نقترب هذه الأيام من فترة اعتدال الطقس وبدء موسم التخييم، حيث تستمتع العوائل بالأجواء الجميلة في المناطق الصحراوية الطبيعية الرائعة في كويتنا الحبيبة. وكما جرت العادة بكل عام، تقوم الجهات المعنية باستنفار الجهود لضبط المخيمات والأنشطة الصحراوية لضمان انتهاء موسم التخييم بأقل الخسائر البيئية. في كل عام تأتي المقترحات المختلفة من الجهات البيئية المعنية بالكويت في محاولات لتقليل التدمير البيئي، الذي قد يقوم به الناس عن غير قصد عند تخييمهم في المناطق الصحراوية، فتارة يأتي المقترح بزيادة رسوم التخييم والتأمين على المواقع و تارة أخرى يكون المقترح على شكل تخصيص مناطق تخييم معينة يتم تغييرها كل عامين أو ثلاثة إضافة الى العديد من المقترحات الأخرى غير المبنية على أسس علمية. فزيادة التأمين أو رسوم التخييم قد تثقل كاهل عائل الأسرة و تمنع الأسرة من الاستمتاع بجمال الطبيعة. وأما بخصوص تحديد مناطق تخييم (من دون وضع اشتراطات واضحة)، يتم تغييرها كل عامين أو ثلاثة، فهذا بالتأكيد عملية تدمير ممنهجة للبيئة، فعند تعيين منطقة معينة للتخييم يقوم الناس بالتخييم فيها فإنه - وبالتأكيد - سيكون هناك تدمير غير مباشر للبنية الطبيعية لهذه المنطقة والاعتقاد بأن الانتقال لمنطقة أخرى للسماح للمنطقة السابقة لأن تتعافى بيئيا فهذا الاعتقاد خاطئ جدا لأن الخراب البيئي يحتاج الى عشرات السنين للتعافي، أي أنه عند تغيير المناطق خلال فترات زمنية متقاربة فإنه وخلال فترة زمنية لا تتعدى السنوات القليلة سنكون قد قضينا على البنية البيئية الطبيعية للكويت كاملة، وسنحتاج حينها علاوة على وقت الانتظار لتتعافى الى الكثير من المال لصاينتها إذاً ما هو الحل الأمثل؟أحد الحلول هو إنشاء ما يعرف بالمتنزهات الوطنية، والتي تخدم أكثر من هدف في آن واحد. يعرّف المتنزه الوطني على أنه منطقة مسورة طبيعية بالكامل تقع تحت إشراف الجهات الحكومية تعتني بها بشكل علمي بالكامل. تحتوي هذه المناطق «المتنزهات» على مساحات بيئية طبيعية تحتوى على كل المكونات البيئية المترابطة من أحياء وجماد، وحسب توجه الجهة الحكومية من الممكن أن تحتوي هذه المتنزهات على مساحات ترفيهية خاصة بالتخييم، تحتوي على كل الخدمات الحياتية الأساسية، أي يمكن للعائلة أن تتمتع بالمنطقة كاملة بأسعار رمزية وخدمات متكاملة. المتنزهات الوطنية تم تأسيسها بالأصل لحماية المناطق الطبيعية التي قد تكون مهددة بيئياً، إلا انه و مع مرور الوقت بدأت الحكومات بتهيئتها كمناطق سياحية أيضاً تهدف للترفيه على الناس دون المساس بمكونات الطبيعة بل وتشجيع الناس على أهمية البيئة وحمايتها. الكويت مؤهلة لتأسيس مثل هذه المناطق وستستطيع إدارتها وتطويرها باحترافية كاملة ولنا في محمية الشيخ صباح الأحمد أفضل مثال.
* دكتوراه في البيئةInstagram @ecoemag