هي منسية في عيدها، وقد فاق حسنها كل بنات جنسها... لم يبق منها إلا رمق ينبض في قلوب عشاقها من كل عام، وفي الثامن عشر من ديسمبر يتذكرها بعض الأحبة، ويحن إلى كلماتها المغرمون، ثم ما تلبث أن تطوى مجدداً على الأرفف وينسج فوقها النسيان خيوط مبيته.في التفاتة بسيطة إلى أسوار المدارس، تشهد الكتابة على الجدران الضعف العام في لغة القرآن، وتشهد أزمة الكتابة لدى الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وبعضاً من القياديين والوزراء الذين فضحتهم تغريداتهم على المواقع الإلكترونية. وبعد انتشارها في صفوف الطلاب والطالبات على حد سواء، انتقلت عدوى الأخطاء الإملائية إلى المعلمات، اللاتي بدا التعثر يطفو على كثيرات منهن، سواء في دفتر تحضير الدروس أو الشرح اليومي في الحصص، أو أثناء كتابة الكتب والتقارير، فيما أكد مصدر تربوي لـ«الراي»، أن «الكتابة على جدران المدارس ومحولات الكهرباء، شاهد على تراجع لغة الضاد ومدى الضعف العام، الذي يجتاج المتعلمين، في مختلف مراحلهم التعليمية».وبين المصدر أنه يمكن تقبل هذه الأخطاء في صفوف الطلبة ولكن أن تكتب معلمة (لكن) بمد الألف، مسألة تستوجب إعادة النظر في آلية التدريس بكليات إعداد المعلم، سواء في جامعة الكويت أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، مؤكداً أن «أزمة التاء المربوطة والمفتوحة تصيب كثيرات من المعلمات اليوم، بل طالت وزراء فضحتهم تغريداتهم في تويتر». وتطرق إلى ظاهرة أخرى بدأت تطفو على السطح، بعد ظاهرة المعرب التي مسخت اللغة العربية، وحولتها إلى هجين مجهول الهوية، وهي ظاهرة تشبيك الأحرف، بنسق عامي مثل كتابة كلمة (في الطريق) على هذا النحو (بلطريق)، وهذا نطق عامي يجب أن يحتفظ المتكلم به لنفسه، وألا يفرضه على اللغة العربية في أي تطبيق يستخدمه، مؤكداً أن التطبيقات الإلكترونية بدأت تمتلئ بهذا النوع من الكتابة، الامر الذي يشكل خطراً على مستقبل اللغة العربية لدى الأجيال القادمة.وحمل أكثر من جهة مسؤولية انحدار اللغة العربية وضياع هويتها، في الوطن العربي كله وليس الكويت فقط، وأهمها وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وغرف الدردشة وشيوع بعض اللهجات العامية التي انحدرت في ألفاظها وعباراتها ومضمونها، حتى اوجدت لغة المعرب واللهجات المكسرة مجهولة المصدر.وأثنى المصدر على المعلم السوري في تدريس اللغة العربية، ومستواه المتقدم بها بشكل يفوق نظراءه الآخرين، مبيناً أن آلية تدريس اللغة العربية في المدارس الإبتدائية أمر جدير بالاهتمام، وإعادة النظر من قبل وزارة التربية، لا سيما بعد ظهور مخرجات تعليمية ضعيفة، نقلت هذا الضعف إلى الطلبة في مراحلهم التعليمية الاولى، مؤكداً أن كثيراً من المتعلمين اليوم يصلون إلى الصفين السادس والسابع، وهم لا يعرفون أساسيات اللغة العربية وأبجديات الحروف.وشدد على ضرورة التحرك السريع والجاد من قبل وزارة التربية، لحماية اللغة العربية من الضياع والتراجع، في ظل انتشار مثل هذه الثقافات، وتعزيز حب اللغة العربية لدى طلبتنا، منذ سنوات تأسيسهم الأولى في المرحلة الإبتدائية، واختيار مناهج متميزة تتضمن بعض القصائد والخطب والفنون الأدبية، التي كانت تزخر بها مناهج الثمانينات في الكويت، وإلغاء كل ما يمت بصلة للحداثة والحداثيين، الذين دخلوا بثقافاتهم الجديدة على اللغة، وأفقدوها لونها المتميز وموسيقاها العذبة، وحولوا القصيدة العربية الجميلة إلى كلمات متناثرة، لا ترتبط بقافية أو وزن وتكاد تكون خالية من المعنى.من جانبه، أكد مصدر مسؤول في وزارة التربية لـ «الراي»، أن قطاع البحوث التربوية والمناهج سوف يقوم بالتنسيق مع قطاع التعليم العام، بتطوير شامل في المرحلة الإبتدائية، حيث تمثل هذه المرحلة نقطة الانطلاق في المستوى التحصيلي لأي متعلم، مبيناً أن آلية اختيار معلمي ومعلمات اللغة العربية في المدارس الإبتدائية، سوف تخضع لمعايير محددة في طرق التدريس ومستوى المعلم. وقال إن ضعف اللغة العربية في المدارس، لا يحمل على فئة معينة أو سبب محدد، وإنما لعوامل عدة متنوعة، تتعلق بالمعلم والطالب والمنهج الدراسي، ولكن من أهم الأسباب هو عزوف الطالب عن دراسة اللغة العربية، باعتبارها لغة صعبة معقدة بنحوها التراكمي وبلاغتها الشعرية الصعبة، الأمر الذي يستوجب على المعلم ان يقوم بدور التشويق للمادة، باعتبار أن اللغة العربية تراثنا وهويتنا وكياننا وحضارتنا، وحسبها أنها لغة القرآن الكريم.
الرياضيات والفيزياء ... يوم الصدمة لصفي العاشر والحادي عشر
| كتب علي التركي |
وصف طلبة في الصفين العاشر والحادي عشر «علمي» أمس، اختباري الرياضيات والفيزياء بـ«يوم الصدمة»، حيث تضمنت أسئلة صعبة وغير مفهومة، فيما أكد مصدر متخصص في وزارة التربية، أن «الأسئلة من صميم المنهج، ولكن كعادة الاختبارات الموضوعية تضم أسئلة فنية، تأتي بأفكار قد تكون غريبة على بعض الطلبة، ولكنها لا تخرج عن إطار المنهج الدراسي».ونفى المصدر أي توجه لدى الوزارة، لمراجعة آلية إعداد الأسئلة أو إلغاء درجات أي سؤال، لأن جميع الأسئلة مباشرة وصريحة، ومن قلب المحتوى الدراسي، سواء في اختبار الفيزياء أو الرياضيات أو الكيمياء، داعياً الطلاب والطالبات إلى التركيز على دراستهم أكثر والابتعاد عن «الهاشتاقات» والدعوات الاحتجاجية في «السوشيال ميديا».