أشعلت «فرقة عشاق الطرب التونسية» مدرجات مسرح عبدالحسين عبدالرضا، عندما قدمت حفلها أول من أمس، ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان صيفي ثقافي، الذي انطلق تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في العشرين من شهر أغسطس الماضي، ومقرر أن يختتم عروضه اليوم، عبر أمسية موسيقية بعنوان «نداء الطرب»، تحييها الفنانة الأردنية نداء شرارة. بالعودة إلى «عشاق الطرب»، فقد تألقت الفرقة بعزفها الأخاذ لـ19 مقطوعة موسيقية من توقيع فراس العربي، كما عزفت على شغاف القلوب بمقطوعتين من التراث التونسي، هما «أيش دعاني نعشق» و«حرمت بيك نعاسي»، قبل أن يتقدم الفنان غسان بن حليمة ليستعرض إمكانات صوته بمزيج من أغاني التراث الجزائري، تضمن أغنيات «وحد الغزيل» و«علاش تحيّر فيا» من كلمات رضا الخويني وألحان زياد غرسة، فضلاً عن أغان أخرى مثل، «حديث عشقي»، بالإضافة إلى أغنية «حبك كم عياره»، التي لاقت تفاعلاً وانسجاماً من جانب الجمهور الكويتي، الذي ملأ المدرجات بأكملها. والأغنية من كلمات شاهر خضرة ومنصف الوهابي، ومن ألحان سمير العقربي. أما الفقرة الثانية من الحفل، وهي الأبرز في هذا الأمسية، فكانت من نصيب الفنانة التونسية أنس بوقطاية، التي حلّقت بصوتها الطربي في أرض الكنانة، لتقدم «هذه ليلتي» إحدى روائع كوكب الشرق أم كلثوم، والتي صاغ كلماتها جورج جرداق ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. وحظيت بوقطاية بإعجاب الجمهور الذي لم ينفك يصفق لها كثيراً بعد كل أغنية، خصوصاً حين قدمت أغنية أخرى لأم كلثوم بعنوان «حبيبي يسعد أوقاته» للشاعر محمود بيرم التونسي ومن ألحان زكريا أحمد. ثم تنقلت في بساتين الطرب العربي لتقطف من روائع الفنانة نجاة الصغيرة «أمّا بَراوة» التي أدارت الرؤوس طرباً.ولم تنته وصلة الطرب عند ذلك الحد، بل استعارت الفنانة التونسية من إرثها أغنية بعنوان «شرع الحب» من كلمات مصطفى خريف وألحان خميس ترنان، تلتها بأغنية «ربي عطاني» للحسن الشاذلي ومن ألحان خميس ترنان، لتختتم وصلتها بأغنية «فوق الشجرة» من أشعار محمد العربي الكبادي وألحان خميس ترنان.بعدها، اعتلى الفنان وليد بوزيد خشبة المسرح، ليقدم مزيجاً من روائع «العندليب الأسمر» عبد الحليم حافظ وسعاد محمد وهدى سلطان، حيث تغنى بـ«أي دمعة حزن لا» و«حاول تفتكرني» و«زي الهوى» وجميع ما سبق ذكره من أغان هي من تأليف محمد حمزة وألحان الموسيقار بليغ حمدي. كما أطرب بوزيد الجمهور بأغنية «إن كنت ناسي» التي صاغ كلماتها محمد علي أحمد ولحنها رياض السنباطي. وكان مسك ختام الحفل مُغايراً تماماً، بعدما أبدع الفنانان أنس بوقطاية ووليد بوزيد بـ«دويتو» غنائي لرائعة «إبعاد كنتم وإلا قريبين» وهي من أشعار الشهيد الشاعر فايق عبدالجليل وألحان يوسف المهنا، والتي صدح بها صوت «فنان العرب» محمد عبده للمرة الأولى في العام 1990.