أماطت «جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية» اللثام عن قرار مجلس أمنائها بمنح أعلى جائزة تقديرية (وسام المعلوماتية) في نسختها الثالثة عشرة إلى العالم العربي الأكثر اختراعاً على المستوى العربي والإفريقي الأستاذ الدكتور بلقاسم حبة المصنف عالمياً ضمن قائمة مئة مخترع الأكثر إنتاجاً والحائز على وسام العالم الجزائري لعام 2015 فقد قدم للعام (1457) براءة اختراع حتى يومنا هذا، منها (507) اختراعات مسجلة لدى المكتب الأميركي لبراءات الاختراع.

جاء ذلك في تصريح صحافي أفادت به رئيس مجلس الأمناء الشيخة عايدة السالم، وأضافت أن الأستاذ الدكتور بلقاسم حبة فاز بهذا الوسام العالمي تقديراً لمسيرته الحافلة بالاختراعات التي أسهمت بخدمة المجتمعات العالمية في مجال الإلكترونيات والتقنيات الدقيقة، فقد طور التقنية التي أسهمت بتصغير الرقائق وتحسين أدائها في الأجهزة الإلكترونية ومنها الحواسيب والهواتف الذكية التي ننعم بها اليوم، علاوة على تطوير تقنية CMOS في الكاميرا الرقمية، وهذه التكنولوجيا صدرت في أكثر من (100) مليار رقيقة.

ويحكي تاريخ هذا المخترع الجزائري الذي ولد عام (1957) قصة ابتكاراته ونبوغه في الرياضيات والفيزياء في وقت مبكر من عمره، وحصوله على البكالوريوس في الفيزياء عام (1980)، ثم انضمامه لإحدى أعرق الجامعات العالمية (ستانفورد) التي حصل فيها على درجة الماجستير في الفيزياء التطبيقية (1983) وعلوم المواد (1984)، ودرجة الدكتوراه في الطاقة الشمسية (1988)، ثم التحاقه بالعملاق الأميركي (أي بي أم) (1988) باحثاً في تطبيقات الليزر والإلكترونيات الدقيقة في مركز أبحاث (واتسون)، محققاً أول براءة اختراع (1990)، ومعلناً انطلاق رحلته الثرية في عالم الاختراعات.ومن العملاق الأميركي إلى العملاق الياباني (أن أي سي) (1990) مواصلاً أبحاثه واختراعاته بمتوسط (6) براءات اختراع سنوياً آنذاك.وفي عام (1996) التحق بالشركة الناشئة أنذاك (تيسيرا) في (السيليكون فالي) بكاليفونيا التي تعرف حالياً باسم (إكسيري)، واستمر فيها حتى يومنا هذا شاغلاً منصب نائب الرئيس لأبحاث الإلكترونيات.وفي عام (2002) أسس شركة (سيليكون بايب) المتخصصة بالربط عالي السرعة بين الرقائق وسرعان ما استحوزت عليها شركة سامسونغ.

ويتشرف الأستاذ الدكتور بلقاسم حبة بتسلم وسام المعلوماتية خلال الحفل السنوي الذي ستقيمه الجائزة خلال شهر نوفمبر 2019، برعاية كريمة من أمير البلاد وقائد العمل الإنساني سمو الشيخ صباح الأحمد في قصر بيان العامر.

ويعتبر «وسام المعلوماتية» واحداً من المحطات المهمة في تاريخ الجائزة، وأحد أبرز معالم مسيرتها الممتدة منذ عام 2001؛ حيث سجلت من خلاله حضورها العالمي باعتبارها واحدة من أكبر الجهات العربية والعالمية غير الربحية التي تمنح جائزة تقديرية لصاحب أكبر الإنجازات، وأهم الأنشطة التقنية على مستوى العالم سواء كان شخصية عامة أو اعتبارية، وعلى هذا الأساس يتم رصد أكثر من جهة أو شخصية عربية وعالمية قدمت نشاطا تقنيا متميزاً، ويقوم مجلس الأمناء باختيار أفضلها وفقا لمعايير وثوابت دقيقة وضعت أسسها منذ انطلاق فكرة الوسام في عام 2007، ومن تلك المعايير التي تحتكم إليها الجائزة في اختيار الشخصية أو الجهة: الإبداع في الفكر الرقمي والمعلوماتي، والأصالة في الأعمال والمنجزات.

هذا، وقد نجحت شخصيات عامة واعتبارية مثلت مؤسسات وجمعيات تقنية عربية وعالمية في تدوين أسمائها في لوحة شرف الفائزين بوسام المعلوماتية على مدار الدورات الاثنتي عشرة السابقة ؛ ففاز بهذا الوسام العالمي 4 شخصيات عامة واعتبارية عربية، فضلا عن 8 مؤسسات وشخصيات عالمية؛ حيث منح الوسام في الدورة السابعة إلى الأستاذ الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية آنذاك، كما تم منحه في الدورة الثامنة إلى مكتبة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، وفي الدورة التاسعة منح إلى المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات)، أما في الدورة العاشرة فقد منح إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، وفي الدورة الحادية عشرة منح الوسام إلى هيئة الإنترنت والأسماء والأرقام المخصصة (الآيكان)، وفي الدورة الثانية عشرة منح الوسام إلى مخترع نظام الملاحة الذي بني عليه النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS السيد روجر إيستون الأب، وفي الدورة الثالثة عشرة منح الوسام إلى جمعية الإنترنت العالمية، وفي الدورة الرابعة عشرة إلى مخترع الكاميرا الرقمية ستيفن ساسون الحاصل على براءة هذا العمل المتميز عام 1978؛ أما في الدورة الخامسة عشرة فقد منح هذا الوسام إلى السيد بيل جيتس اللاعب الرئيسي في مضمار المعلوماتية، ورائد الإبداعات التي أطلقت ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وانتشار الحاسوب في العالم. وفي الدورة السادسة عشرة 2016 تم منحه إلى أشهر معهد لإنتاج التقنيات المبتكرة في العالم معهد ماساتشوتس للتقنية MIT الذي يعد من أكبر معاهد التكنولوجيا في العالم.أما في الدورة السابعة عشرة 2017 فقد فازت به (دبي الذكية) تقديراً لريادتها في مواكبة التحولات التقنية العالمية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير الخدمات ودعم البنى التحتية واستدامة التنمية.وفي الدورة الثامنة عشرة (2018) فاز به الاتحاد الدولي للاتصالات تقديراً لمسيرته العريقة والحافلة بالإنجازات في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.