وراء كل عمل ناجح قائد مُلهِم، يطرح الرؤى المستنيرة، ويبث الحماسة في نفوس أبطاله!ولا يختلف اثنان، على براعة المخرج منير الزعبي في قيادته للعمل الفني داخل البلاتوهات، وقدرته على المنافسة كل عام، حتى أصبح رقماً صعباً يَحسبْ منافسوه... له ألف حساب.الزعبي، أوضح في حوار مع «الراي»، أن الدراما الكويتية أمست تحلّق في أرجاء الوطن العربي، وأصبحت القنوات العربية تتسابق لعرضها على شاشاتها. على جهة أخرى، شدد الزعبي على أنه يتعامل بحذر شديد مع من وصفهنَ بـ«الأهرامات الفنية الثلاثة» سعاد عبدالله وحياة الفهد وهدى حسين، في حين أكد أن الفنان داود حسين يمتلك طاقة جبارة. كما اعتبر أن هبة الدري «فنانة مستفزة» بالنسبة إليه كمخرج، بينما لم يُخفِ أن شجون الهاجري ممثلة «تخرّع».

• سمعنا أنك بصدد التحضير حالياً لمسلسل تلفزيوني جديد، من تأليف الكاتب الدكتور حمد الرومي؟- هذا صحيح، ولكن لا يزال العمل حبراً على ورق، كما لم تتضح ملامحه لغاية الآن، حيث يعكف مُؤلفه حالياً على كتابة حلقاته الأولى، ومقرر أن أتسلم الثلث الأول من النص في شهر نوفمير المقبل.• من هم أبرز أبطاله، وهل سيتم عرضه قبل الموسم الدرامي في شهر رمضان؟- بل سيُعرض على الشاشة الرمضانية، حيث ستنطلق الكاميرات لتصويره في شهر فبراير من العام المقبل، بمشاركة نخبة كبيرة من النجوم، لا سيما الفنان داود حسين، الذي أثبت نجاحه وبراعته في التراجيديا، من خلال مشاركته في مسلسلي «موضي قطعة من ذهب» و«عبرة شارع».• في رأيك، ما الذي يمكن أن يُقدمه الفنان داود حسين في القادم من الأعمال؟- «بوحسين» عجينة سهلة في التشكل لـ«كراكترات» عدة، فهو يعرف كيف يحرك خيوط اللعبة، ولديه مفاتيح كل الشخصيات التي يجسدها، وبإمكانه تحليلها نفسياً وتنفيذها درامياً، حيث يمتلك طاقة جبارة، وفي جعبته الكثير من الشخوص الفنية التي تتشوّق للظهور إلى النور. مثلاً، في مسلسل «عبرة شارع» لم يكن باعتقاد البعض بأن داود سيؤدي دوراً تراجيدياً بهذه الاحترافية التي شاهدتموها، باعتباره فناناً كوميدياً، وهذا اعتقاد خاطئ، لأنه أثبت العكس وبرهن عن قدرته على تأدية كل الأدوار بما فيها أدوار التراجيديا.• ولكن هذا الأمر ما كان ليتم لولا توجيهات حثيثة منك، أليس كذلك؟- كل فنان يحتاج إلى التوجيه، والحمد لله أننا وصلنا مع داود حسين إلى هذه النتيجة الإيجابية، لمرونته في الأداء. أعتقد أنه لو كان من أدّى تلك الشخصية ممثل آخر غيره، لكابدنا معه الكثير من التعب والمعاناة.• أصبحت في كل عام تقريباً، تجدد التعاون مع الفنانة هدى حسين، فماذا تحضّر معها للموسم المقبل؟- بكل فخر واعتزاز، أنا من أكثر المخرجين الذين تعاونوا معها، حيث قدمنا معاً أعمالاً عدة، معظمها حققت أصداء واسعة النطاق، وكان آخرها مسلسل «إقبال يوم أقبلت»، الذي حظي بنجاح كبير إبان عرضه على شاشة تلفزيون «الراي»، وهو من تأليف الكاتب الدكتور حمد الرومي. للأسف، لن نلتقي هذا العام لظروف خارجة عن إرادتنا، لكنه حتماً سيتجدد التعاون بيننا في المواسم المقبلة.• لدينا مثل شعبي يقول: «الحيّ يُحييك»، فمن مِنَ الفنانين باستطاعته أن يستفزك كمخرج؟- هناك الكثير، فعلى سبيل المثال لا الحصر الفنانة هبة الدري، تستفزني كثيراً في أدائها. أيضاً شجون الهاجري، أراها «موهبة تخرّع» وبإمكانها أن تقدم كل شيء وبدقة بالغة، عطفاً على الأهرامات الثلاثة الكبار، حياة الفهد وسعاد عبدالله وهدى حسين، فهؤلاء الفنانات «يخوفون»، إذ لا بد من التعامل معهنَ بحذر شديد «لأنهن صاحيين حق اللعبة، وعارفين شنو قاعد يسوي المخرج». • في ظل المنافسة الشرسة بين المخرجين، والتي تشهدها الساحة الدرامية حالياً، ما الخطة التي تعتزم أن تسير على ضوئها في أعمالك المقبلة؟ - النص هو من يقودني دائماً إلى اتجاهات مختلفة، كما يفرض عليّ رؤية معينة، ومُغايرة عن الرؤى التي قمت بطرحها في السابق. كما أسلفت هناك نص جديد من تأليف الكاتب الرومي، أتمنى أن يحالفني الحظ والتوفيق في تنفيذه بنجاح، كي تظل الثقة قوية ومتأصلة بيني وبين المشاهدين، فهذه مسؤولية ثقيلة على عاتقي، ولا أريد أن أخذل جمهوري، بتقديم عمل لا يليق بتطلعاتهم أو لا يلامس إعجابهم. كذلك، لديّ عمل آخر مع الكاتبة أنفال الدويسان، سيكون برؤية جديدة كلياً، وسأوافيكم بتفاصيله ريثما تتضح الصورة بشكل نهائي.• بعد مشوار عمره 23 سنة، قضيته في بلاتوهات التصوير، ما الذي تحقق بالنسبة إليك وما لم يتحقق؟- لقد حققت الكثير من الأحلام في حياتي المهنية ولله الحمد، إلا أنه وكما يعلم الجميع فإن الطموحات والأمنيات لا سقف لها، ولا تتوقف عند نقطة بعينها، حيث تعاونت مع كبار الفنانين ممن أطلقت عليهم مصطلحاً خاصاً بهم وهو «المربع الذهبي»: العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وسعاد عبدالله وحياة الفهد. كنت أطمح أيضاً بأن تنافس الدراما الكويتية نظيرتها العربية وبأن تحلّق في أرجاء الوطن العربي بأسره، وبالفعل تحقق هذا الأمر، وأمست القنوات التلفزيونية العربية تتسابق لعرض العمل الكويتي على شاشاتها، وصار لدينا متابعون بالملايين من بلاد المغرب وبلاد الشام والعراق وغيرها من البلدان.