أعرب مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير ناصر الصبيح، عن حرص دولة الكويت على مواصلة التنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر، للوصول الى الهدف المنشود في القضاء على الظاهرة.وقال الصبيح في تصريح لـ«الراي»، على هامش ورشة نظمتها وزارة الخارجية، صباح أمس بعنوان «مفهوم التطرف وانعكاسه على المجتمع»، في رد على سؤال بشأن القبض عن متاجر بالبشر في الهند، ويرسل ضحاياه للكويت، إلى أن «هذا الجهد لا يقتصر على وزارة الخارجية، فهي شريكة مع وزارتي الداخلية والشؤون في مكافحة كل ما يتعلق بموضوع الاتجار في البشر، وهناك تنسيق عالٍ بين المؤسسات الوطنية الكويتية ونظيراتها في الدول الأخرى، للاطمئنان من عدم تكرار مثل هذه الحالات ومعالجتها، بشكل يحفظ للكويت سمعتها وسيادتها».وأوضح أن التشريعات والقوانين الكويتية تمنع هذه الظاهرة المنتشرة في دول العالم، وهناك اتفاق دولي بشأن التعاون لمكافحة جميع أنواع الاتجار بالبشر.وفي كلمته الافتتاحية في الورشة، التي عقدت بالتعاون مع خبراء من المملكة المتحدة، وحضور عدد كبير من رؤساء ومنتسبي البعثات الديبلوماسية لدى البلاد، قال الصبيح إن الورشة تساهم في استمرار الكويت في تعزيز جهودها في مجال مكافحة الارهاب والتطرف مؤاتية للمتغيرات الدولية، في ظل الظروف الدقيقة التي تمر على العالم، لكي تكون الورشة خطوة على طريق فهم ومعالجة هذه الظاهرة، للحفاظ على ركائز السلم والأمن الدوليين.وأشار إلى أن الكويت تحرص على مواصلة العمل وفرض التدابير الاحترازية والوقائية كافة، لتحقيق الهدف المنشود في الوصول، إلى بحث مفهوم التطرف الذي لا صلة له بدين أو بيئة أو عرق، وإنما هي متغيرات وسلوكيات سلبية تسعى جماعات العنف لنشرها لتحقيق أهداف سياسية، لا سيما أن مثل هذه الظاهرة تتطلب منا جميعا مواجهتها من خلال نشر ثقافة التسامح والاعتدال.وشدد على ضرورة وضع خطط دولية وإقليمية ووطنية تتسم بالشمولية والتكامل، لمكافحة التطرف العنيف، على أن يحقق هذا التكامل إيجاد توازن تفاعلي بين المنظور الوقائي (مقاومة التطرف) والمنظور العلاجي (التصدي للإرهاب).وأوضح أن الكويت باشرت على الصعيد الوطني والدولي سلسلة من الجهود المهمة، تجاه مكافحة الارهاب والتطرف العنيف، والعمل على تجفيف منابعه.بدوره، قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عثمان الخضر، إن ظاهرة التطرف عالمية، لافتا إلى أن المؤشرات الاخيرة أظهرت أن الكويت بدأت بالتعافي شيئاً فشيئاً من هذه الظاهرة.وأضاف «علينا فهم الابعاد والمتغييرات التي تدفع بعض الشباب الى الانتماء للتنظيمات المتطرفة أو القيام بشكل من أشكال العنف المسلح»، لافتا إلى أن «التنظيمات الارهابية تستخدم آلاتها الإعلامية لجذب الشباب وبعض قليلي التعليم والمهمشين».بدوره، قال الدكتور علي الزعبي إن هناك ضعفاً شديداً جداً لدى حكوماتنا العربية في التوعية ضد التطرف العنيف، مقارنة مع ما كان يصدره تنظيم داعش، والذي يقدر بـ50 ألف محتوى سنوياً ينشرها في السوشيال ميديا.وفي رده على سؤال بشأن ما يقال إن من يلجأ لهذه الظواهر (الإرهاب) يكون من البلدان الفقيرة إلى حد ما، ولكن نجد أن من بينهم كويتيون، قال إن «الوضع الاقتصادي في الكويت سيئ بالنسبة لكثير من المواطنين منهم المقترضون من البنوك».وأضاف ان «التوحش الاقتصادي سبب رئيسي في دفع الناس إلى التطرف، وما أعنيه بالتوحش الاقتصادي هو امكانيات الناس مقابل ارتفاع الأسعار والالتزامات على الأشخاص، وعدم مراعاة الأسعار، وعدم توفير التسهيلات المالية لأفراد المجتمع».