مقالي اليوم عبارة عن رصد لأحداث تتسارع هذه الأيام، وأترك للقارئ الكريم الحكم عليها.عندما يصرخ شاب أهوازي في ملعب كرة قدم في مدينة الأهواز الإيرانية: (أنا عربي) فيردد كل الحضور على المدرج هتافه.وعندما يتظاهر العراقيون - سنة وشيعة - في ساحة التحرير وما لها من رمزية ومدينة كربلاء وما لها من قدسية عندهم وبالقرب من القنصلية الإيرانية هناك مطالبين بخروج إيران من العراق، متحملين الرصاص الحي والقنابل الدخانية، حتى وصل عدد القتلى الى المئات بصبر وثبات.وعندما تنضم المعارضة السورية إلى قوات النظام الحاكم التي قاتلتها مدة طويلة، لتصد معه القوات التركية التي اجتازت الحدود السورية - التركية.وعندما يطالب اللبنانيون على اختلاف فئاتهم ومذاهبهم وأديانهم في ساحة الشهداء بنظام حكم برلماني، وإنشاء دولة مدنية بعيداً عن قانون المحاصصة والفئوية، الذي وضعته فرنسا منذ نحو قرن من الزمان، وكف يد عملاء إيران من التدخل في شؤون بلدهم.فهل بعد كل هذه الأحداث ستعود فكرة القومية العربية التي اخترعها الغرب على أيدي بعض غير المسلمين للقضاء على دولة الخلافة الإسلامية العثمانية، بعد اتهامها بنشر الأمية والجهل والخرافات؟ بل بدأوا بتهويل العمليات الإرهابية ولصقها بالإسلام، وكأن الإسلام دين إرهاب وعنف، وهو دين رحمة واحترام البشر، وتكريه الشعوب في الدين الإسلامي بالذات، متجاهلين الجرائم التي تقوم بها الأنظمة الديكتاتورية ضد شعوبها!فهل نحن في انتظار عبد الناصر جديد وفكرة مشابهة للقومية العربية، ولكن هذه المرة باسم الحرية والحضارة؟أترك الإجابة لك عزيزي القارئ.