بينما بدأ مجلس النواب الأميركي إجراءات مساءلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في محاولة من خصومه الديموقراطيين لعزله، إثر اتهامات له بسوء استخدام سلطاته من خلال الضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهدف الإساءة لمنافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن، رجح عدد من الأميركيين المقيمين في الكويت أن «سيد البيت الأبيض لن يتم عزله وإن كانت اجراءات التحقيق ستمضي قدماً». الأميركيون، الذين غلب على موقفهم التحفظ وعدم الرغبة في الإسهاب بالحديث عن تلك القضية، اعتبروا أن «ما قام به ترامب غير دستوري ومناف للقيم الأميركية». عمر نوبل، أحد أفراد قوات المظلات في الجيش الأميركي سابقاً، أكد لـ«الراي»، أن «ترامب لن يتم عزله»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «نائب الرئيس الأميركي مايك بنس هو من سيخلف ترامب في حال تم عزله» وفق الدستور الأميركي.وقال «إننا أمام حالة شخص عنصري يجلس على هرم السلطة في أميركا، وقد خان الشعب الأميركي الذي كان من المفترض أن يقوم بحمايته، وقسمه من أجل مصالحه الشخصية وحقبته هي أسوأ حقبة في التاريخ الأميركي». أيانا، مدرسة تقيم في الكويت، غرّدت في الاتجاه نفسه في حديثها مع «الراي»، قائلة «لن يحدث أبداً أن يعزل ترامب»، معتبرة أن «الميزة الأهم في هذه القضية أن نرى هذا المستوى من الغضب لدى الجزء الفقير من المجتمع الأميركي، أما الجانب السيئ فيها هو تمكين الطرف الشرير».وشددت على أن «الأمر لا يتعلق فقط بترامب بقدر ما هو متعلق بالمجتمع الأميركي بشكل عام، فهو انعكاس لماضي الولايات المتحدة الأميركية وما يحدث الآن في الحاضر من ظلم اجتماعي واقتصادي»، واصفة ما قام به ترامب، وفقاً لما هو متداول، بـ«التصرف البائس وغير الدستوري والمنافي للقيم الأميركية». وفي السياق نفسه، قالت أم عبدالله، التي تعمل كمستشارة في مجال الحاسوب وفضلت عدم نشر اسمها، «أعتقد أن ترامب قام بأعمال كثيرة غير لائقة وغير قانونية سواء كان ذلك في فترة رئاسته أو قبلها، وتسبب بمشاكل مالية للولايات المتحدة الأميركية وأنا سعيدة بوجود هكذا تحقيق». وعن توقعاتها بأن تؤدي التحقيقات إلى عزله، خالفت أم عبدالله الآخرين بالقول: «نعم أتوقع أن يتم عزله ولكن علينا أن نعي أن مجلس النواب يسيطر عليه الديموقراطيون، لكن التحقيق سيذهب بعد ذلك لمجلس الشيوخ الذي يتحتم أن يصوت ثلثاه ضد ترامب حتى تتم إدانته، في حين أن هذا المجلس مُسيطر عليه من قبل الجمهوريين الذين ما زالوا حتى الآن يدعمون ترامب علناً، على الرغم من أنهم في السر يعترفون بأنه لا يصلح كرئيس وهذا أمر لم يحدث بالتاريخ، وهذا يجعلنا نشكك في أن التحقيق سيؤدي لإزاحة ترامب من منصبه لكن آمل أن تخرج الحقيقة للعلن وألا تتم إعادة انتخابه في 2020». وعن الشخص الذي سيخلف ترامب في حال تم عزله، أجابت «نائب الرئيس الأميركي مايك بنس هو من سيتولى السلطة» ليكمل ولاية ترامب التي تنتهي أواخر العام 2020.واتهمت الرئيس الأميركي بأنه «أفقد الولايات المتحدة الأميركية مصداقيتها حول العالم، ويفتقر لمعرفة كيف تدار الحكومات سواء محلياً أو خارجياً، فهو يدير أميركا كما يدير شركاته ويهتم بنفسه فقط وليس بالولايات المتحدة كدولة». وكانت المحطة الأخيرة مع الأميركي محمد عبدالله الذي قال لـ«الراي»: «لم أعد مصدوماً بأي شيء يقوم به الرئيس الأميركي، ولا أعتقد أن ثمة من هو مصدوم فما يقوم به أمر خاطئ وغير قابل للنقاش»، مشيراً إلى أنه «سيتم التحقيق مع ترامب، لكن الرأي الأخير سيكون لمجلس الشيوخ ورئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل سيحميه ولن يزيحه عن كرسي الرئاسة». وقال «إن السؤال عن خليفة ترامب حال عزله سؤال شيق في حال إذا ما تم عزل نائبه بنس أيضاً»، مشدداً على أن «كل ما وعد به ترامب سابقاً لم يتحقق، فقد فعل القليل من الأشياء الجيدة في مقابل العديد من الأشياء السيئة التي أتوقع أن تضر الاقتصاد الأميركي بشكل كبير على المدى البعيد». واختتم قائلاً: «ترامب مبشر بالكراهية وخطيب لها ومعظم الناس ستعاني من ذلك، فالحب هو ما يجمع العالم والطريق الذي سيخرجنا من هذه الأيام السوداء. وأتمنى أن يكف عن التبشير بالكراهية بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنسية».
هكذا دافع ترامب عن نفسه
ينفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ممارسة أي ضغوط على زيلينسكي خلال المكالمة التي جرت بينهما في يوليو، حين كان بايدن يتصدر استطلاعات الرأي حول المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في انتخابات 2020. ويؤكد ترامب أن جو بايدن، الذي كان نائباً للرئيس في إدارة باراك أوباما، ضغط من أجل إقالة النائب العام الأوكراني فيكتور شوكين في العام 2016 لحماية شركة يعمل بها ابنه هانتر بايدن.
«الشيوخ»... حائط الصد
سيشكل مجلس الشيوخ حائط صد أمام محاولات عزل ترامب، فتوزيع المقاعد داخل مجلس الشيوخ يسمح له بذلك، حيث يحتل الجمهوريون 53 مقعداً من مقاعده والديمقراطيون 45 مقعداً، بالإضافة إلى عضوين مستقلين يصوتان في العادة مع الديموقراطيين.وتتطلب إدانة الرئيس وعزله موافقة 67 عضواً، ولذا فإن عزل ترامب من منصبه في حالة المساءلة يستلزم موافقة 20 عضواً جمهورياً، بالإضافة إلى جميع الأعضاء الديموقراطيين والعضوين المستقلين.