من تفاصيل الديبلوماسية الكويتية الدقيقة ومدرستها الراسخة التي أرسى أسسها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، خرج وزير الخارجية الجديد الدكتور أحمد الناصر ليقود ديبلوماسية الكويت في المرحلة المقبلة.ابن البيت الديبلوماسي العريق، أحد أبناء «الخارجية»، ينهل من معين مدرسة سمو الشيخ صباح الأحمد «أستاذنا جميعاً ومعلمنا بكل ما يتعلق بحياكة شبكة العلاقات الكويتية مع العالم والمحافظة عليها في أحلك الظروف»، وفقاً لما قال الناصر في تصريح سابق.كما يستفيد من والده سمو الشيخ ناصر المحمد الذي وصفه بـ«الملهم والمعلم والأخ والوالد وكل ما تعلمته بالحياة لم أتعلمه من خلال التلقين بل من خلال مجالستي مع هذا الانسان»، وتعلّم أيضاً من مدرسة عمه الراحل الشيخ بدر المحمد الذي كان أول سفير للكويت في دولة الامارات العربية المتحدة، وكذلك عمله كمساعد للشيخ صباح الخالد عندما كان وزيراً للخارجية.هذه العوامل الديبلوماسية أحاطت بالشيخ أحمد الناصر لتجعله صاحب رؤية ثاقبة، لأنه نَهَلَ من معين السياسة ونبعها بالتوازي مع تدرجه في عمله بـ«الخارجية» وصولاً إلى قمة الهرم في الوزارة.وشكل عمل الناصر كمساعد لوزير الخارجية في الحكومة السابقة، ميداناً أبدع فيه، ووضع فيه لمساته الديبلوماسية التي زادت تمرسّه في هذا الميدان. وفي خضم الأزمة الخليجية، كان الناصر أول مسؤول يصرح عن دور الكويت ووساطتها بعد أيام قليلة من بداية الأزمة في يونيو 2017، فكانت كلماته حاسمة وتحمل دلالات عميقة في السياسة وتوحيد الصف الخليجي ورأب الصدع بين الأشقاء، واضطلع في هذا الملف بمهام ورسائل خاصة وأمسك بخيوطها وتفاصيلها، فكان خير معين لسمو الشيخ صباح الخالد منذ بداية الأزمة الخليجية، وعمل بصمت لتنفيذ رؤى سمو الأمير والسياسة الكويتية في هذا الملف إلى جانب وزير الخارجية آنذاك الشيخ صباح الخالد.الناصر الخبير في فنون السياسة، من مواليد العام 1971، وخريج العلاقات الدولية من جامعة ستراسبورغ للعلوم الإنسانية، حمل ثقة كبيرة بتوليه وزارة الخارجية، ويحظى بإيمان وثقة من مرافقيه وزملائه في العمل الديبلوماسي بأنه سيحقق نجاحاً ويترك لمسة كما فعل في مختلف المواقع التي عمل فيها.
الشيخ الدكتور ... مسيرة حافلة
السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، من مواليد 13 فبراير 1971، وهو الابن الثاني لرئيس الوزراء الأسبق الشيخ ناصر المحمد.حصل على شهادة الثانوية العام 1987، وعلى بعثة دراسية في فرنسا العام 1989.وفي العام 1991، حصل على دبلوم الدرجة الأولى في اللغة الفرنسية من «جامعة بيزانسون»، وفي العام 1992 حصل دبلوم الدرجة الثانية في اللغة الفرنسية من ذات الجامعة. كما حصل في العام 1993 على ليسانس بالعلاقات الدولية من معهد المترجمين الفوريين والعلاقات الدولية بجامعة ستراسبورغ للعلوم الإنسانية في فرنسا، كما حصل بذات العام على ليسانس باللغات الأجنبية الحية من ذات الجامعة. وفي العام 1994 حصل على شهادة «المتريز» في الترجمة من معهد المترجمين الفوريين والعلاقات الدولية بجامعة ستراسبورغ للعلوم الإنسانية، وحصل في العام 1995 على ماجستير ترجمة (DESS) دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في معهد المترجمين الفوريين والعلاقات الدولية بجامعة ستراسبورغ للعلوم الإنسانية أيضاً. وأثناء فترة دراسته في فرنسا، تولى في العام 1992 منصب أمير سر اتحاد الطلبة الكويتي في فرنسا.حياته العملية بدأت العام 1995 عندما عُيّن كباحث سياسي بإدارة اللجان والمتابعة في ديوان ولي العهد، كما قام بالفترة بين العامين 1995 و1996 بتدريس اللغة الفرنسية في مركز خدمة المجتمع بجامعة الكويت. وفي العام 1997، رقّي رئيساً لقسم شؤون اللجان بإدارة اللجان والمتابعة، وفي العام 1999 عين مراقباً للشؤون السياسية بإدارة الشؤون السياسية في ديوان ولي العهد. وفي العام 2011 عين وزيراً مفوضاً في وزارة الخارجية وصدر قرار وزاري بتعيينه مديراً لإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون الخارجية. وفي العام 2003 عين مديراً لإدارة مكتب وزير الخارجية، ثم رقّي في 2005 إلى رتبة سفير، وعُيّن في 2006 مديراً لإدارة مكتب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية.الناصر عمل متطوعاً في حكومة الكويت في المنفى بالطائف في المملكة العربية السعودية وذلك أثناء الغزو العراقي للكويت العام 1990.في يوليو الماضي، منحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسام (جوقة الشرف الوطني) برتبة فارس تقديراً للدور البارز الذي يقوم به في تعزيز العلاقات بين الكويت وفرنسا.