يبدو حلم المدينة الذكية في منطقة جنوب سعدالعبدالله بعيد المنال، تماماً مثل بيض الصعو، في ظل المؤشرات والمعطيات التي تؤكد غياب أي تحرك جدي لإزالة المعوقات القائمة منذ سنوات.ففي رد على سؤال برلماني، تهرّبت وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان جنان رمضان، من تحديد موعد لتوزيع قسائم مشروع جنوب سعد العبدالله الاسكاني على مستحقي الرعاية السكنية، بحجة أن المشروع نوعي وستشكل له شركة خاصة لإدارته، كما أنها لم تحدد مدة زمنية للبدء في تنفيذ المشروع على ارض الواقع، فيما طلبت مزيداً من الوقت للانتهاء من إزالة المعوقات التي تواجه المشروع، والتي تنصلت منها وأحالتها على جهات أخرى، حيث تنتظر الهيئة العامة للصناعة لتزيل الاطارات، و«الزراعة» لتزيل مزارع الدواجن، معتبرة ان ازالة المعوقات ليست من اختصاص «السكنية».وفي الرد على السؤال الذي تقدّم به النائب علي الدقباسي بخصوص مشروع جنوب مدينة سعد العبدالله الإسكاني، قالت رمضان إن «العدد الإجمالي للوحدات السكنية بالمشروع يبلغ نحو 30 ألف وحدة سكنية، وجار إعداد البرنامج الزمني لتنفيذ المشروع، وسيتم الإعلان عنه حال الانتهاء من إعداده واعتماده»، من دون أن يكون هناك موعد للانتهاء.وأضافت «أما بخصوص معوقات تنفيذ المشروع، فإن هناك بعض الإجراءات التي يجب اتباعها والتي تتطلب مزيدا من الوقت للانتهاء منها لبدء تنفيذ المشروع، وتتضمن تلك المعوقات إزالة العوائق القائمة بموقع المشروع والتي تتبع جهات عدة بالدولة يجري التنسيق معها». وأشارت الى انه «في ما يخص الاتفاقية الموقعة مع مؤسسة كوريا للأراضي والإسكان، في شأن تطوير مشروع جنوب مدينة سعد العبدالله الإسكاني، فإنه يجري حالياً إعداد الدراسات القانونية والاقتصادية الخاصة بالشراكة بين حكومة كل من الكويت، ممثلة بالمؤسسة العامة للرعاية السكنية وحكومة جمهورية كوريا، ممثلة بمؤسسة كوريا للأرضي والإسكان، لإنشاء وتطوير المشروع كأول مدينة ذكية في الكويت».وتابعت «كما يجري العمل حالياً على استكمال أعمال التخطيط والتصميم التفصيلي وإعداد كافة الدراسات الفنية والبيئية والاقتصادية للمشروع، وقد تم التعاقد مع شركة لاند أند هاوسينغ - فرع مؤسسة كوريا للأراضي والإسكان بالكويت - لإعداد الخدمات الاستشارية لتخطيط وتصميم المشروع وذلك بتاريخ 3 ابريل 2017». ولفتت الى انه «جار حالياً إخلاء موقع الإطارات المستعملة في مردم ارحية، بواسطة الهيئة العامة للصناعة، أما بخصوص أسباب عدم إخلاء الموقع من تلك الإطارات بشكل نهائي حتى تاريخه، فإن ذلك ليس من اختصاص المؤسسة، وتقوم المؤسسة بالتنسيق مع الهيئة العامة للصناعة بشكل دائم لإزالة تلك الإطارات»، مشيرة إلى أنه توجد في موقع المشروع مزارع خاصة بتربية الدواجن تتبع الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية وتقوم المؤسسة بالتنسيق مع الهيئة بشكل دائم لإخلاء تلك المزارع.وذكرت ان «المؤسسة العامة للرعاية السكنية تقوم برفع تقارير دورية (ربع سنوية) إلى مجلس الوزراء، والذي بدوره يقوم بإحالتها إلى لجنة الخدمات العامة، ويتضمن التقرير آخر موقف للعوائق بموقع المشروع، ومرفقاً به كافة المراسلات المتبادلة بين المؤسسة والجهات المعنية بتلك العوائق، حيث تقوم لجنة الخدمات العامة بدورها في التنسيق مع الجهات المعنية وإصدار التوصيات اللازمة بهذا الشأن».وعلقت رمضان على موعد تسليم القسائم للمواطنين بالقول «إن المشروع ليس مشروعاً نمطياً، يتم تنفيذه مباشرة من قبل السكنية، عن طريق طرح مناقصات، وسيتم تأسيس شركة بالشراكة بين المؤسسة العامة للرعاية السكنية ومؤسسة كوريا للأراضي والإسكان، لتنفيذ منتجات إسكانية متعددة بالمشروع لمستحقي الرعاية السكنية تتم وفق آلية المطورين العقاريين، وذلك بعد أن تتم إزالة كافة العوائق».