كشف الكاتب والمنتج والمخرج حامد العلي عن باكورة أفلامه السينمائية «طريق الهاوية»، منوهاً إلى أن الفيلم يحمل رسالة واضحة وصريحة إلى أبناء المجتمع، محذراً من آفة المخدرات، التي أمست خطراً يهدد الجميع ويقض مضاجع الأسر كافة، لا سيما في المجتمعات الغنية. العلي، أوضح في حوار مع «الراي» أن الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية، كما يضم نجوماً لهم ثقلهم في الساحة الفنية، من طراز الفنان جاسم النبهان، لافتاً إلى أنه كمخرج ينحاز إلى الأعمال البوليسية، «التي تعتمد على التحقيقات والتحري والطب الشرعي». في السينما أيضاً، تطرق العلي إلى فيلمه التالي «المحاكمة»، مُلمحاً إلى أن أبوابه مفتوحة أمام المنتجين الراغبين في إنتاجه.
• في البداية، نود التعرف أكثر على المخرج حامد العلي، فمن أنت باختصار؟- أنا خريج كلية التربية الأساسية، ثم درست بعد ذلك في جامعة الكويت قسم الإعلام، ومن هناك بدأت رحلتي في التعرف على عالم الفن، فبدأت بكتابة السيناريوهات وعرضها على الكتّاب ممن سبقني كالمرحوم حامد حنفي، وغيره من قرّاء النصوص في وزارة الإعلام، وبدأت أتعرف على عالم السيناريو وأشكاله.• في رأيك، هل باستطاعة الأفلام الكويتية الحالية أن تصنع سينما؟- لناحية العدد، لا يمكن أن نقول إننا في الطريق إلى صناعة سينما، ولكن لا شك أن القابلية موجودة في الخليج ككل، لتحويل مسيرة هذه الأفلام إلى صناعة، بالتعاون مع الدول الإقليمية والعربية التي سبقتنا في التجربة.• هل نجحت في كتابة النصوص؟- لا أسميه نجاحاً إذا قست ذلك بالمجهود المبذول، ولكن نجحت بالتعاون مع مؤسسة «بونو» للإنتاج الفني، حيث طلبت مني ثلاثين حلقة تاريخية باللغة العربية، وقد أنتج المسلسل وعُرض في قنوات فضائية، وكان من تمثيل نجمين عربيين كبيرين، هما منى واصف وأيمن زيدان.• وماذا عن أعمالك في الكويت؟- كتاباتي كثيرة، ولكن لم أوفق في تسويقها لغاية الآن، فأنا أميل إلى كتابة المسلسلات البوليسية ذات الطابع الذي يعتمد على التحقيقات والتحري والطب الشرعي، ولم أجد من يكمل معي المسيرة إلى الإنتاج، ولهم في ذلك أسباب أقدرها، فلربما يكون هذا النوع من المسلسلات مكلفاً.• لماذا توجهت من الكتابة إلى الإخراج والإنتاج؟- للأسباب السالف ذكرها، فأنا لم أنجح في تسويق نصوصي، مع أنني أرى أنها مناسبة ومعقولة، لذلك قررت أن أنتجها بنفسي، وأخرجها بنفسي، فإن لي تجربة بسيطة أحببت أن أعمقها في الكويت في محيطي المليء بالفنانين والمخرجين والمنتجين، خصوصاً مع المشرف العام على الفيلم خالد جمال، الذي عرّفني على فريق العمل وفتح لي الأبواب في هذه الساحة.• عادةً يدرس المخرجون الإخراج، أو يتطورون في عملهم، كالعمل مصور أو مساعد مخرج، أما أنت فلم تعمل في أي من ذلك؟- أنا كاتب نصوص قبل أن أمارس الإخراج كهواية، وأميل إلى إخراج أعمالي من خلال رؤيتي للعمل أثناء الكتابة، فكل كاتب ينسج مشهداً في مخيلته كاملاً، بشخوصه وانفعالاته وديكوره وحركة الكاميرا، لذلك لا يجد صعوبة في تحويل الأمر إلى حقيقة، بالاشتراك مع فريق فني يحول المكتوب إلى واقع. • حدثنا عن فيلمك الأول «طريق الهاوية»؟- أحاول من خلال الفيلم أن أكون مخرجاً محافظاً، فلا أميل إلى تصوير مشاهد يتحفظ منها كثير من أبناء المجتمع، وقد كتبت نصاً درامياً توعوياً ومشوقاً، اقتنعت به مجموعة من النجوم والممثلين، مثل جاسم النبهان وناصر كرماني وعبدالعزيز مندني وأحمد مساعد، وغيرهم ممن ساهموا في إنتاج العمل، حيث استغرق تصويره خمسة أيام فقط.• كيف وجدت العمل مع فنان كبير من طراز جاسم النبهان؟- بعد اقتناعه بالنص، بدا الأمر بعد ذلك سهلاً، فالنجوم المخضرمون «لا يتعبونك» في التصوير، لأنهم يفهمون المطلوب منهم بسرعة، لخبرتهم الطويلة، كما يعرفون متطلبات العمل الفني كافة، فيختصرون على المخرج الكثير من الجهد وتكرار التصوير، ولا يصعب عليهم أن يأخذوا الإرشادات من المخرج، كونه المسؤول الأول والأخير عن نجاح العمل من عدمه. فعلاً، العمل مع النجوم الكبار سهل وممتع.• ما هي قصة الفيلم؟- يرصد العمل المخدرات، التي تعد آفة المجتمعات الحديثة، خصوصاً الغنية منها، ويصاحب انتشارها قصص درامية مختلفة على مستوى الأسر والأفراد، مفادها أن المخدرات «طريق هاوية». الفيلم يطرح قصة مستوحاة من أحداث حقيقية، لكنها مشوقة، أهدف من خلالها إلى تبليغ رسالة إلى مجتمعي، أو التأكيد على رسائل سابقة لتعزيزها.• بعض الأفلام الكويتية ناجحة جداً، بينما لم يكتب النجاح لبعضها، فهل تتوقع نجاح فيلمك؟- أتمنى، فقد بذل فريق العمل مجهوداً كبيراً، أتمنى أن يكلل بالنجاح، علماً أن عوامل النجاح تتوافر بنسب جيدة في الفيلم.• كيف تصف الإمكانات الموجودة حالياً لإنتاج العمل السينمائي؟- ربما تكون متوسطة أو أقل من المتوسط، فليس المطلوب هو مجرد أن يكون العمل بتقنية «4K» حتى يكون سينمائياً. هناك عوامل عديدة يجب أن تتوافر مستقبلاً إذا أردنا تحويل هذه التجارب الفنية إلى صناعة. أما الوضع الحالي، فإنه ليس وضعاً احترافياً، لذلك يلجأ الكثير من المخرجين للمونتاج خارج الكويت، فإذا أرادت الدولة تحويل هذه التجارب إلى صناعة، فسوف تزدهر.• ما هي الصعوبات التي واجهتكم في «طريق الهاوية»؟- أولها حرارة الطقس، حيث تم التصوير في الصيف، وفي الصحراء أيضاً، وثانيها الأخطاء الفنية التي يصعب تداركها إلا بجهد ومال.• متى سيعرض الفيلم؟- آمل أن يجتاز شروط شركة السينما فيعرض على شاشات السينما الكويتية قريباً، ومن ثم يبث على الفضائيات، فالفيلم يحمل رسالة تخص كل أسرة. وقد تسلمت أخيراً «بوستر» الفيلم، وخلال الشهر الجاري أتسلم «البرومو»، وفي حال مضت الأمور بشكل طبيعي، سأنتهي منه في نهاية شهر أكتوبر، وأبدأ بتسويقه، وبعدها يكون قرار العرض بيد المسؤولين.• في الختام، هل من مشروع فني مقبل؟- لديّ نصوص لأفلام عدة، ويتقرر أن يكون فيلمي المقبل بعنوان «المحاكمة»، كما أن الباب مفتوح لأي منتج يرغب في إنتاجه.