية والعملية، إلى تلك الجواهر الكويتية الخليجية اللاتي أبدعن أيما إبداع في تقدم الكويت ورفعتها، إلى تلك الروائع اللواتي نهضن بمسيرة شعب حتى صار متألقا ساطعا في قلب السماء، إلى نساء بلدي الكويت إلى المرأة الكويتية، إلى الأم، إلى الأخت، إلى الزوجة، إلى البنت الكويتية، إلى أستاذتنا القديرة ومربيتنا الفاضلة ومعلمتنا المميزة الدكتور ليلى خلف السبعان، أستاذة علم اللغة في جامعة الكويت، أهدي مداد قلمي في بحر علمها الثري والمتدفق.قدمت لنا الدكتور ليلى السبعان، كتابا بعنوان «معجم ألفاظ اللهجة الكويتية» بطبعته الأولى 1989م، الذي يعدّ امتداداً لكتابها الأول الموسوم بـ «تطوير اللهجة الكويتية» وقد نالت به درجة الماجستير بامتياز.اعتمدت الدكتورة ليلى السبعان، على التنظير في مقدمة هذا الكتاب، وجاءت الأسطر الأولى لتقول:«صناعة المعجم من الأمور المهمة في الدراسات اللغوية الحديثة، لأن الكلمة هي الوحدة اللغوية التي يعبر بها عن معنى، قد يظل هذا المعنى وقد تتغير دلالته بمرور الوقت، وهذا له أثر في تدعيم التراث وحفظه. ويمثل هذا المعجم نوعاً جديداً من المعاجم» أ.هـ.ثم ذكرت بأمان الباحث وإخلاصه كلّ مَنْ كتب قبلها في هذا المجال بدءاً من المؤرخ الكويتي الأستاذ سيف مرزوق الشملان بتأليف كتاب «الألعاب الشعبية الكويتية» 1969، وكتاب «الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي» 1975، وكتاب «معجم الألفاظ الكويتية المختصرة» لحمد السعيدان، 1970، في ثلاثة أجزاء، وغيرها.وتختم هذه المقدمة بقولها «والمعجم الكويتي كسائر المعاجم اللغوية، يستورد مفرداته من لغات ولهجات مختلفة، فإلى جانب اللغة العربية، هناك ألفاظ من اللاتينية بفروعها ولغاتها إلى جانب الهندية والتركية والفارسية» أ.هـ.وقبل أن تصطحبني السبعان في كتابها للاطلاع على النواحي الفنية، أردت أن أسجل لها روح العطاء والحرص حيث تقول: «حينما انتهيت من كتابة آخر سطر في آخر ورقة من أوراق هذا المعجم لم أتنفس الصعداء، كما يقال عندما يرتاح المرء من عمل أرهقه وأضناه، ذلك أن ما قمت به من عمل لم ينته بعد، ولا يمكن له أن ينتهي، لأن تطور الحياة يفرض على اللغة واللهجات المحلية تطوراً مماثلاً بالمقابل، فإن كان إيقاع التطور الحياتي متسارعاً صار تطور معاني الكلمات واستعمالات دلالاتها متسارعاً كذلك، وهذا هو حال كل لغة حية، بعكس المراجع والقواميس التي تعتبر مرجعاً للفترة التي دونت فيها وليست مرجعا للغة بذاتها» أ.هـ.والآن لتكن أيها القارئ برفقة عمل جاد ومتقن، بذكاء وقاد للأستاذة السبعان الأكاديمية اللغوية الكويتية، التي اعتمدت على صناعة جداول للألفاظ تضم أربعة أعمدة أو حقول؛ الأول (الكلمة)، الثاني (أصلها)، الثالث (كتابتها بلغتها)، الرابع (معناها في اللهجة)، وإليك بعض الأمثلة:المثال الأول: كلمة (سبير) أصلها (إنكليزي) كتابتها بلغتها ( spare ) معناها في اللهجة (الاحتياط)، ويسمى الإطار الإضافي في السيارة، وتستخدم عادة في التعبير عن كل شيء احتياطي.المثال الثاني: الكلمة (تنبل)، أصلها (تركية)، كتابتها بلغتها ( tembel )، معناها في اللهجة (صفة الكسول الخامل الذي لا يحسن أداء أي عمل ولا يحب القيام بأي جهد وقد قلبت الميم في اللهجة إلى نون).المثال الثالث: الكلمة (تواليت)، أصلها (فرنسية)، كتابتها بلغتها (toilt)، معناها في اللهجة (تعني الحمام أو المرحاض وتستعمل لأدوات الزينة كالمقصات والأمشاط والفراشي وعدة الحلاقة).
fahd61rashed@hotmail.com