لم يكد يهدأ الشارع العراقي أياماً عدة بعد المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات وراح ضحيتها أكثر من 147 متظاهراً بالرصاص الحي، وظنت القيادة العراقية أنها بتقديم تقريرها حول الانتهاكات، وطرد بعض قيادات المحافظات العراقية، ظنت بأن ذلك سينهي غضب الشارع العراقي، وسيهدئ من روع العراقيين، لا سيما مع وعود حكومية بإصلاحات جذرية وزيادات في الرواتب والمعونات!لكن غضبة الشعب العراقي لم تنطفئ وشاهدنا تفجر الاضطرابات والمظاهرات من جديد، ويشهد العراق مقتل عشرات المتظاهرين وحرق مقرات الأحزاب وتمزيق صور زعماء إيران، مثل صور خامنئي وقاسم سليماني!وقد تكرّر المشهد في لبنان وإن كان بدرجة أقل حدة، فقد خرج المتظاهرون إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة مطالبين بإسقاط النظام ومحتجين على الأوضاع الاقتصادية التي أوصلت كثيراً منهم إلى حافة الفقر، وقد صب المتظاهرون جام غضبهم على «حزب الله»، الذي يرون بأنه السبب في كل ما يعانون منه من مصائب!وقد حاول زعيم «حزب الله» حسن نصر الله تهدئة الشارع اللبناني، عن طريق الزج بأتباعه الى الشوارع والتصادم مع المتظاهرين!وحاولت الحكومة اللبنانية إصلاح الأوضاع عن طريق تقديم حزمة من الإصلاحات الاقتصادية ومنها تخفيض رواتب الوزراء إلى أكثر من 50 في المئة إضافة إلى إلغاء مشاريع زيادة الضرائب وغيرها، لكن ذلك لم يوقف غضبة الشارع اللبناني، الذي استمر في المظاهرات مطالباً بإسقاط الحكومة!المشهد الأساسي في العراق ولبنان هو السخط على الاحتلال الإيراني، والتذمر من ذلك الاحتلال، فقد تفجرت المظاهرات في جنوب العراق الصيف الماضي، وخرج الناس احتجاجاً على الفقر والبطالة، وما كان من إيران إلا منع حصول الشعب العراقي على الكهرباء، والتسبب بالعطش والفقر وجفاف الأنهار لمعاقبة تلك المستعمرة!ما زال الإيرانيون يفتخرون بأنهم يحتلون أربع دول عربية، بينما نرى أمامنا بوضوح ما آلت إليه دولتان من تلك الدول الأربع من دمار وتمزق، أما اليمن فإن إيران قد أدخلته في نفق مسدود، وساهمت في تدمير مقدراته وأصبح مثالاً للدولة الفاشلة!هذه بركات الاحتلال الإيراني!الحمد لله الذي أنقذ البحرين من احتلال إيراني وشيك، كان يمكن أن يحول ذلك البلد الجميل إلى مقبرة، ونحن في الكويت وقع لطف الله تعالى بنا عندما اكتشفت قوى الأمن الكويتية خلايا إرهابية إيرانية عدة كانت تخطط لتدمير الكويت، ومنها ما يسمى بـ«خلية العبدلي» وللأسف ان بعض نواب المجلس، طالبوا بالعفو عن عناصر تلك الخلية المجرمة، واعتبروا جريمتهم نفس جريمة مقتحمي المجلس!إن أملنا بأن تؤدي تلك التحركات في جميع بلداننا إلى طرد إيران من البلاد العربية والإسلامية، وإلى انهيار ذلك النظام الشرير، الذي تسبّب في الويلات على بلداننا، فإن الظلم عاقبته إلى انهيار!
مقالات
نسمات
كل الدمار ... من إيران!
11:37 م