واصلت الحسينيات إحياء ذكرى ليالي عاشوراء، وسط حضور أمني مكثف، واستحضر خطباء المجالس الحسينية القيم العليا التي طبعت سيرة الأنبياء والأئمة، لاسيما قيمة الوفاء كسمة أخلاقية كفيلة بتغيير مجرى التاريخ.وفي حسينية «الصديقة الشهيدة»، تحدث السيد عبدالوهاب الحسيني في الليلة الثالثة عن قيمة الوفاء، وكيف من الممكن ان تؤثر هذه الصفة الحسنة في تغيير مجرى التاريخ، وتطرق إلى نقض أهل الكوفة عهودهم المقدمة للامام الحسين.واستشهد بموقف أم البنين زوجة أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب، وكيف حضت ابناءها الاربعة وعلى رأسهم أبوالفضل العباس، وعدم ترك أخيهم الحسين والقتال معه والدفاع عنه حتى آخر نفس في حياتهم، وتجلى هذا الوفاء بعد وصول خبر استشهاد ابنائها جميعاً مع الامام، حين قالت «لم اسأل عن ابنائي الاربعة، أخبروني عن حبيب قلبي وابن فاطمة الزهراء».وأكد ان تلك المواقف التي حدثت في تلك الفترة البعيدة جدا، مازالت تذكر الى يومنا الحالي، ولم تنس هذه التضحيات، لانها كانت خالصة لوجه الله تعالى، وللدفاع عن سيد شباب اهل الجنة.وفي حسينية الأوحد، تحدث الخطيب السيد محمد الشوكي عن التأملات في قصة نبي الله أيوب عليه السلام، وان المقابلة الموضوعية بين مشهد المعاناة والمكابدة للنبي أيوب، ومحنة الإمام الحسين، في أبعادها وتبعاتها، ترسم صورة للمقارنة الموضوعية بين حالتين متقابلتين في مجال الصبر، ومتفاوتتين في الطبيعة والنتائج المترتبة عليهما، كمثل تفاوتهما في مشهد الذكر والاحتفاء بهما على مر الأحقاب، عوضاً عن تلك المحنة الجارية في حياتهما.واعتبر أن النبي أيوب والإمام الحسين «كوفئا بالقدر الكبير من شخوص الذكرى، والاحتفاء المتجدد بسيرتهما ومواقفهما، وحيث تقام احتفالية الشهادة لواقعة الطف في موقعها، كمثل ما يقام ذلك لكل الشهداء من آل بيت النبوة، حصة مؤجلة ودائمة من التكريم لمشهد الشهادة، ولمأثرة الصبر في ساحتها، وبكل مظاهر الاحتفاء ومعالمه».