توقفت كثيراً مع روعة ذلك الموقف الذي قدمته الصحابية أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها.فلقد كانت أسماء تعمل على خدمة زوجها الزبير بن العوام، وكان من بين تلك الأعمال نقل النوى على رأسها من أرض الزبير إلى منزلهم عبر كيلومترات عدة.وفي إحدى المرات رآها النبي عليه الصلاة والسلام في الطريق - وكان معه بعض الصحابة - فأراد مساعدتها بأن أناخ لها بعيره كي تركب، تقول: «فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذَكَرْتُ الزبير وغيرته، وكان من أغير الناس، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني استحييت فمضى...».تأملت هذا الموقف وحاولت مقارنته مع بعض التصرفات الشاذة عن عادات وطباع وقيم مجتمعنا، والتي بدأت تنتشر لبعض السفهاء عبر الإعلام ووسائل التواصل، وهو قيام بعض الذكور بالتصوير مع زوجاتهم بأوضاع غير لائقة، وتكون الزوجة في قمة زينتها، ثم يتم عرض هذه المقاطع في وسائل التواصل، مع افتخار الزوج بذلك!حاولت المقارنة بين غيرة الزبير على أهله، وبين تساهل بعض الذكور بالسماح لزوجته بمجالسة الرجال الأجانب والانبساط معهم في الحديث وتبادل النُكت والطرائف و«الغشمرة» والتي أحيانا تصل إلى الملامسة!أخذت أقارن بين غيرة الزبير وبين تساهل البعض بالسماح لزوجته بتقبيل الرجال الأجانب من غير المحارم، خصوصاً الشباب، واعتبار ذلك مدنية وتطور، ويقول لك بكل برود: Take It Easy!يروى أن امرأة أعرابي تبادلت النظرات مع رجل غريب فقال لها زوجها، تنظرين إليه وينظر إليك، ولا تغضين بصرك! أنت طالق.ثم أنشد يقول: إذا وقع الذُّباب على طعامٍرفعت يدي ونفسي تشتهيهوتجتنب الأسود ورود ماءٍإذا كُنّ الكلاب ولَغْن فيه يحكي لي أحد الأصدقاء العرب موقفاً له مع بعض معارفه، حيث اجتمعوا مرة في مزرعة وكان فيها بعض الطيور، وكان هناك ديكٌ وحوله مجموعة من الدّجاجات، ثم اقترب ديك آخر منها، فما كان من الدِّيك الأول إلا مهاجمة الديك الدخيل وطرده، يقول صاحبي بعد هذا المشهد الذي رآه الموجودون قلت لهم: هذا الدّيك عنده غيرة أكثر من بعضكم!فتعجبوا من كلامي، فقلت: أنتم تسمحون في أعراسكم باختلاط الرجال بالنساء، ولا تمانعون أن يرقصوا معاً.وهذا الدّيك لديه غيرة على زوجاته أكثر منكم.فطأطأ بعضهم رأسه، ولم ينطق بكلمة! الغيرة على المحارم يا سادة من أبرز معالم «الرجولة» ومن لا يغار على عرضه، فليعلم أن رجولته ناقصة.

Twitter: @abdulaziz2002