قال رئيس مجلس إدارة مجموعة التمدين، محمد جاسم المرزوق، إن إجمالي حجم مشاريع الشركة، المنفّذة وقيد الإنشاء، حتى نهاية العام الحالي، يصل إلى نحو 800 مليون دينار، مشيراً إلى أن إستراتيجية «التمدين»، منذ عام 1996، ارتكزت على إيجاد فرص تحقق للشركة استدامة على المدى البعيد، وكانت أولى تلك الخطوات استحواذها على شركة السينما الكويتية الوطنية، التي أسست في 1954 وتملك محفظة مخصصة لنشاط السينما، إضافة إلى أراض بمساحات كبيرة.وأضاف المرزوق، في لقاء مع «الراي»، أن ذلك الاستحواذ مكّن «التمدين» من امتلاك مجموعة أراض حققت لها زخماً في المشاريع، وهذا ما كان نادراً بالنسبة للشركات الأخرى، إلى جانب أن الشركة تعاونت مع مطورين كبار في مشروع الخيران، إذ إن فكرة المشروع كانت للعم خالد المرزوق، التي تأخر تنفيذها في تلك الفترة بسبب عراقيل فنية وسياسية، وعندما اكتمل التصور الكامل، أرادت «التمدين» أن تقوم بشيء استثنائي في تلك المنطقة. ولفت إلى أن ذلك التصور، نتج عنه مشروع «الخيران أوتليت»، الذي يحتوي الآن على مساحة تأجيرية تزيد على 70 ألف متر مربع تجاري كمرحلة أولى، مبيناً أن المرحلة الثانية تضم فندقاً يخدم المشروع، هو قيد الإنشاء حالياً.وأكد المرزوق أن المشروع لقي قبولاً ونجاحاً واسعاً، عندما عُرض قبل أسبوعين في المؤتمر الدولي لمشاريع التسوق في فرنسا (مابك)، حيث أبدى مجموعة من المستثمرين رغبتهم بالمشاركة في المشروع، مشيراً إلى أن المشروع سيخدم مناطق متعددة جنوب البلاد من منطقة صباح الأحمد الشمالية والجنوبية، ومدينة الخيران، والوفرة، وأهل الشاليهات، إلى جانب زوار المنطقة السعوديين، وسيضم المشروع «سوبر ماركت» ومناطق ترفيهية بمفاهيم غير مسبوقة، إلى جانب 50 مطعماً وفندقاً.

«كويت مول»وبيّن أن الشركة غيّرت اسم مشروع «كويت مول»، الكائن في موقع سينما الصباحية، إلى «ذا وير هاوس»، منوهاً إلى أن الشركة انتهت من المرحلة الأولى للمشروع، متمثلة في الحفر وتدعيم الأساسات، وخلال أسبوعين ستتم ترسية العقد الرئيسي للمشروع.وأفاد بأن «التمدين» واجهت بعض التأخير في هذا المشروع، بسبب وجود خدمات تحت الأرض لم تكن بالحسبان، موضحاً أن وزارة الكهرباء تعاونت بشكل كبير لترحيل تلك الخدمات بسرعة، ومتوقعاً أن يرى المشروع النور بعد 3 سنوات.وقال المرزوق إن «ذا وير هاوس» يشمل أكبر متاجر المفروشات على مستوى العالم، وعلامات الأزياء المختلفة، والمطاعم، ومناطق الترفيه، إلى جانب حديقة سوق الحيوانات المغطاة، ومستشفى للحيوانات.

«تمدين سكوير»وأشار المرزوق إلى مشروع آخر لـ«التمدين»، هو«تمدين سكوير» لبيع الشقق السكنية، الذي يتكون من 3 أبراج في منطقة صباح السالم، وصل إلى مرحلة التشطيبات، موضحاً أن المشروع يتبعه شق تجاري تم اعتماد تصاميمه منذ أسبوع، والشركة الآن في مرحلة تطوير هذه التصاميم وترخيصها لمباشرة تنفيذها.وأضاف أن «التمدين»، ونتيجة للتخطيط المسبق لإيجاد فرص مستدامة، لديها مشاريع كثيرة على مدار السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً أنها تحاول أن تتجاوز التوقعات في كل مشروع تنفّذه، من حيث جودة التصميم، والمواد المستخدمة، والتشغيل كذلك، وذلك من أجل أن تشكل تلك المشروعات إضافة كبيرة لاقتصاد الكويت، وتعمل على تنشيط القطاع السياحي في البلاد.

مجمع التنس وأكد أن لكل مشروع نفذته «التمدين» طبيعة خاصة، منوهاً إلى إنشاء المجموعة لمجمع تنس راقٍ وتحقيق التكامل بينه وبين «مول 360»، مجمع العلامات الفخمة.وقال المرزوق: رأينا أن هذا الأمر فرصة لنا، بسبب التحول في نشاط الكثير من نشاطات المجمعات التجارية التقليدية التي لم تعد ناجحة، فبعد أن كان للإعلام تأثير كبير على قرارات الشراء للمستهلكين، باتت المجمعات هي التي تسوق نفسها، عبر التجارب المتعددة التي تحتويها، سواء من ناحية محلات التسوق والعلامات، أو من ناحية الترفيه وغير ذلك، ما يجذب عدداً كبيراً من الزوار. وأضاف أن أكاديمية التنس ستخلق جواً إيجابياً جداً سينعكس على المجمع التجاري ومول «360» وجميع المرافق المجاورة له، حيث إن الأم والأب يأتيان بأولادهما ليلعبوا في الأكاديمية، بينما يذهبان لتناول القهوة أو التسوق، وهذا التكامل سيكون فريداً من نوعه على مستوى المنطقة، بالربط بين الأنشطة الرياضية والتجارية.وأوضح المرزوق أن «التمدين» ليس لديها رغبة في الوقت الحالي بنقل تجربة الأكاديمية إلى دول خليجية أخرى، مشيراً إلى أن تركيز المجموعة ينصب على الكويت، وذلك من منطلق مسؤوليتها تجاه البلاد والمساهمة في تنميتها، إلى جانب أن البيئة القانونية والتشريعية في الكويت تحافظ على رأس المال، مشيراً إلى أن بيئة الأعمال هنا جاذبة جداً، خصوصاً بعد الإصلاحات الأخيرة التي قام بها العديد من الجهات، وعلى رأسها وزارة التجارة والصناعة، ووزارة الكهرباء، والبلدية، وغيرها من المؤسسات الحكومية.

ندرة الفرصوبيّن المرزوق أن المشكلة في البيئة الاستثمارية بالكويت تكمن في ندرة الفرص العقارية المناسبة، فمساحة المنطقة الحضرية في المخطط الهيكلي للكويت لا تتعدى 10 في المئة من مساحة البلاد الإجمالية، وبالتالي فإن العرض محدود والطلب مرتفع، ما نتج عنه ارتفاع أسعار العقار.وأفاد بأن الحل لذلك قيام الدولة بالتخطيط لمدن جديدة تراعي فيها حاجات الصناعات الكثيرة التي تتطلب مساحات كبيرة، لأن مخطط الكويت القديم لم يتطور ليخدم مشاريع بهذا المستوى، لافتاً إلى أن مشروعي «الأفنيوز» و«مول 360» حالة استثنائية، لأن أراضي الدولة التي تقع في المخطط العام لا تسمح ببناء مشاريع ضخمة مشابهة.وذكر أن الكويت ستكون فيها 6 مشاريع ضخمة منافسة على مستوى المنطقة، هي: مجمع الأفنيوز، و«العاصمة مول»، و«360»، و«الكوت»، ومشروع «الخيران»، و«ذا وير هاوس». وأوضح أن أبرز المشاكل في الكويت، ارتفاع أسعار الأراضي، وما ينتج عنها من لجوء الشركات إلى التوفير من خلال التصميم أو البناء، ما أثّر على الهوية المعمارية للكويت، أما المشكلة الثانية، فتتمثل في إيجاد المزودين والشركات التي تستطيع مواكبة المعايير العالية التي تعمل «التمدين» وفقها.

سلوك المستهلكينوأشار المرزوق إلى وجود تغيير كبير في سلوك المستهلكين، ما أثّر بشكل كبير على تجارة التجزئة، منوها إلى أن التغلب على هذا الأمر يكون بوسائل عدة، مثل خلق جو من الترفيه والمغامرة في المجمعات، من أجل جذب العملاء إليها، إلى جانب توفير المحلات التجارية للعديد من القنوات الشرائية، سواء عن طريق تطبيق أو موقع إلكتروني يمكّن المستخدم من الاطلاع على منتجات غير متوافرة داخل المحل نفسه، وبذلك نبتعد عن الطريقة التقليدية بخلق تجارب أكثر للعملاء، مثل ما قامت به «التمدين» في مجمع التنس، والمطاعم الفخمة والمساحات الترفيهية العديدة في «مول360».وأوضح أن «التمدين» درست أفضل الأفكار الجديدة للشباب الكويتيين واستقطبتها، كما أنها تحالفت مع شركة «لايفنيشن»، وهي أكبر شركة تنظيم مناسبات في العالم، مؤكداً أننا سنرى قريباً حفلات وعروضاً على مستوى عالمي، مبيناً أن ارتفاع «الأرينا» لا يتعدى الـ14 متراً في مختلف دول العالم، بينما «الأرينا» في مجمع التنس تصل إلى 21 متراً.واشار إلى افتتاح المجمع التجاري في نهاية الشهر الجاري، بينما ستفتتح «الأرينا» أواخر مايو المقبل، والفندق في شهر سبتمبر من عام 2020 أيضاً، مبيناً أن «التمدين» زوّدت الجسر الواصل بين مجمع التنس والمول التجاري بأجهزة رياضية، وجميعها مجانية لمحبي التسوق والرياضة.

دعم رؤيةالكويت 2035

أشاد المرزوق بما تقدمه «رؤية الكويت 2035» من دعم للاقتصاد الوطني، موضحاً أن «التمدين»، من خلال المشاريع التي تنفّذها، تعمل على توفير وظائف للشباب وفرص للقطاع الخاص في إيجاد مساحات يمكن التعاون معهم لشغلها، إلى جانب تشجيع السياحة، وهي أفكار تتماشى مع «رؤية 2035» بدعم الاقتصاد الكويتي.

3 آلاف متر للمبادرين

لفت المرزوق إلى حرص مجموعة التمدين على تشجيع الشباب والمواهب الكويتية، مع تخصيص مساحة 3 آلاف متر في مجمع التنس لدعم المبادرين بعرض منتجاتهم.وذكر أن «التمدين» ستتولى موضوع التسويق والإدارة عن هؤلاء الشباب، مبيناً أن المجموعة تقدمت بهذه المبادرة أخيراً للصندوق الوطني لرعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي تتضمن حجز منطقة للمبادرين لمدة 6 أشهر لعرض أفكارهم ومنتجاتهم، مبيناً أنهم في حال حققوا نجاحاً سيتم إدخالهم إلى المجمع التجاري. الكويت ستصبح مركزاًرائداً لعشاق الكرة الصفراء

أكد المرزوق أن لا حدود لطموحات «التمدين» في السباق نحو التميّز، إذ تتميز رويتها بالوضوح، كما أن المجموعة تفي بوعودها بتطوير ملامح المشهد الحضاري والعمراني في الكويت. وقال: يرتكز التزامنا من خلال مشروع مجمّع الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح الدولي للتنس، على 4 عوامل رئيسية، تتمثل في دعم خطط التنمية الحكومية، والاستفادة من الشراكات الرائدة بين القطاعين العام والخاص لتسهيل تنفيذ مشاريع البنية التحتية عالمية الطراز، وتأسيس المرافق الرياضية التي ترسخ مكانة البلاد وبطولاتها على الخارطة الرياضية العالمية، ورعاية وتعزيز بيئة خصبة تُتيح للرياضيين هنا فرصة التميّز عالمياً.ولفت إلى أن أكاديمية التنس ستسهم في تعزيز مستويات الوعي حيال التنس ونمط الحياة الصحي في أوساط الشباب الكويتي، وستستقطب جيلاً جديداً من عشاق الرياضة لتصبح الكويت مركزاً رائداً على المستوى الإقليمي في عالم الكرة الصفراء.وشدد على أن الأكاديمية التي تجسد رؤية ومبادئ النجم العالمي نادال، تعد منصة فريدة من نوعها، ستسهم في تحويل أحلام عشّاق التنس إلى حقيقةٍ، من خلال تحسين مهاراتهم الفنية على أرض الملعب، حيث تم تسخير كل امكانات المجموعة لتتعاون مع أكبر الخبرات العالمية في تنفيذ هذا المشروع، وذلك لضمان بناء أكاديمية تواكب المستوى المتقدّم للكويت في مجال اللعبة، وهدفها تحقيق جزء من رؤية الاتحاد الكويتي للعبة وتوفير الخبرات واعداد المواهب والناشئين، إضافة إلى استضافة أقوى البطولات الدولية مستقبلاً في المجمع الذي يضم ملعباً رئيسياً مغطى ومتعدد الاستخدامات، ويتسع لأكثر من 5 آلاف مقعد، إضافة إلى آخر ثانوي مكشوف (1500 مقعد) و8 ملاعب فرعية مغطاة ومثلها مكشوفة.