نُبارك للأخ الفاضل الدكتور فهد الخنة صدور العفو الأميري عنه، ولا شك أن رجوعه إلى الكويت وتسليم نفسه للسلطات الأمنية هي شجاعة أدت إلى إصدار العفو عنه!ونأمل من بقية المحكومين بقضية اقتحام المجلس أن يسلكوا مسلك د. الخنة نفسه بأن يسلّموا أنفسهم للسلطات الكويتية، عسى أن يصدر سمو الأمير أمراً بالعفو عنهم!لا شك أن بادرة سمو الأمير بالعفو عن مقتحمي المجلس، هي دلالة على سماحة حكام الكويت مع أبناء الوطن واتساع صدورهم للعفو عن إساءاتهم، وهذه دلالة على مدى نعمة الله تعالى علينا في هذا البلد الطيب، فله الحمد وله المنّة!ومع قناعتنا بقسوة الأحكام الصادرة على مقتحمي المجلس، إلا أن الواجب هو احترام القضاء وعدم القفز على أحكامه النافذة، فهو الضمان لاستمرار الحياة واستقرار الأمور، يحكى بأن رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل وبعد الحرب العالمية الثانية التي دمرت بريطانيا، سأل عن الأوضاع في البلد فقالوا له: الأمور سيئة على جميع المستويات، فسأل تشرشل عن القضاء، قالوا: إنه بخير، فقال: إننا إذاً بخير!خطة إنقاذ وطنيإن الواجب علينا اليوم أن نفكر في كيفية إعادة لم الشمل ورص الصفوف، بعد ذلك التشتت الذي أصابنا ومزّق كلمتنا وفرّق شملنا!من المفترض على القيادات السياسية والمثقفين والعلماء نبذ الخلافات التقليدية، ومنها الاشتغال ببعضهم البعض على حساب الأهداف العامة، لقد سئم الناس من جلد الذات والنقد اللاذع للحكومة من دون تحريك ساكن!أتمنى من القيادات الحكيمة - التي تسعى لتوحيد الحراك ولم الشمل، والتي لها تحركات واسعة على الساحة - أتمنى منها توسيع اتصالاتها والوصول إلى أكبر قدر ممكن من الناشطين والمخلصين، وأن تطرح عليهم برنامج عمل وطنيا لإنقاذ الكويت من ذلك السد، الذي يقف حجر عثرة أمام كل خطواتنا الإصلاحية!أتمنى من الأخ صالح الملا - وهو ناشط سياسي لا نشك في إخلاصه ورغبته في إصلاح الأوضاع السياسية - أتمنى منه لو استغل علاقاته الواسعة في جمع كلمة الشعب الكويتي وتوحيد صفوف المعارضة، بدلاً من تلك الحركات المكررة في ساحة الإرادة، والتي أثبتت فشلها، فقد نشرت المعارضة سابقاً قوائم بسرقات بعض المفسدين ونشرتها في ساحة الإرادة، لكن لم يتغير شيء وإنما تمت معاقبة أولئك الذين تجرأوا على نشرها!الكويت تستحق منا توحيد كلمتنا لخدمتها وانتشالها من عثرتها، بدلاً من حفلة اللطم والنياحة عليها، عسى الله أن يوحد كلمتنا على الخير ويهدينا سُبل السلامة!