أجمل عبارة قرأتها هي عبارة اللاعب يوسف ناصر، نجم المنتخب الوطني الكويتي عندما قال: «نحن مجرد هواة، لسنا محترفين فلا تلوموننا»، وذلك رداً على النقد اللاذع الذي طال لاعبي منتخب الكويت، والذي وصل إلى التجريح والشتيمة!نعم يا أخ يوسف: نحن لسنا محترفين، وفريقنا الذي تم حرمانه من المشاركة في بطولات الخليج والعالم لسنوات طويلة بسبب الإيقاف الرياضي، لا يمكن له أن يخرج من بين الركام كما يخرج سوبرمان ليتخطى الحواجز ويسجل البطولات المميزة، لا سيما وأن تلك السنوات التي تم عزل فريقنا عن المشاركة فيها لم تشهد تطويراً في تشريعات الرياضة، ولا اهتماماً باللاعبين بل افتقدت إلى تشريعات للاحتراف الرياضي وعدم منح تفرغ رياضي للاعبين كما قال يوسف، بينما استمتع لاعبو منتخبات دول الخليج بعقود احتراف وتفرغ رياضي!نحن فعلاً نظلم رياضينا إذا وضعناهم في الصف نفسه للاعبي دول الخليج، بل أشعر بأن تغلبنا في المباراة الأولى لمنتخبنا على منتخب السعودية هو الغريب لأن منتخب السعودية أفضل بكثير مما شاهدناه عند مواجهة منتخب الكويت، وقد امتص الصدمة الأولى وطور من أدائه ليصل إلى المنافسة على تصدر البطولة!بالنسبة لي فقد كانت فرحتي الكبيرة هي عودة اللحمة إلى وحدتنا الخليجية، والتحام دولة في نشاط رياضي مميز أزال كثيراً من التوتر والعداوات المصطنعة التي فاقت من حدتها وسائل الإعلام، فوجدنا أنفسنا بفضل الله تعالى متوحدين متآلفين فريقاً واحداً بعدما كانت العداوات تملأ صدورنا وتمزق خليجنا!الافتئات على السلطة!ركز الإعلام الغربي على مقتل المتهمين الأربعة في الهند بالاعتداء على شابة هندية واغتصابها ثم إحراقها، وقد تولت الشرطة الهندية قتل المتهمين الأربعة، قبل أن تصدر عليهم الأحكام من المحكمة!ما أثار فضولي ودهشتي في الوقت نفسه هو ردة فعل الجماهير الهندية على حادث الاغتيال، فقد خرجوا إلى الشوارع فرحين ومهللين، وكان تبريرهم لفرحتهم هو أن هذا هو القصاص العادل لمن ساهموا في ترويع الآمنين ونشر الفساد في الأرض، بينما لو تم الانتظار إلى لحظة صدور حكم المحكمة لضاعت الحقوق واستغرقت وقتاً طويلاً!قضية «الافتئات على السلطة» هي قضية قديمة لها بعض المنافع، وهي ترضي الجماهير الغاضبة وتردع المجرمين، ولكن مشاكلها أكبر من نفعها إذ إنها تسقط هيبة القانون وتضع السلطة بيد بعض الأفراد ممن قد يسيء استغلالها ويظلم الناس، وتفتح الباب لانتقام بعض من يمسهم العقاب، مما يفتح باب الفوضى على مصراعيه في المجتمع!إن الواجب على الحكومة أن تطور من قوانينها، بحيث تجعل قضية التقاضي سريعة وميسرة، فذلك هو الضمان الوحيد لإحقاق الحقوق وردع المجرمين مصداقاً لقوله تعالى: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون».