ألقت الأحداث التي يشهدها لبنان بظلالها على الكويت، حيث قررت كنائس كويتية تقليل مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، والاكتفاء بالصلوات التقليدية، معتبرة أنه «من الصعب القيام بمظاهر بذخ في ظل وجود ظروف صعبة يعيشها الشعب اللبناني». وفي موازاة ذلك أكد رعاة تلك الكنائس أن «الكويت بلد الحرية والإنسانية»، مشددين على أنهم يمارسون شعائرهم وطقوسهم بكل أريحية. النائب البطريريكي للروم الكاثوليك في الكويت الارشمندريت بطرس غريب قال في تصريح لـ«الراي»، إنه «كما تضامنا مع سورية في الأعوام الماضية وقللنا من احتفالاتنا، فإننا هذا العام وتضامناً مع الشعب اللبناني في بلاد الأرز قللنا من احتفالاتنا واكتفينا بقداس العيد حتى أننا ألغينا مأدبة الغداء السنوية والأمل في ربنا أن تنتهي هذه الأحداث». وتحدث غريب، وفي صوته غصة قائلاً «هذا لا يمنع أن يظل لدينا أمل ورجاء، لكن الأحداث في لبنان ستؤثر على مظاهر الاحتفال لدينا في كنيسة الروم الكاثوليك فهناك جوعى ومحتاجون في لبنان ومن الصعب أن نقوم بمظاهر بذخ في ظل هذه الظروف»، مردفاً «أتمنى أن يكون العام المقبل عام خير وسلام للجميع وأن يطيل الله في عمر صاحب السمو وتبقى الكويت في سلام وازدهار». في السياق ذاته، أكد مطران بغداد والكويت وتوابعهما لطائفة الروم الأرثوذكس المتربوليت غطاس هزيم، في تصريح لـ«الراي»، أنه «في عيد الميلاد نتذكر التجديد، وهذا يقتضي التخلص من الرواسب السلبية التي تشدنا للماضي، وهذا لن يحدث إلا إذا أحسسنا بالآخر وشعرنا بمن يتألم والمحتاج وأصحاب الحوادث»، مردفا بالقول «ولذلك نشمل كل هؤلاء بصلواتنا وأن يكون شعبنا في العراق والكويت ولبنان وكل مكان شعبا مطمئنا يشعر بالسلام والفرح فنحن في هذه الأيام الصعبة بحاجة لرجاء وهنا تأتي أهمية العيد». وشدد على أن «عيد الميلاد هو عيد المحبة والسلام والفرح، وهذا هو ما نتمناه لكويتنا الحبيبة وصاحب السمو أمير البلاد أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعمر المديد ليبقى منارة نستنير فيها جميعاً فدائما همه أن يزرع الفرح والأمل في قلوب الناس، وإن شاء الله يكون الجميع على هذه الخطى». وأضاف: «نحن من يصنع الزمن، ونحن من يجعل الأيام حلوة أو تعيسة»، متحدثاً عن طبيعة الاحتفالات قائلاً «الصلاة هي قلب الاحتفالات ونستغلها للدعاء لشعبنا في لبنان والعراق فهناك غصة في قلوبنا لكننا نحاول أن نصنع الأمل والرجاء واحتفالاتنا باقية ليس لأننا لا نشعر بالآخرين وإنما حتى نزرع الفرح في نفوس الأطفال الصغار». واختتم بالقول «دولة الكويت تستقبل الجميع للعيش بها بحرية وكرامة وهذه ليست غريبة على هذا الشعب الطيب المحب والمنفتح، والجميع يمارس شعائره بكل أريحية وبدون أي تضييق وندعو الله أن يحمي الكويت من كل أذى ومضرة وأن يكون العام الجديد عام فرح ومسرة وأمل».