دخلت الاحتجاجات الشعبية في العراق يومها الـ 65 ، اليوم السبت وسط اصرار من المتظاهرين على المواصلة لحين تلبية جميع مطالبهم.وشهدت العاصمة العراقية بغداد، ليل الجمعة، توافد آلاف المتظاهرين في مسيرات غاضبة لتجديد مطالبهم والتأكيد على التمسك بها.وكرر المحتجون المناهضون للحكومة في بغداد مطالبتهم برئيس وزراء مستقل عن الأحزاب السياسية.كما هتفوا في ميدان التحرير بشعارات تندد بالأحزاب السياسية، وتطالب باختيار رئيس وزراء مؤهل من الشعب، بعيدا عن النخبة السياسية التي تحكم البلاد منذ عام 2003.في حين أفيد بمقتل متظاهر بالرصاص الحي في ساحة الوثبة وسط بغداد.إلى ذلك، شهدت كربلاء والبصرة (جنوب العراق) تحركات مماثلة وقطع طرقات.وكانت القوات المسلحة اعتبرت أن من يقوم بقطع الطرقات لا يعتبر متظاهراً بل مخرباً.ودعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبد الكريم خلف، الجمعة، المتظاهرين إلى مساندة القوات الأمنية لاعتقال المخربين الذين يقومون بقطع الشوارع وحرق المؤسسات.وقال إن «القوات الأمنية تقف مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعة، وتؤمن لهم الحماية في مناطق محددة للتظاهر في المحافظات وبغداد»، داعياً «المتظاهرين إلى مساندة القوات الأمنية لاعتقال المخربين، الذين يقومون بقطع الشوارع وحرق المؤسسات، فضلاً عن تخريب المحال التجارية».في المقابل، هاجم زعيم حركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، الرئيس العراقي، برهم صالح، مهدداً إياه بالإقالة على خلفية رفض الأخير تكليف مرشح تحالف البناء لتشكيل الحكومة الجديدة.وقال في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة إن «الخطوة الأخيرة لرئيس الجمهورية لم تكن مبررة، والحجج التي أعطاها لم تكن منطقية، والدستور يحتم عليه تكليف مرشح الكتلة الأكبر بالبرلمان»، معتبراً ما قام به «مكرا وخداعا».كما رأى أن الاعتراض على مرشح معين ليست وظيفة رئيس الجمهورية بل الكتل المتنافسة، وإذا اعترض على مرشح معين يصبح طرفاً سياسياً غير محايد".وكان رئيس الجمهورية، أعلن يوم الخميس، في رسالة مكتوبة استعداده لوضع استقالته أمام أعضاء مجلس النواب، فيما قدم اعتذاره عن تكليف مرشح كتلة البناء (أسعد العيداني) لرئاسة الحكومة المقبلة.
كردستان: الرئيس العراقي يتعرض لضغوط والحل يكون وفقا للدستوروفي سياق متصل، اعتبر رئيس اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، اليوم السبت، أن الرئيس العراقي برهم صالح «يتعرض لضغوط كبيرة»، مشددا على ضرورة وضع مطالب المتظاهرين ومصالح البلاد في الحسبان خلال اختيار المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة ببغداد.ونقلت رئاسة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي عن بارزاني القول في بيان «في موضوع تكليف مرشح لرئاسة الحكومة العراقية القادمة يبدو أن رئيس الجمهورية د. برهم صالح يتعرض لضغوط كبيرة وبخلاف الآليات والاسس الدستورية وهنا نشدد على أن أي حل يجب أن يكون قائما على أساس الدستور ووفقا للسياقات القانونية».وأضاف أنه «لاختيار مرشح وطني وغير جدلي لرئاسة الحكومة يكون مقبولا من القوى المؤثرة ينبغي الأخذ في الحسبان المطالب المشروعة للمتظاهرين وأوضاع ومصالح البلد عند اختياره وأن تقدم المساعدة للحكومة القادمة لغرض اجتياز المرحلة الانتقالية المقبلة والإعداد لانتخابات جديدة».ووصف العراق بأنها «يعاني أزمة عميقة»، مضيفا «فبينما ينذر التهديد بعدم الاستقرار والمزيد من تعقيد الأوضاع بالمضي نحو مستقبل مجهول فإن الواجب يحتم على الجميع التعامل مع الوضع بالتفاهم وبروح وطنية وبمسؤولية وبعيدا عن الضغوط السياسية لاجتياز المرحلة وفقا للسياقات الدستورية».