فرض النجم الألماني الشاب سيرج غنابري نفسه نجماً مضيئاً في سماء لندن، بعدما أمضى ليلة تاريخية بكل المقاييس تحت امطارها، اول من امس، ودكّ مع فريقه العملاق بايرن ميونيخ حصون توتنهام بسباعية مقابل هدفين ضمن المسابقة الأوروبية الأعرق دوري الأبطال، كان نصيبه منها «سوبر هاتريك» خيالي، ما يؤشر إلى أنه لاعب موهوب سيكون له شأن في مستقبل ألمانيا التي تمرّ بمرحلة إعادة هيكلة وتجديد.قدّم غنابري (24 عاماً) نفسه واحدا من أبرز لاعبي الفريق البافاري بأهدافه الحاسمة وأدائه الرائع وسرعته الفائقة في تخطّي المدافعين، ودخل بعد أمسية لندن قائمة أعظم أداء فردي للاعب في تاريخ كرة القدم، بحصوله على العلامة الكاملة في التقييم (10 من 10)، بعدما خاض مباراة دوّنت في أرشيفه، حيث سجل أول هدف وأول ثنائية وأول «هاتريك» وأول «سوبر هاتريك» في دوري الأبطال، كما اعتبرت الثنائية التي سجلت خلال 112 ثانية، الأسرع في تاريخ المسابقة. لا شك في أن العاصمة البريطانية لن تنسى ما فعله غنابري بتوتنهام، والدمار النفسي الهائل الذي أحدثه في النادي اللندني سيكون له تداعيات قاسية، إذ لم يسبق لفريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، أن تعرض للخسارة بسبعة أهداف على أرضه على مدار تاريخه البالغ 137 عاما، كما أنها أكبر خسارة في التاريخ للأندية الإنكليزية في عقر دارها في البطولات القارية كافة.«من الصعب وصف ما حصل في كلمات، الفوز 7-2 لم يكن احد منا يتصوّر ذلك. وتسجيل أربعة أهداف يعتبر شعورا رائعا بالنسبة لي»، يقول غنابري. ويضيف: «كل مشجعي أرسنال استمتعوا بهذا أيضا. من الواضح أنه أمر رائع لنا تحقيق هذه النتيجة. سنستمتع بها كثيرا».الفتى الأسمر تطرق الى ذكر «المدفعجية»، بعدما مرّ في صفوفه قبل ثماني سنوات في عهد المدرب السابق الفرنسي أرسين فينغر، الذي وجد في غنابري ضالته، بيد انه لم يعوّل عليه كثيرا، فأعير الى وست بروميتش ألبيون مع المدرب السابق توني بوليس ولعب تحت قيادته فترة قصيرة من الموسم 2015-2016، قبل الانتقال إلى فيردر بريمن وهوفنهايم ثم استقر به الحال في بايرن ميونيخ، حيث فجّر طاقته وتطوّر بسرعة فائقة. بوليس، بعد الرباعية التاريخية لغنابري، قال لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مندهش، كان معنا في وست بروميتش على سبيل الإعارة، لكننا لم نتمكن من استغلال قدراته بشكل كامل وشارك مع فريق تحت 21 عاما»، مضيفا: «عاد إلى أرسنال ثم باعوه. كان شابا جيدا والآن بلغ قمة مستواه وأنا منبهر جدا بأدائه، العمل معه في وست بروميتش ثم مشاهدة ما يفعله الآن أمر رائع ومدهش».بات غنابري ثاني لاعب يسجل «سوبر هاتريك» في مرمى أمام أحد الاندية الإنكليزية بعد نجم وقائد برشلونة الإسباني، الأرجنتيني ليونيل ميسي، في شباك أرسنال، كما أضحى ثاني لاعب ألماني في التاريخ يسجل رباعية في المسابقة القارية الأم، بعد ماريو غوميز مع الفريق البافاري أيضاً في مرمى بازل السويسري، ما يؤكد أنه لاعب فذ يملك نهماً تهديفياً لا مثيل له.الجناح الواعد، وعلى الرغم من صغر سنه، يملك في سجله ألقابا عدة مع منتخب ألمانيا، حيث توّج بالميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016 حيث توّج هدافاً بستة أهداف في 6 مباريات، كما أحرز كأس أوروبا للشباب العام 2017، فضلا عن ألقاب محلية مع بايرن ميونيخ.غنابري غادر مدينة الضباب طوعاً... قبل أن يعود إليها وحشاً كاسراً.
رياضة
غنابري... «الوحش»
05:05 ص