عالم السيارات من العوالم التي تستهوي الشباب كثيرا وتنال اهتمامهم وتصبح معشوقة لهم... او على الأقل لشريحة كبرى منهم فنرى مجاميع من هؤلاء يتفننون في هذه الهواية فهناك من يجعل سيارته خاصة للسباق وهناك من يهوى «التفحيط» ومنهم من يجعل سيارته اشبه بمحل زينة... وهناك من يحسن تمضية وقت فراغه مع سيارته دون ان يؤذي نفسه او يؤذي الآخرين... من دون ان يمنع ذلك بالطبع وجود هذه الشريحة القليلة ممن يسيرون بطريق خاطئ للهواية.«الراي» استطلعت الآراء حول الاسباب الكامنة وراء ما يقوم به الشباب من استهتار ورعونة في سوء استخدام القيادة فألقى البعض اللوم على الشباب انفسهم والاسرة ووزارة التربية وادارة المرور بينما القى الشباب اللوم على الجهات المسؤولة مطالبين برابطة تجمعهم كاشفين عن اسرارهم ووسائل تجمعهم وكيف يديرون فيما بينهم شؤون هوايتهم.
صورة لمالكها!يعتقد مشاري السميان ان السيارة هي صورة تعبر عن صورة مالكها بالضبط ويرى ان لكل شاب طريقته الخاصة فللشباب وسائل كثيرة للتعبير عن شغفهم وولعهم بالسيارات فمنهم من يجد بالتسابق وسيلة للتعبير وبأن سيارته هي الاسرع، والبعض يستخدم الاستعراض (التفحيط والتقحيص) للتعبير بأنه سائق من الطراز الأول وهو المميز بين اقرانه فتجد البعض يلقب نفسه بألقاب غريبة عجيبة كالزعيم والوحش وقاهرهم... الخ.ويضيف السميان بأن الشباب تجدهم يسعون لاقتناء سيارة مخصصة لهذا الغرض حيث يبحث هؤلاء الشباب عن وسائل لتعديل محرك سيارته لتعطي اداء افضل ويوجد شركات متخصصة بهذه الامور وهناك بعض الكراجات تشتهر بهذه التعديلات وبها خبراء في منطقة الشويخ الصناعية وتصل اسعار قطع غيار هذا التعديل لإضافة القوة والسرعة للسيارة إلى آلاف الدنانير وهي معروفة لدى الشباب كـ «وايرات الديلكو الأصفر»، و«رنغات من انواع معينة» وفيهم من يقوم بطلاء الغطاء الخارجي للماكينة «بالكروم» الفضي اللامع ووضع بعض الأنظمة الـ sxstems وعيارات «الديلكو» والبعض يسافر لدولة الامارات والمملكة العربية السعودية ولأميركا واليابان من أجل بعض القطع!ويؤكد السميان انه وللأسف ان الشباب يعتبر هذه هوايته الاولى بينما لا نجد رابطة تشمل هذه الهواية في السابق كان هناك رابطة للشباب تم اغلاقها والآن الشباب لا يعرف إلى اين يتجه لا سيما في ظل غياب الهيئة العامة للشباب والرياضة عن انشطتهم وكلنا امل بإعادة عمل الرابطة للشباب.ويختم السميان انني مع التعديلات في بعض الانظمة الصوتية والديكورات الداخلية حيث امتلك سيارة دفع رباعي رياضية وقمت بإجراء بعض التعديلات عليها كديكوراتها الداخلية رغبة مني لوضع بعض اللمسات الفنية لكي تميز سيارتي عن مثيلاتها من الدفع الرباعي الرياضي.
ارحموا الشباب!اما فهد الكندري فيقول ان الشباب لا احد يرحمه او يقدر هوايته سواء من الدولة او من الأهل بل حتى المجتمع يرفضنا وينظر الينا بأننا مجموعة من المراهقين او المزعجين غير المرغوب بهم رغم ان هواية السباق تعتبر من الهوايات العالمية وهي رياضة معترف بها دوليا لكن عدم وجود تشجيع ودعم ومقر مجهز واندية من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة والجهات المسؤولة جعل العملية عشوائية.ويتابع الكندري ان هواية السباق (المقاوم) تتم بين الشباب للاثبات ان والله سيارتي اسرع من سيارتك وهي في الغالب ما تكون على رهان يتم وضعه عند حكم معين بينهما وتقوم سيارة بقطع المسافة على امتداد الطريق حيث تقاس على عدد اعمدة الانارة وبالغالب ما تكون من نصف كيلو (500 متر) إلى 1000 متر (كيلو) والرهان إما يكون على مبلغ من المال او على رنغات السيارة الاخرى مع توايرها وعلى السيارة ذاتها ويكون في الطرق السريعة كطريق العبدلي او طريق السالمي او طريق الوفرة ويكشف الكندري بعضا من اسرار هذه الهواية قائلا ان بعض السيارات تكون ملغومة وهذا حق مشروع كإضافة «كام» او «سيستم» او «السوبر شار جر» ولزيادة الاندماج والاستمتاع تجد البعض يضع «سيستم اقزوز» او «هدرز» او تجد ماكينة سيارته نوع استروكر اضافة إلى استخدام الغاز المعروف بـ النوز.ويؤكد الكندري حرصا منه على السلامة نبتعد عن المناطق السكنية ونتجه إلى الطرق البعيدة لكي نمارس هوايتنا دون مطاردات من رجال الأمن الذين كثيرا «ما يخربون علينا» جمعتنا ويفركشون «المقاوم» السباق. ويكشف الكندري لـ «الراي» ان الشباب لهم شبكات عبر الانترنت ومواقع خاصة بهم واتصالات ولكل «مفحط» جمهور وكراج يختص لتجهيز السيارة له والجو والمكان وكأنه عمل تجاري يتعاونون جميعا لإنجاحه.
جيتي تجيب الراس!اما فهد العازمي فيعلق مبتسما انا ما يجيب راسي الا (جيتي 81) اللي ما بعد «موتر» ولا اذا كان بعد «رنغات» «زد» وهدرز من اللي يحبه قلبك اشهد انه يسوى عرب!ويمضي العازمي قائلا هناك بعض الربع يحافظ على «موتره» وما يسرع ويقحص وهناك اللي «يعبطها» خصوصا اذا كان المطر توه نازل والارض والشارع رويان اشهد انه يفجر ماكينة الموتر ويجلد التواير!
ابو زايد وبس!ويشاركه الحديث عبدالله الهاجري قائلا ابو زايد وبس (z*280) لا تقولي (جيتي 81) لاجاك عليه مترجم وارد اليابان مو الاميركي (تو يست) هذا اللي لا دور بعد موتر ياكل الارض اكل ويفتر فر.ويتطرق الهاجري إلى بعض العبارات تتم كتابتها على السيارة مثل (غرك زمانك - ليش عنيد - عزاه - لعيونك - قاهرهم) وهي تختلف من شخص إلى آخر البعض يكتبها لكي يلفت الانتباه والبعض الآخر يكتبها اذا كان عاشق شي حالها حال الاغاني الشعبية لعبدالله الصريخ وفهد السعيد وعيسى الاحسائي وبشير حمد شنان وهذا الجيل من المطربين العمالقة...!
بصراحة... ودون لف أو دوران!اما جاسم احمد القلاف فيبدأ حديثه قائلا: بكل صراحة وبلا لف او دوران انا مضبط الموتر وقاط عليه فلوس حق القز على شان الموتر يكون مميز على شان جذي صابغه لون فاتح ومغير الداخلية فاتحه ومسوي شاشات عرق والابواب لامبو وليتات زينون وشغل عدل نبي نقز، ويضيف القلاف شارع الحب مليء بالموتر مثل (هالنمونه)! ولا بعض الشباب سياراتهم من 20 ألفا إلى 80 ألفا سعر السيارة «يعني حق شنو بالله ما يبيله حجي حق القز والفرارة وضبطني اضبطك».ويختم القلاف: «انا ادري الربع بيذبحوني طق بس خربتها اليوم والرزق على الله!».اما ابو بدر احد اولياء الأمور له نظرة خاصة حيث يعيد الاستهتار والرعونة التي يقوم بها الشباب من التفحيط إلى الاهل والتربية فالشباب كالمادة الخام حيث تشكلها تنتج فإن اتجه الشباب إلى التعلق بالمساجد وحب الله وطاعة الوالدين ووجد لنفسه هواية مفيدة تفيد مجتمعه منذ الصغر وبمتابعة ولي الامر لوجدته بعيدا عن «التقحيص والتبحيص» لكن المشكلة بنا نحن اولياء الامور، ويروي لنا ابو بدر قصة احد الشباب الذي كان يزعجه باستمرار قائلا: كنت كلما اعود من العمل واخلد للنوم يأتي احد الشباب القاطنين بالقرب من منزلنا لديه سيارة z*280 قام بعمل ثقب «بالاكزوز» وكل يوم يأتي امام منزلي ويضغط البانزين فيخرج هذا الصوت المزعج وبمجرد خروجي له لا اجد منه إلا دخان سيارته واستمرت الحال اكثر من اسبوع وذهبت لأهل هذا الشاب اشكو اليهم ما يفعله لكن كان ردهم «ولدنا ما نقدر عليه...»!
نصيحة لله!وفي احد الايام وجدت هذا الشاب صدفة في فرع الجمعية واخذت بنصحه وان ما يقوم به غلط وازعاج لجيرانه وانك رجل الآن ولست طفلا وما ان انهيت كلامي إلا شكرني وذهب وما ان ركب سيارته إلا قحص بوجهي قائلا... لعيونك لعيونك!وسبحان الله وسبحان مغير الاحوال حدث حادث لهذا الشاب وكسرت ساقه وقعد فترة كبيرة في المستشفى وبعد فترة من معافاته الا واجده اول الحضور للمسجد ملتزم يشع النور من وجهه ولله الحمد الذي اراحنا من مصيبة تقحيصه وخلانا نرتاح الظهر بالقايلة. ويشير ابو بدر ان الشباب ينقصه المتابعة والحرص من الأهل فلا يجوز ما ان يكمل عمر الشاب 18 سنة وركض ولي الامر إلى وكالات السيارات مشتريا له سيارة سبورت رياضية بـ 10 آلاف و12 ألفا يزعج جيرانه والارض لا تسعه من السرعة معرض حياة الآخرين للخطر يجب متابعة الابناء ونصحهم وتوجيههم بل معاقبتهم على الخطأ يعلم الله ان حتى رجال الامن ما يقدرون على الشباب ومشاكلهم فأسأل الله التوفيق للجميع وهداية ابنائنا.
أقصى العقوبةاما سالم عماش العنزي فيخالف الجميع قائلا: ان كان الشخص المفحط ( (المقحص) عارفا ومدركا لما يقوم به وانه من الممكن ان يتسبب بضرر لنفسه وبغيره وممكن ان يزهق الارواح ويؤدي بعمله هذا للموت فهو يستاهل اقصى عقوبة وهي القصاص.فالمسؤولية تقع اولا واخيرا على الشباب انفسهم فأولياء الامور نبهوا ابناءهم بشكل كبير جدا والمسؤولون في ادارات المرور مو مقصرين ورجال الدوريات ابتلشوا يطاردون من ولا من فلو فكر هذا الشاب الذي يستهين بقوانين المرور ويعرض حياة الآخرين للخطر ان امه التي تعبت عليه وابوه الذي تعب لكي يجعله رجلا له قدر وهو ذاهب كي يفحط ويودي بنفسه للهلاك وبحزن امه وابيه واهله عليه فماذا عساه ان يفعل فالله سبحانه وتعالى قال «وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين» فتذكر ايها الشاب ان الله تواب رحيم وان باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها وان يتدارك الوقت قبل الندم، ويتابع العنزي اخي الشاب ماذا ان توفيت وانت تفحط اي تنتحر فالمنتحر كلنا يعلم ما جزاء المنتحر!؟ اعلم اخي ان حريتك تنتهي عند حرية الآخرين.
مفاهيم مغلوطةويبدأ الدكتور الاسد عمر حديثه قائلا ان المفاهيم المغلوطة وقلة الوعي هما من يورد الى التهلكة في كل يوم تشهد الطرق الكثير من الحوادث المرورية المأسوية التي تودي بحياة الكثير من الضحايا نتيجة لأسباب منها عدم قراءة العواقب ونقص الوعي بقوانين المرور في اعطاء الطريق حقه والتهور والطيش وتخطي السرعة القصوى وضرب التعليمات المرورية بعرض الحائط.ويذكر د. الاسد عمر ان الشباب يريد حزما اكثر من ذي قبل فالشباب الآن يقوم بالتفحيط وتعطيل حركة السير ومنهم من يقود السيارة بحالة من السكر والعربدة والسماع إلى زعيق وصياح الاغاني الغربية ويرى د. الاسد ان الحل يكمن في طرق الوقاية خلال التحلي بالذوق الحميد ومكارم الأخلاق والحذر والانتباه ونشر الوعي المروري بزراعته في اثناء الشباب من الصغر خلال تعاون مشترك بين ادارات المرور ووزارة التربية حتى نخلق جيلا واعيا متأنيا كما نشدد على تحري التدقيق قبل اعطاء رخص القيادة والتأكد من المتدرب قبل اجازته للقيادة دون (واسطة) لحفظ الأرواح لا ازهاقها وقتل الأبرياء وتعريض الجميع للخطر.
مسؤولية الحوادثاما المهندس ايمن حسن يحمل الشباب مسؤولية اكثر الحوادث التي تحدث بسبب استهتار الشباب حيث تؤدي قيادة اللامبالاة والسرعة إلى وفاة الكثير من المواطنين والمقيمين ويتصور المهندس ايمن ان اسباب هذا الاستهتار من الشباب يعود إلى التربية الاسرية فهي المسؤولة والمتابع لأبنائهم والصاقل لأخلاقهم حيث تتطلب التربية وعيا بخطورة التهاون في السماح للصغار بقيادة السيارات فالحوادث المرورية التي يتسبب بها الصغار تتزايد وعواقبها ندم وحسرة ولكن متى؟! بعد فوات الاوان ويشير المهندس ايمن انه كذلك لادارات المرور دور يجب ان تتبعه خلال المتابعة لحركة السير والتقليل من قيادة الصغار للسيارة وتحرير المخالفات دون رحمة فحياة البشر ليست بسيطة فيجب تفعيل القانون بحزم وتطبيق القانون وايجاد قوانين جديدة تحد من هذه الممارسات فالرسول صلى الله عليه وسلم قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). ويتابع المهندس ايمن قائلا يجب ان يكون هناك ثقافة مرورية في المدارس وجعلها إما في مقرر منفصل او دمجها بمقررات وطنية كالتربية الوطنية، ويقترح المهندس ايمن انشاء نواد وروابط للسيارات في كل محافظة لكي يفرغ الشباب ما لديهم من شحنات معدة بكافة التجهيزات فالهدف هو الوصول إلى تفهم وادراك لمعنى القيادة الواعية وفقا لضوابط المنظم وبالتأكيد فإن ذلك سوف يؤثر في مستوى ثقافتهم ووعيهم السلوكي في قيادة السيارات بشكل ايجابي.
إبراهيم الشريفي: من أمن العقوبة أساء الأدب! محمود المناور: فتشوا عن دور الأسرة... الغائب
الدكتور ابراهيم جارالله الشريفي (دكتوراه في فلسفة الادارة الحكومية من جامعة اكستر في بريطانيا) يرى ان هناك اسبابا عدة مشتركة تفسر ما يقوم به الشباب من استهتار ورعونة وتعريض حياة الآخرين للخطر وذلك خلال ضعف القانون وتطبيقه «فمن أمن العقوبة أساء الأدب» لذا تجد الكثير من هذا الجيل غير مكترث بالقوانين ولا رجال الامن ولا حتى احترام لسيارة الأمن التي تتواجد في موقع بينما تجد الشاب (يقحص ويفحص) امامها غير مكترث بها وان تم القبض عليه وتحرير المخالفات ضده تجد الواسطة لعبت الدور المهم وبالتالي نجده يعيد الكرة تلو الكرة ويتطرق د. الشريفي إلى ضعف آخر وهو قانون الاسرة في التربية ومتابعة ابنائها واسلوبها المتبع مع الابناء بين الرخا والشد فنجد الاسرة تتجاهل العقاب على الخطأ بل تقوم بعملية التشجيع الخاطئ لهذا المراهق حتى تفلت زمام الامور من هذه الاسرة فنجدها بطبيعة الحال تردد «ولدنا ما نقدر عليه» فتتركه يعرض حياة الآخرين للخطر وفي بعض الاحيان تزهق الارواح من اعمال المراهقين ويا ريت اللي حصل ما كان.وهناك سبب آخر وهو الحزم بتطبيق القانون وتنفيذه فالتطبيق هو النقطة المهمة كما ان وزارة التربية كذلك لها دور فنظام التعليم في وزارة التربية ضعيف جدا ويجب خلق جيل يحترم قوانين المرور يلتزم بالارشادات عبر خلق ثقافة مرورية بالمقررات الدراسية وذلك يتم عن طريق تعاون وزارة التربية مع وزارة الداخلية لخلق جيل واع فللأسف وزارة التربية لا تربي الاجيال بل فقط تلقن العلم بالملعقة فيجب ان تقوم بواجبها الحقيقي اما ما تقوم به من مجالس للآباء ما هي إلا امور رمزية. ويختم د. الشريفي حديثه بتوجيه نصيحة للمسؤولين بوزارة الداخلية وتحديدا للادارة العامة للمرور بالتعاون مع مسؤولي وزارة التربية والتركيز على مرحلة المراهقين في المتوسطة والثانوية لخلق جيل مروري واع يحترم القوانين ورجال المرور فالقيادة ادب وأخلاق. ومن جهته، يقول المحامي محمود المناور ان الاسباب الرئيسية وراء استهتار ورعونة الشباب في قيادة السيارة هي غياب دور الاسرة واللامبالاة التي يتربى عليها الاطفال إلى الوصول لسن المراهقة، بحيث عندما يقع الشاب في خطأ لا يجد من يعاقبه من أب او أم. ويضيف المناور ان الانفتاح الاعلامي ومحاولة تقليد المشاهد التلفزيونية مع عدم فعالية القوانين التي بالتالي تجعل الاحساس بالمسؤولية يفقد جانبا كبيرا من الأهمية. ويختم المناور ان العالم الثالث يعيش في حالة فوضى تتركز في عالمنا العربي حيث المجتمع يقلد النمط الغربي مما يسبب الاستهتار في كل شيء وبغياب الاسرة من الطبيعي ان نرى هذه الامور من المراهقين كالتقحيص والرعونة وما شابه ذلك. ويقول الدكتور موسى محمد الانصاري (دكتوراه علم النفس من جامعة شيلفيد واستاذ كلية التربية الاساسية) ان ظاهرة استهتار ورعونة الشباب اثناء قيادة السيارات او سلوكهم المرفوض في ظاهرة التقحيص لم يأت من فراغ. فقد اشار منذ فترة طويلة مؤسس مدرسة التحليل النفسي سيجموند فرويد بأن هناك غريزة عند الانسان تظهر لديه في مرحلتي الطفولة المتأخرة والمراهقة وتسمى بمرحلتي الكمون والمرحلة التناسلية، ففي هاتين المرحلتين يكون الفرد مزودا بطاقة جنسية تؤثر على سلوكه وهذه الطاقة يسميها فرويد «الطاقة الشبقية» والتي تكون مسؤولة عن قوته وطاقاته فكل ما يبدو به الشاب من سلوك للفت انتباه الناس يكون بسبب هذه الطاقة فالشباب يريدون التنفس عن طاقاتهم بالانشطة المتاحة امامهم مثل سباق السيارات والتمتع بسرعة القيادة من خلال سياراتهم الرياضية، وخصوصا ليلفتوا انتباه الفتيات فهنا يقول عالم النفس فرويد بأن السبب في هذا هو الرغبة الجنسية او الطاقة الشبقية. ويؤكد د. الأنصاري ان المجتمع الواعي او الافراد الواعيين يجب ان يحاربوا الممارسات او الظواهر غير الاخلاقية او الخطرة وتوعية الشباب عن الابتعاد عنها وخصوصا استهتار ورعونة الشباب في قيادة السيارات لما تسببه من الموت او عجز في البدن والتشوهات الجسمية. ولعل ما يشجع الشباب لهذه الظاهرة هو احساسهم بعدم وجود الرادع الملموس المباشر كحجز سياراتهم وسحب رخصة القيادة وسجنهم، ومثلما يقولون: «من أمن العقوبة اساء الأدب» كذلك نجد وجود الفراغ لديهم وهو السبب في انتشار ظاهرة رعونة الشباب في قيادة السيارات. وكثيرا ما نقرأ في الصحف اليومية عن خسائر الأرواح
تأهب للانطلاق
اكسسوارات للقوة
بيانات عن دليل القوة
استعداد للعرض