ها هو الستار أسدل عن بطولة كأس الخليج الرابعة والعشرين بفوز مستحق ومبارك للمنتخب البحريني، ليذكرنا بحسرتنا وآهاتنا على الرياضة الكويتية، فبعد أن كنّا نبراساً منيراً لمن حولنا أصبحنا عبرة لمن لا يعتبر!والحقيقة أنه لا يحق لنا أن نلوم أي لاعب من أبطال المنتخب بل لزاماً علينا أن نعتذر منهم ونقول لهم سامحونا، فالخلل في ثقافتنا وقوانينا ونظامنا الرياضي وليس بكم.وأنا أول واحد أقول لكم... «آسف يا الأزرق». الرياضة رافعة من رافعات التنمية من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، وحتى على الصعيد السياسي الدولي بكل تأكيد، ولعل أقرب دليل على ذلك بداية ذوبان كتلة الجليد السياسية التي حجبت دول الخليج العربي عن بعضها بفعل كأس الخليج، الذي قرّب القلوب الخليجية، ولكننا لن نجعل من فرحة لمّ الشمل الخليجي غطاء لمنعنا من حسرتنا على رياضتنا التي تحتضر. واقعنا الرياضي يعاني من اختلالات وإعطاب، واعذروني فلا مجال للمجاملة اليوم في ما يتعلق بالرياضة، فالإدارة الرياضية أصبحت هشّة وخاضعة لتدخلات خارجية وصراعات، والأندية تغلغل بها نظام المحسوبيات بالقوة الجبرية التي تسيطر على عملية اختيار اللاعبين في جميع الألعاب، هذا غير التهميش الذي يعانيه العنصر الكويتي المتخصص والفعّال نظير الوافد لتقديم أرخص الأسعار والرواتب الرمزية، وتوفير الميزانيات عند البعض.أما إذا توجهت لمشاهدة البرامج الإعلامية الرياضية، فلن تسمع سوى الصراخ والتعصب في الرأي بعيداً عن موضوعية الطرح العلمية، حيث غاب المتخصصون وصدح الصوت العالي، فإحدى أهم المشاكل الرياضية أن الهاوي والمحب والمشجع الوفي جعلوا من أنفسهم متخصصين مصدرين وموجهين للرأي الرياضي العام! وهذه مصيبة، إلا أنه أمر غير مستغرب لأننا في الكويت نعاني من أزمة اختصاصات وقلتها قبل مرة، فتجد الكويتي يفهم ويتحدث في كل شيء، حتى إذا عاد إلى منزله بدأ يملي على زوجته القواعد الأساسية والفنية الاحترافية في كيفية طهي أطباق المطبخ الشرقي.الرياضة اليوم أصبحت علماً واسعاً بل إن المجتمعات تقاس بمدى ثقافتها الرياضية، ونحن ما زلنا نتعامل مع الرياضية على أنها هواية! على كل حال.. أقولها بصوت عالٍ وافهموها: لسنا بحاجة إلى نظام الاحتراف الرياضي، بقدر حاجتنا إلى التعاطي مع القضايا الرياضية باحتراف علمي، وللحديث في الشأن الرياضي بقية.
متفرقات
فلسفة قلم
آسف... يا الأزرق
02:43 م