لم يكن اجتماع الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل بالصحافة الثقافية، من أجل توجيه الشكر لهم على ما قدموه من مجهودات أدت إلى إبراز الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الأخيرة فحسب، بقدر ما كان اجتماعاً أراد من خلاله العبدالجليل، توضيح مبادئه وأفكاره وتطلعاته، التي يراها وتتعلق في المقام الأول بالتعاطي مع الثقافة بكل أبعادها واتجاهاتها.هذا الاجتماع - الذي حضره مدير معرض الكويت الدولي للكتاب سعد العنزي - اتسم بالألفة والمصارحة، والرغبة في أن يكون التواصل بين الأقسام الثقافية في الجرائد الكويتية اليومية والمجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب مبنياً على دعائم تخدم في المقام الأول الساحة الثقافية في الكويت، والعودة بها إلى سابق عهدها... زمن الريادة التي حظيت بها الكويت في السنوات الماضية. فالعبدالجليل خلال حديثه الودي مع الصحافيين أفضى إلى الكثير من أحلامه التي يتمنى تحقيقها، ويرى أنها تنعكس إيجاباً في التعامل مع الشأن الثقافي من مختلف جوانبه، فهو يؤكد أن الكويت بدأت نهضتها الثقافية مبكراً، ومن ثم فقد كان لها الريادة في هذا المجال، وأن حرصه خلال الفترة المقبلة سينصب على تفعيل مختلف المجالات الثقافية والفنية، والاهتمام بالأجيال الصاعدة من خلال إشراكها في فعاليات وأنشطة المجلس الوطني الموسمية والدورية، في مجالات الشعر والقصة والنقد والفكر والفنون التشكيلية والمعارض بكل أشكالها، معللّاً أن ذلك سيعطي دفعة قوية للشباب كي يساهموا في نهضة بلدهم الكويت.وأفضى العبدالجليل إلى الكثير من الأفكار التي يود تنفيذها من أجل الإسراع من وتيرة المنظومة الثقافية في اتجاه التطور، بما يخدم المجتمع في سياق حاضره ومستقبله، وأن ذلك لن يتأتى إلا من خلال تضافر جهود كل مؤسسات الدولة، وكذلك كل أطيافه المجتمعية.وفي ما يخص معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، أشار العبدالجليل إلى أنه حقق نجاحات متميزة ليس فقط من خلال التنظيم واستقطاب دور النشر الكثيرة من العديد من بلدان العالم، ونوعية العناوين المطروحة كماً وكيفاً، والتي لاقت استحسان الجمهور، وليس فقط من خلال رقابة الكتب التي سجلت هذا العام نسبة لا تذكر، ولكن من خلال تأكيد الهوية الكويتية في مختلف فعالياته وأنشطته، وهي الهوية التي نود أن نقول فيها إن الكويت هي بلد الثقافة والحرية، وهي البلد الذي يقدر الفكر والأدب والفن خير تقدير، ويحترمه كل الاحترام.حقيقة الاجتماع كان في جانبه المستقبلي أكثر توهجاً ووضوحاً، حينما أبدى العبدالجليل رغبته في أن يكون المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معلماً كويتياً تتوجه إليه كل الأنظار التي تتطلع إلى نهضة الكويت، والوصول بها إلى أعلى المستويات، وذلك من خلال الانتقال من العمل التقليدي إلى رحابة الابتكار والإبداع، والتحلي بمواصفات الحداثة التي تشهدها كل منافذ الثقافة في العالم، خصوصاً وأن الفضاء الإلكتروني قد هدم الحواجز، ونقل الأفكار إلى مساحات لا حصر لها من الإلهام والتطوير.تحدث العبدالجليل عن همومه الثقافية، تلك التي يرى أنها تشغل تفكيره منذ فترة زمنية طويلة، ويرى أنها تدفعه دفعاً للإسراع في تنفيذ كل ما من شأنه أن يضع الكويت على خارطة الثقافة العربية المتطورة، وأنه يعرف أن ذلك لم يحظ بالنجاح إن لم تتكاتف وتتضافر كل الجهود، وتتلاحم المشاعر بصدق وإخلاص، من أجل تحقيق الطموح، والوصول بالكويت إلى الصفوف المتقدمة في مختلف المجالات الثقافية.وأوضح العبدالجليل خلال سرده لرؤاه إلى أن الباب مفتوح على مصراعيه، لكل صاحب رأي وفكرة، تساهم في تطوير العمل الثقافي، وأن لديه الاستعداد التام لتقبل كل ما من شأنه أن ينهض بالكويت فكرياً وثقافياً وفنياً، ومن ثم عرضها على الجهات المتختصة في المجلس.