الهدى طريق يبعث على الرفعة، ويشير الى الخير ويعمل على اجتثاث الظلم ومحو الظالمين.وإن المصلحين دائماً يحملون مشعل الهدى، ليكون وميضاً زاهراً يهتدي به جميع الذين يطمحوا إلى حياة كريمة ممتلئة بالحرية، لذلك نهض أبوالأحرار الحسين ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليهدي القوم بعد أن وجدهم قد ضلوا عن طريق الحق، أرادهم أن يسلكوا سبيل الهدى.فخاطبهم بقوله: «يا قوم إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي»، قابله القوم بالعنف والظلم والشدة والجور والاستبداد.قابلهم أبو الشهداء بالنصيحة والجدال بالتي هي أحسن.لكن: قست القلوب فلم تمل لهداية، تباً لهاتيك القلوب القاسية.واجههم أبو الضيم هو وأهل بيته وأصحابه، أراد لهم الهداية فأبوا إلا أن يضلوا، قابلوه بكل أساليب العنف والقسوة لم يجعلوا للإنسانية سبيلاً، ولا لسمات الدين الحنيف طريقاً.منعوا عنه وعن أصحابه وأهل بيته الماء، حتى الطفل الرضيع أراد له شربة من الماء، فأبوا أن يرحموه، فسددوا إلى نحره سهماً محققاً فأرداه صريعاً مخضباً بدمه، ما أقساها من قلوب وما أشده من يوم «يوم عاشوراء»، الحق جابه الظلم والظالمين، فأبى الظالمون إلا أن يقتلوا الحسين وأهل بيته وأصحابه جميعاً، فأصبحت دماؤهم فواحة تنشر الخير وتقضي على الظلم والفساد.وقفت الحوراء زينب ترعى الأطفال والعيال بعد واقعة الطف، باشارة وتوجيه ورعاية من الإمام زين العابدين عليه السلام.فهي شاطرت أخاها في المحنة والصبر على البلاء. وتشاطرت هي والحسين بدعوة حكم القضاء عليهما أن يندباهذا بمشتبك النصولوهذه في حيف معترك المكاره في السبااليوم جميع المسلمين يستصبرون نهضة أبي عبدالله الحسين عليه السلام، ويتعلمون دروساً في التضحية والفداء، والجدال بالتي هي أحسن ونبذ العنف وصد الطغيان.إن الحكماء والمصلحين تعلموا من الحسين كيف يكونوا مظلومين فانتصروا، لأن أبا عبدالله الحسين هو منارة تشع الخير والرحمة والصلاح والإصلاح حتى تكون الأمة في استقرار ووئام، تسعى في رحاب من الهدى وأوساط تشير إلى الحق والخير والسبيل المستقيم.سيدي يا أبا الشهداء... آفاق ممتلئة بالظلم والاستبداد والبطش والقتل والتنكيل والتعذيب في أرجاء الدنيا.نسأل الله الكريم ان يبدد هذه الآثار عن آفاق هذه الدنيا، ويكون سبيل جميع المصلحين هو طريق أبي عبدالله الحسين عليه السلام بالهداية والنصح والإرشاد.السلام عليك يا سيدي يا أبا الشهداء، يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً، وعلى الكوكبة التي حلت بفنائك وأناخت برحلك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته.فداء لمثواك من مضجعتنور بالابلج الأروعبأعبق من نفحات الجنانروحاً ومن مسكها أضوعورعياً ليومك يوم «الطفوف»وسقياً لأرضك من مصرعوحزناً عليك بحبس النفوسعلى نهجك النير المهيع