قال أمين عام الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم مستشار مفتي مصر الدكتور إبراهيم نجم، إن العلاقات المصرية ـ الكويتية، تعيش حالة من الثقة المتبادلة والازدهار الناتج عن تفاهم وتناغم مشترك بين رمزي البلدين حكيم العرب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهو ما تترجمه تصريحات قيادات البلدين ولقاءاتهم المتواصلة، والتي تعكس العمق المتجذر في تلك العلاقة، وهي حالة يؤكدها التعبير الذى يردده الرئيس المصري السيسي دائماً «أمن الخليج من أمن مصر».وأكد نجم في تصريحات لـ «الراي» أن حكيم العرب أمير الكويت، له مكانة في قلب كل مصري بمواقفه الداعمة للإرادة الشعبية المصرية، والرافضة لفكر التطرف والتشدد والعنف والإرهاب، ودوره العظيم في مؤتمر شرم الشيخ لدعم الاقتصاد المصري للعبور من أزماته الاقتصادية.وأضاف ان أمير الكويت، حاضر في قلب كل مصري وطني بمواقفه الكاشفة عن طيب معدنه، مشيداً بالتعاون الوثيق بين البلدين الذي أسفر عن اكتشاف وتوقيف وتسليم خلية إرهابية من السلطات الكويتية إلى مصر، اضافة الى التشاور الدائم بين سلطات البلدين، وهو ما يسهم في ملاحقة عناصر الخلايات والعناصر الإرهابية والتصدي لمحاولاتهم في زعزعة الاستقرار في الكويت ومصر، أو أي دول أخرى.ولفت إلى زيارة النائب العام المصري الأخيرة، والتي شهدت توسع مذكرة تفاهم مع نظيره في الكويت، بمثابة تضييق للخناق على العناصر الإرهابية، ثم تسليمهم للسلطات المصرية، مؤكداً أنه لا يمكن لأي تيار أو تنظيم أن ينجح في تقويض دعائم الدولة والمجتمع، عبر ترويج للعنف واستخدامه تحت دعاوى دينية أو طائفية، وأن التضامن المجتمعي كفيل بردع كل محاولات التيارات والتنظيمات التي ترفع شعار «الإسلام السياسي» من دون جر المجتمع والدولة إلى مربع العنف ودوامته الطويلة، فالترابط المجتمعي لدول المنطقة، كما حدث بين مصر والكويت، هو الضمانة الأولى للحفاظ على تماسك الوطن وبقائه ضد وابل الفتاوى التي تبرّر الخروج على الدولة والمجتمع وممارسة العنف وتبريره بل وجعله من الجهاد الشرعي.ولفت إلى وضع اللمسات الأخيرة للمؤتمر الدولي الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الشهر الجاري، موضحاً أنه يهدف إلى الارتقاء بأصول الخلاف الفقهي والإفتائي والفكري، وفق قواعد حضارية بعيدة عن التعصب أو التحزب لرأي أو استنتاج فكري علمي، رغبة من دور الإفتاء في العالم لترسيخ قاعدة ذهبية كان يسير عليها السابقون الأولون من العلماء والفقهاء بقولهم: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.وأضاف ان «المؤتمر يهدف للتصدي للدخلاء على الفكر الإسلامي الذين جعلوا الخلاف شيعاً وأحزاباً، وأسسوا وفق هواهم فقهاً جديداً لا ينتمي إلى سماحة الإسلام ولا وسطية منهجه».وأوضح أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم وضعت هدفاً استراتيجياً يتبنى تجفيف منابع التطرف، والسعي إلى تقديم نموذج إفتائي يعتمد تقديم منهجية تسعى إلى الإسهام في حل المشكلات ودعم الاستقرار والمشاركة الحضارية الإنسانية، واستثمار الخلاف الفقهي وإدارته إدارة رشيدة في مواجهة التطرف ودعم الاستقرار والمشاركة الفاعلة على المستويات الوطنية والإنسانية والعالمية.