هل سمعتم أو قرأتم عن شيء اسمه (الغُلُول) بضم الغين؟الغُلول باختصار هو الخيانة في بيت مال المسلمين أو الزكاة أو الغنيمة أو الأموال المشتركة بين المسلمين.وسُمّي بالغُلول لأنه يشبه القيد الذي يكون في يد الأسير، ويُشد إلى عنقه.خطورة الغُلول أنه من كبائر الذنوب، ويورد صاحبه المهالك في الدنيا والآخرة.والله تعالى لا يسامح أو يعفو عن خيانة الأموال، ولو كان المال الذي تم أخذه شيئاً يسيراً.توفي رجل من المسلمين في خيبر، فرفض الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه وقال: «صلّوا على صاحبكم»، فأنكر أهل الميت ذلك، وتغيرّت وجوههم، فلما رأى ذلك قال: «إن صاحبكم غَلَّ في سبيل الله» فذهبوا ينظرون في متاعه فوجدوا خرزات من خرز يهود ما تساوي درهمين!وفي غزوة خيبر نفسها قُتِل مجموعة من الصحابة، فقال الناس: فلان شهيد وفلان شهيد، حتى مرّوا على رجل فقالوا: فلان شهيد.فقال عليه الصلاة والسلام: «كلّا إني رأيته في النار في بُردة غلّها أو عباءة»!إن الموظف أو المسؤول المُستأمن على الأموال في الوزارة أو المؤسسة أو الشركة أو المحل التجاري وغيرها من أموال الناس أو الدولة، وجب عليه الحذر من التساهل في خيانة الأمانة ولو كانت فلساً واحداً، لأنه سيُسأل عنه يوم القيامة.يقول الصادق المصدوق: «يأيها الناس أَدّوا الخِيَاط والمِخْيط، فإنّ الغُلُول يكون على أهله عاراً وشناراً يوم القيامة».ويقول كذلك: «من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مِخْيطاً فما فوقه كان غُلُولاً يأتي به يوم القيامة».فهل ينتبه لخطورة الأمر العاملون في التأمينات والجمعيات التعاونية والمناقصات وبقية الوزارات والمؤسسات؟أي عاقل ذاك الذي يتساهل في جمع الأموال من الخيانة والغُلول، وهو يعلم أنه سيتركها خلفه بعد رحيله عن الدنيا، وسيتنعم بها غيره، بينما هو من سيتحمل وزرها وعقوبتها!فيأيها العاقل:انظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها... هل راح منها بغير القطن والكفن؟!«اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغْنِنا بفَضْلِك عمّن سِواك».
Twitter: @abdulaziz2002