اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، لقطع كلمته أمام تجمع انتخابي لمؤيديه في عسقلان جنوب الدولة العبرية، مساء الأربعاء، ومغادرة المبنى الذي كان فيه، إثر دوي صفارات الإنذار بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة اعترضته منظومة «القبة الحديد»، ورد عليه الطيران الحربي لاحقاً بشن سلسلة غارات على أهداف تابعة لحركة «حماس». وكان مقطع فيديو بثته قناة «كان 11» أظهر رجال الأمن يقتربون من نتنياهو لإبلاغه بالإنذار في مستوطنة أشكلون، حيث حيا بعد ذلك التجمع الذي ضم نحو مئة ناخب من حزب «الليكود» قبل إجلائه مع زوجته ساره لفترة وجيزة، ثم توعد بتصفية المسؤول عن إطلاق الصواريخ. وكان نتنياهو غادر في سبتمبر الماضي، خلال الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية تجمعاً في مدينة أشدود الجنوبية عندما دوت صفارات الإنذار، معلنة عن إطلاق صواريخ. من ناحيته، أكد وزير الخارجية يسرائيل كاتس، أمس، أن هناك جهداً استخباراتياً لتحديد مطلقي الصواريخ والعمل على تصفيتهم، مشيراً إلى أن إسرائيل عادت لاستخدام سياسة «القتل المحدد»، أي الاغتيالات.وأكد أن الجهود الاستخبارية تركز حالياً على تحديد الشخص الذي يقف خلف إصدار تعليمات إطلاق الصواريخ، من أجل العمل على تصفيته.وقال عضو المجلس الوزاري المصغر يؤاف غالانت، أمس، إن الوضع في غزة سيقود إسرائيل في النهاية إلى حملة عسكرية من شأنها أن تغير قواعد اللعبة، مضيفاً: «لسوء الحظ يبدو أننا في طريقنا لذلك».واعتبر أن إطلاق الصواريخ المستمر من غزة بمثابة «حياة من الجحيم»، مشيراً إلى أن قوات الأمن «ستصل لجميع أعداء إسرائيل وستعمل على تصفيتهم».في موازاة ذلك، هاجم سياسيون معارضون للحكومة، السياسة المتبعة ضد «حماس».وقال زعيم حزب «أزرق - أبيض» بيني غانتس «إن الوضع الذي يكون فيه الإسرائيليون تحت رحمة الإرهابيين ولا يستطيع نتنياهو القيام بدوره هو شهادة لحالة الفقر لسياسة الأمن في الجنوب وفقدان الردع الذي لا يمكن أن تقبله أي دولة ذات سيادة».وأعلن زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان: «هذه المرة الثانية التي يهين فيها الإرهابيون إسرائيل ورئيس وزرائها الذي وعد بانهيار حكم حماس... لكن قوة الردع هي التي تنهار». وتوجه أعضاء الليكود، أمس، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لحزبهم وزعيمهم الجديد في إطار انتخابات تمهيدية طالب بها المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء جدعون ساعر. وتجري إسرائيل في الثاني من مارس المقبل انتخاباتها الثالثة خلال أقل من عام على أمل إنهاء أسوأ أزمة سياسية في تاريخ الدولة العبرية، بعد فشل الليكود ومنافسه تحالف «أزرق أبيض» في الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية. من جهة أخرى، قررت الهيئة العليا لـ«مسيرات العودة»، أمس، أن يتم وقف المسيرات للتحضير والتجهيز حتى يوم الأرض في 30 مارس، لتصبح شهرية وفي المناسبات الوطنية، باستثناء فعاليات اليوم.