يعكف فريق مسرحية «هاديس» لفرقة المسرح الكويتي هذه الأيام على بروفات مكثفة، تمهيداً للمنافسة بها ضمن العروض الرسمية لفعاليات الدورة العشرين من مهرجان الكويت المسرحي، المزمع انطلاقه في شهر ديسمبر المقبل. «هاديس»، من تأليف وإخراج أحمد العوضي، وتمثيل كل من سماح وعلي الحسيني ولولوة الملا وبدر الشعيبي. وتنحاز المسرحية إلى الفلسفة النفسية، وتضيء على خطايا الإنسان التي لا تغتفر، كما تحمل قضايا إنسانية عميقة جداً، وتطرح تساؤلات عديدة، مفادها هل بإمكان البشر الصفح والتسامح عن خطايا الآخرين بحقهم!... والجواب عادة ما يكون أن هناك خطايا يتم قبولها، وخطايا أخرى يتبعها الألم والندم. أيضاً، لا يقتصر العرض المسرحي على الخطايا والذنوب وحسب، بل إنه يجمع سبع حكايات مختلفة في آن معاً، فلكل فنان سبع شخصيات، تتناقض في محتواها أحياناً. كما يعتبر «هاديس» في الميثولوجيا الإغريقية هو حارس الجحيم، لكنه ليس شريراً، وإنما تكون مهمته معاقبة المخطئين.«الراي» تلقت دعوة من فريق العمل لحضور التدريبات، وتابعت عن كثب الجهود المضنية لأبطاله خلال البروفات، حيث الجميع يعمل بدأب، بغية الظهور في أبهى صورة خلال العرض الرسمي في المهرجان المحلي، قبل الانتقال إلى مرحلة العروض الخارجية. وتحدثت الفنانة سماح، قائلة: «لم أفكر على الإطلاق بأن أشارك هذا العام في المسرح الأكاديمي، فبعد ما قدمناه العام الماضي في مسرحية (ميلاد غريب) قررتُ أن أرتاح قليلاً، لتجديد أفكارنا». واستدركت: «ولكن، حين حدثني زميلي المخرج أحمد العوضي وأرسل لي النص، تحمست كثيراً للمشاركة فيه، فبالرغم من أنه نص متعب، إلا أنه لفت انتباهي لما يحويه من طرح موضوعي». وتابعت سماح: «أجسد في المسرحية سبع شخصيات، ولكل شخصية قصة وحدث، وبداية ووسط ونهاية، وهذا ما سترونه في أقل من خمسين دقيقة. إنه تحدٍ جبار لنفسي، لذلك قررت التواجد، ومن ثم وجدت القبول من بقية فريق العمل، حيث إن الجميع بدا متحمساً مثلي للمشاركة فيه». أما الفنان علي الحسيني، فقال: «أتشرف بالتواجد مع فرقة المسرح الكويتي، في هذا العمل الرسمي الأول الذي يجمعني معها. أما بالنسبة إلى النص، فهو غزير بالموضوعات والرسائل، وأتمنى أن نقدم صورة جديدة ومُغايرة من خلال (هاديس)، فهناك أكثر من شخصية سوف أقدمها على خشبة المسرح».كما لم تُخفِ الفنانة لولوة الملا سعادتها بالمشاركة في المسرحية، حيث قالت: «إنها تجربة جديدة كلياً بالنسبة إليّ، لكنني أحب ما يطرحه المؤلف والمخرج أحمد العوضي من أفكار مبتكرة، بالإضافة إلى ما يقدمه من صياغة وحبكة درامية متجددة لكل حدث أو صورة». ولفتت إلى أن العمل يحاكي الواقع، «ومن الجميل أن توصل الفكرة للجمهور، كما ينبغي»، كاشفة عن أنها ستكون ضحية في إحدى الحكايات. من جهته، قال مؤلف المسرحية ومخرجها أحمد العوضي: «(هاديس) عمل أتعبني وأخذ من جهدي كثيراً، وهو كما تحدث الزملاء من قبلي يجمع سبع قصص وسبعة أخطاء يومية، كما أن المشاهد فيها ليست طويلة، بل إنها لا تتعدى 4 صفحات كنص، وتطرح تساؤلاً عمّا إذا كان الإنسان المخطئ في حق الآخرين يتوب أم لا».
فنون
فريق العمل بدأ البروفات للمنافسة في «الكويت المسرحي 20»
«هاديس»... بين الغفران وعقاب المخطئين
09:49 ص