نبارك لمنتخب البحرين الشقيق فوزه ببطولة كأس الخليج العربي للمرة الأولى بعد 50 عاماً من بداية انطلاقتها.ويستحق الفريق البحريني هذا الفوز، والذي كان ثمرة للإعداد الجيد، والروح القتالية التي تمتع بها اللاعبون، خلافاً لبعض المنتخبات المشاركة!نقول إن كأس الخليج قطرية، لأن دولة قطر الشقيقة - وإن خسرت الكأس - إلا أنها فازت وكسبت البطولة بجودة تنظيمها، وحسن استقبالها، وكرم ضيافتها، وقد شاهد العالم عبر الفضائيات، احترام قطر لجميع الفرق المشاركة، ووقوف المسؤولين القطريين على أعلى المستويات للسلام الوطني لبعض الدول التي تختلف معها، وحرص سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم على حضور المباراة النهائية وتوزيع الجوائز وتسليم الكأس بنفسه للفريق الفائز.الروح الرياضية العالية التي كانت بين لاعبي المنتخبات تشير إلى أن العلاقات الطيبة بين أبناء الخليج، لم تتأثر كثيرا - بحمد الله - بسبب الخلافات السياسية.وكم نأمل بأن يُساهم هذا التواصل الرياضي إلى حلحلة المشكلة الخليجية، وتخفيف حِدّتها، وبناء خطوط اتصال، قد تسهم في النهاية إلى حل الأزمة الخليجية.هناك طرفان يتحركان في اتجاهين معاكسين في أزمة الخليج، طرف يسعى لإتمام المصالحة ويبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيقها، لما فيها من خير يعود على جميع دول الخليج والمنطقة، وفي مقدمة الساعين للمصالحة دولة الكويت، وهو سعي له منطلقات إسلامية وعربية وأخلاقية وإنسانية.فقد حث الإسلام على إصلاح ذات البَيْن، وبيّن أن السعي في إصلاح ذات البين خير من الصلاة والصيام والصدقة.وقد أمر الله تعالى بالإصلاح بين المتخاصمين بقوله: «...فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون».وفي المقابل هناك فريق يسعى إلى إطالة أمد الخلاف، ويضع العصا في الدولاب لعرقلة أي مسعى للمصالحة، ويحاول أن يقطع أي حبل يمتد للوصال!ومثل هذا نُنبّهه لما حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام وهو «فساد ذات البين» وهي الحالقة التي تحلق الدِّين.ونُذَكّره بأنه لا يدخل الجنة «نمّام» وهو الذي يسعى في نقل الكلام والتصريحات من أجل إفساد العلاقة بين الناس!فكيف بمن يفسد العلاقة بين الشعوب والدول!ومما يؤسف له أن يساهم في ذلك الإفساد بعض السياسيين والإعلاميين والمثقفين «المرتزقة»، والذين يعتبرون وقوداً لذلك الخلاف والصراع، مما يزيد اشتعال الأزمة وإطالة أمدها!إن الأمل في قادة دول مجلس التعاون الخليجي - بعد الله تعالى - بأن تتم المصالحة قريباً، من خلال تحكيم العقل والتجاوز عن الأخطاء والمخالفات من أجل تحقيق المصالح العليا المشتركة لدول الخليج.ونقول هنيئاً للدولة التي تبادر إلى المصالحة «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».

Twitter:@abdulaziz2002