بعد دخول العالم والجاهل والسفيه فضاء وسائل التواصل الاجتماعي? خرج أحبة لنا في صورة الناقد والمستشار وهم لا يملكون المعرفة والخبرة ولا سقف أخلاقياً يمنعهم من التوقف في كل شاردة وواردة وفي الجانب المقابل برز سلوك دخيل اتخذه بعض القياديين ومن هو في مستواهم حيث تناقلت الأخبار عن مغرد يكتب أو قيادي يقرر بناء على إملاءات تصل له إما بشيمة وإما بقيمة.التحليل المنطقي يقول إن هذا النوع من القياديين قد لجأ إلى هذا السلوك لعدم قدرته على المواجهة أو لضرب خصومه بالوكالة أو لمصلحة ما... هذا النوع هو المشعل لفتيل الفتنة وبث الإشاعات.نتابع مع غيرنا ما يحدث ولا نشغل بالنا لأن معظم ما ينقل غير صحيح، وهو في مجمله إن تبحرت فيه فستجد خلفه ما يطلق عليها «القيادة الخفية»، التي تمتنع عن المواجهة، وبالتالي تعطي إملاءاتها لآخرين يقومون بالدور نيابة عنهم.ما الأنفع لنا اجتماعياً ومؤسساتياً؟هذا هو السؤال المفروض طرحه.من يطلق الإشاعة إما هو من النوع الذي ذكرناه في بداية المقال? أو فرد من «القيادة الخفية» أو محيطها.لذلك? فهم - وإن كانوا مسلمين بالفطرة - ألا إنهم يجهلون معنى الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».الفاسق يكذب? الفاسق يفتري? الفاسق يقول ما لم يقع...!وعليه? هذه القاعدة الإسلامية يجب أن تطبق وتتم محاسبة كل فاسق/‏ كاذب كي نتوصل إلى السبب إن كان من هوى نفسه أو لأنه تلقى إملاءات من مصدر مجهول لدى متلقي الإشاعة.نذكر بقصة سيدنا سليمان مع الهدهد حينما حدثه عن قوم يعبدون الشمس... «قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين»... فمبدأ التحقق مبدأ أصيل لا يجب تجاهله.أصحاب الإملاءات لا يقتصر شرهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بل حتى في العمل المؤسسي تجد كثيراً من القرارات يأتي عبر إملاءات «عينوا فلان? رقوا فلان? شيلوا فلان? وافقوا على مناقصة فلان واستبعدوا فلان وعلان»، وغيرها من الأمور المخالفة لكل الأعراف المنظمة للعمل المؤسسي، وهي سبب رئيس في تفشي الفساد.الإملاءات في المدى المنظور: ما مصيرها؟

الزبدة:أعتقد اعتقاداً أقرب إلى اليقين أن الحل الوحيد لإصلاح الحال والبال يبدأ من محاسبة كل فاسق «فاسد/‏ كاذب»، يقف وراء الإملاءات... هذا على المستوى الاجتماعي.ومؤسساتياً يجب التحقق من بعض القرارات ومن يعطي الإملاءات ومن ثم استبعاده، فصلاح العمل المؤسساتي يبدأ من اختيار الكفاءات وفق معايير واضحة. منهج محاصصة? ترضية أو تبادل مصالح قد أرسى قواعد الإفساد التي نراها في كل ركن.اتركوا الإشاعات وابعدوا أصحاب الإملاءات فذلك أنفع... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi