ببراءة الأطفال... وبالقرب من باب مدرسة مغلق، سقطت دموع من أعين طالبات في المرحلة الابتدائية على الأرض، ومعها سقطت حقائب المدرسة بانتظار إذن الدخول، بعد يوم دراسي ملؤه الطرد بسبب «فرق الشريحة»، فيما انتفضت الأيادي البيضاء لانتشال تلك الزهرات من الأرض قبل أن تذبل أو أن تكون مشاعاً للرصيف.وإذ يدافع الضمير الإنساني اليوم بجميع أطيافه، عن صناعة المستقبل وحفظ حقوق الأطفال على جميع الأصعدة، فقد نجحت سيدات - من ذوات الأيادي البيضاء- بفتح الأبواب المغلقة ورسم الأمل على وجوه الطالبات وإعادة البراءة إلى فصولها، كما تعود العصافير المهاجرة إلى أعشاشها، دون اعتصام أو وقفات احتجاجية.ومع أجراس الطابور، دق تربويون وناشطون وحقوقيون أجراس الخطر، لمحاولات تقزيم الطفولة أو اللعب على هذا الوتر، مهما تكن الدوافع، رافضين حرمان الأطفال من التعليم تحت أي مبرر، ومشددين لـ«الراي» على ضرورة وجود قانون للتعليم الإلزامي، يشمل جميع الجنسيات مهما كانت أعراقها وأنسابها، لإزاحة شبح الأمية عن كل من يعيش على سطح هذا الكوكب.ووصف هؤلاء منظر بعض الأطفال ببضائعهم على الأرصفة في فترات الدراسة، بأنه من أشجى المناظر حيث يحز في النفس وجود تلك المشاهد في بلد الإنسانية، الأمر الذي يستوجب معاقبة كل من تسبب في حرمان هذا الطالب من التعليم، وفي مقدمهم ولي أمره، مطالبين في الوقت نفسه باستقطاب جميع الأطفال المعاقين من «البدون» والوافدين في مدارس التربية الخاصة ولو بفصول مسائية.