الأيام تترى والناس يغدون ويروحون خلالها، والكل له هدف ومرام وغاية واتجاه، وتتنوع مرامات الناس في مشاهدها وصورها وأشكالها، فمنها الذي يشير إلى الخير ومنها ما يهدف إلى الفوضى والاضطراب، ويبعث على العنف فتزداد أشكاله فيكون ظاهرة، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي هي من أهم أسباب تفشي ظاهرة العنف، بما تحمله من صور وقصص وأفلام ومشاهد، تبعث على العنف وتعمل على تفشيه.وإذا أردنا أن نسرد قصصاً لأنماط العنف والتنمر والمضايقات التي يشعر بها البعض من البعض الآخر، لاحتجنا إلى سفر كبير لتدوين هذه الحزاوي، ولكن نكتفي بسرد بعض منها:حدثني أحد الأصدقاء فقال: إن أحد عمالهم ذهب لقضاء بعض الحاجات فاستوقفه رجل وقال لهُ: أرني بطاقتك المدنية فلما هَمَّ العامل بإخراج محفظته، اختطفها ذلك المجرم وأخذ ما بها من نقود، ثم رمى بها بعيداً وتوجه إلى سيارته وذهب إلى حال سبيله طليقاً يعيثُ في الأرض فساداً، ذهب العامل لرب العمل فأخذه الى مخفر الشرطة فسجل قضية ومن حسن تصرف العامل أنه دوّن رقم السيارة التي يقودها المجرم الهارب.أحسنت صنعاً يا أبا راشد في تسجيل القضية، وعسى أن يقبض على ذلك المجرم، لتوقف هذه السمات الضارة التي تثير الفوضى في مجتمع كله هدوء واستقرار وسكينة.وقال لي صديق آخر بأنه سرقت سيارته من أمام منزله، وبلّغ عن هذه السرقة، ولم يمسك بالمجرم السارق حتى الآن، فلما انتهت مدة تأمين إحدى سياراته وأراد أن يجدد قيل له: لابد وأن تدفع مخالفات كثيرة على سيارة، مدونة باسمك، ولكنه وجد أن تلك المخالفات على السيارة المسروقة والذي قام بها السارق.قالوا له: آتنا بالبلاغ عن السرقة، فلما قدم لهم البلاغ، جددوا له سيارته، والمجرم السارق يجوب بالسيارة المسروقة عرض الأرض وطولها ، ويحسب أنه قد أفلت من قبضة الله... عجيب أمر هذه الدنيا بكثرة حوادث العنف فيها، والظالمون لا يصغون إلى الهداية، تباً لهم فلن يدوم استمرار الظلم، لأن الظالم مصيره قصير، لأنه يدمر ويبدأ بتدمير صائبة أولاً، وحوادث كثيرة ومتعددة لأناس يغشون في كل شيء، وينتحلون كل شخصية كي يسطوا على الأموال ويسلبوا حقوق الآخرين، ونماذجهم كثيرة وصورهم عديدة وحزاويهم متعددة، وأصحاب الخير كثيرون في هذه الديرة الطيبة، لأنهم نهلوا من تراثها، وهو يشير إلى الخير ويعمل على نشره، ويدعو إلى اتباع سبله، نسأل الله الكريم أن يقي هذه الديرة الطيبة من أتون العنف ومشاهده وصوره.وعسى أن يفكر المفكرون في إيجاد دراسة توضح ماهية العنف وأسبابه ومسبباته، وأثره وسبل الوقاية منه.وإذا ساهمت المؤسسات الاجتماعية والتربوية والنفسية في مثل هذه الدراسات، فإننا سنصل - بإذن الله الكريم - إلى علاج ناجع وسبيل طيب يقضي على العنف وظواهره وآثاره.حقاً ما قاله أبوماضي:كن بلسماً إن صار دهرك أرقماوحلاوة إن صار غيرك علقماإن الحياة حبتك كل كنوزهالا تبخلن على الحياة ببعض ما
مقالات
حروف باسمة
مرام...
06:10 ص