مع أنها ابتعدتْ لمدة ستة أعوام، إلا أن الممثلة اللبنانية ميراي بانوسيان عادت بقوة إلى الساحة من خلال أعمال سينمائية وتلفزيونية، كما أنها ستطلّ خلال الفترة المقبلة بعمل مسرحي.بانوسيان قالت في حوار مع «الراي» إن «الفن لا يمكن أن يتخلى عنها»... هي التي عرفها الجمهور من خلال المسرح الذي أكْسَبَها شهرةً واسعة، واتجهت إلى الدراما، وهو مجال جديد عليها أبدعت فيه أيضاً من خلال اختيارها لأدوار حققت نفسها من خلالها.
• كيف تتحدثين عن أداء الممثلين في مسلسل «بردانة أنا» الذي تُشارِكين فيه، خصوصاً أن هناك مَن انتقد المبالغة في أداء البعض منهم؟- لا يوجد مسلسل يكون كل الممثلين المُشارِكين فيه جيدين، بل إن الأمر يتفاوت بين ممثّل وآخر. والممثّلون الذين يتميّزون بأدائهم الجيد معروفون، وهناك ممثلون أداؤهم أضعف. بشكل عام، كل الممثلين المُشارِكين في «بردانة أنا» جيّدون وإلى جانبهم بعض الوجوه الجديدة. لم أرَ مبالغة في المسلسل، وبشكل عام الكل جيّدون والبعض يحتاجون ربما إلى خبرة.• الدراما اللبنانية تعيش حالة نهوض لافتة، هل ترين أن المُنْتِجين يُحْسِنون اختيار الممثلين؟- لا شك أن الدراما تنهض بشكل واضح، خصوصاً بعدما حصل الدمج بين الطاقات السورية واللبنانية، وأيضاً مع دخول المصريين على الخط. بالنسبة إلى اختيار المُنْتِجين للممثلين، فهو لا يكون دائماً صحيحاً، ولكن بعض المُنْتِجين يراهنون أحياناً على أشخاص ويتعاملون معهم، ويمكن أن ينجحوا وربما العكس، ولذلك يمكن أن نجد أن بعض الممثلين في مكانهم الصحيح وبعضهم الآخر لا، وهذا الأمر يختلف بحسب نظرة المُخْرِج للدور، والذي في ضوئه يتم اختيار الممثل. وأحياناً يجري اختيار ممثلين جيدين معروفين جداً، ولكن الدور لا يناسبهم، ولذلك لا يكون الكاستينغ موفّقاً دائماً.• بالرغم من عودتك إلى الساحة، لكنك لا تتواجدين كما يجب، خصوصاً أن الدراما بحاجة إلى ممثّلين يتمتعون بطاقتك وموهبتك؟- أشكر الله على نعمة الطاقة والموهبة. وعدم حضوري دائماً يعود إلى كوني لا أطلّ في جميع الأعمال التي تُعرض عليّ، بل أختار بينها. ومعروف أنني لم أكن أتواجد في الدراما التلفزيونية، بل على المسرح، وتالياً لم يمرّ وقت طويل على دخولي المجال الدرامي، ومع ذلك أثبتّ نفسي في كل الأعمال التي أشارك فيها.• هل ترين أن ضخامة الإنتاج هي التي تجعل الدراما المشتركة تتفوّق على الدراما المحلية؟- ليس بالضرورة أن يتفوّق الإنتاج المشترك دائماً، بل أحياناً هناك مسلسلات بميزانيات متواضعة جداً تصل إلى الناس لأنها حقيقية، فيما إنتاجات ضخمة جداً لا تصل إليهم لأن موضوعها لا يعنيهم. وفي رأيي أن العمل المتفوّق هو الذي يلمس مشاعر الناس وهمومهم ومشاكلهم. المسألة لها علاقة بالناس.• هل يمكن أن نشاهدك في عمل مشترك في رمضان 2020؟- لم يُعرض عليّ حتى الآن عمل من هذا النوع، وربما يحصل هذا الأمر خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن الوقت لا يزال مبكراً. أحب المشاركة في الأعمال المشتركة، والعمل في الدراما التلفزيونية أعجبني ووجدتُ أنه عالمٌ مختلف عن المسرح وعن المجالات الأخرى.• المسرح ملعبك الأساسي. كيف ترين المسرح في لبنان اليوم؟- المسرح هو ملعبي وسبب شهرتي وأشعر بأنه بألف خير، ما دامت هناك أعمال تُقدّم وممثلون وممثلات أمثال ندى بوفرحات وعايدة صبرا ورولا حمادة ولينا خوري ولينا أبيض وباتريسيا نمور وبيتي توتل. هؤلاء أسمّيهم المُغامِرين، لأن المسرح صعب جداً في هذه الأيام ويحتاج إلى قلب قوي. المسْرح هو شغف ومكان نعبّر من خلاله عن كل أحاسيسنا، ولكن مادياً هو ليس مورد رزق ولا يُغْني مع أنه يُغْني بطريقة مختلفة. وأوجه تحيه لكل هؤلاء وغيرهم ممن يقدمون مسرحاً جميلاً وجيداً وراقياً. لفتتْني مسرحية انجو ريحان ويحيى جابر، وأنا أتابع المسرح وأحبه وثمة جهد يُبذل فيه، لأن هناك مَن يحبه ويغامر فيه كما فعلتُ خلال الفترة السابقة. حالياً، أنا بعيدة ولكنني سأعود إلى الخشبة قريباً من خلال عملٍ أخطط له.• هل يمكن القول إنك تمثّلين بمزاج؟- طبعاً أنا أمثّل بمزاج. مَن ترِد أن تكون ممثلة يجب أن تحبّ التمثيل وتعطيه من أعماقها. عشتُ ست سنوات في هولندا، وقدّمتُ أعمالاً للرعية والجالية، ولكنها لم تكن تشفي غليلي، وأَرَدْتُ أن أعود إلى مكاني وأن أقدم الأعمال التي أحبّها. أنا ألعب بمزاج وأختار الأدوار التي تستهويني وتحرّكني وتُشْعِرُني بأنني أستطيع أن أوجِدَ شيئاً من الدور الذي أؤديه.• كيف تصفين علاقتك بالفن في هذه المرحلة؟- علاقتي به جيّدة، ووصلتُ إلى مرحلةٍ أشعر فيها بأنني حققتُ شيئاً ما، إلى جانب تأسيس العائلة. أحاول أن أوازن بين الفن وبين عائلتي، ولا أسمح لعملي بأن يأخذ من وقتها لأنها الأهمّ في حياتي ويليها الفن. ما يميّزنا كممثلين عن غيرنا، أن مهنتنا في حالة تجدد مستمرّ. لا روتين في مهنتنا ولا ثبات، بل بحث دائم عن الأفضل. الفن لا يفارقني ولا يمكن أن يتخلى عني، ولا شك في أن ثمة أشياء تحصل في المجال لا نرضى عنها، ولكننا نصرف النظر عنها وننظر إلى النصف الممتلئ.• ما مشاريعك للفترة المقبلة؟- إلى مسلسل «بردانة أنا» الذي أشارك فيه بشخصية «عطوف» جارة بديع أبو شقرا، أشارك في فيلم «بلا هيبة» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما وألعب دور«أم محسن» والدة عباس جعفر، وهو دور فيه تحدٍّ لأنني أتكلم لهجة أهل بعلبك، كما سنعرض مسرحية مع الأب فادي تابت الشهر المقبل، وهو دورٌ مختلف تماماً حتى على مستوى «اللوك». وصوّرتُ أيضاً حلقة من «عاطل عن الحرية» وأجسّد دور أم قُتلت ابنتُها وسيُعرض بعد أسابيع قليلة.