خلال أقل من اسبوع ودعنا اثنين من إخواننا الأعزاء في المسجد، سافرا لتلقي العلاج في الخارج من ذلك المرض الخبيث (السرطان) الذي ابتليا به.وخلال الفترة نفسها حضرت احتفال أخ عزيز وفقه الله تعالى للشفاء من ذلك المرض الخبيث.هل في ذلك دلالة على زيادة انتشار ذلك المرض في الكويت؟!أعتقد أن الواقع ينبئنا بأن السرطان يفتك بأعداد كبيرة من الكويتيين، ولا نكاد نسأل عن شخص عزيز إلا ويخبرونا بأنه مصاب بذلك المرض الفتاك، فهل ذلك هو الواقع؟!بحسب إحصائيات وزارة الصحة فإن 2204 مواطنين ومقيمين مصابون بهذا المرض حسب إحصاء عام 2018، وأن الحكومة أنفقت 21 مليون دينار لعلاج أمراض السرطان خلال عام 2017، هذا بالنسبة للعلاج المحلي ناهيك عن إرسال العشرات للعلاج في الخارج!وقد بيّنت الدكتورة عبير منصور - مديرة المستودعات الطبية في وزارة الصحة - أن أكثر السرطانات المكلفة هو سرطان الثدي، الذي يصيب النساء، وسرطان القولون الذي يصيب الرجال، ثم سرطان البروستاتا، وقد بيّن الدكتور خالد الصالح - نائب رئيس مجلس إدارة حملة (كان) لمكافحة السرطان أن هنالك ارتفاعاً في نسبة الإصابة بمعدلات مرض السرطان في الكويت، وأضاف بأنه قد تم تدريب أطباء الرعاية الصحية الأولية وأطباء الأسنان على معرفة العلامات الأولية للسرطان، كما تم تدريب 83 ألف طالبة في مرحلة الثانوية على إجراء الفحص الذاتي للثدي لاكتشاف ذلك المرض، وبشر بأن معدلات الشفاء من ذلك المرض بلغت 60 في المئة.هنالك أسباب كثيرة لمرض السرطان، بعضها تتعلق بالغذاء والبيئة ونمط الحياة، وهنالك العديد من أنواع السرطان بعضها أخطر من الآخر مثل سرطان الدم، والرئة.وقد أشار الخبراء إلى أن حرب الخليج عام 1991 قد تسببت في انتشار مرض السرطان بين الجنود الأميركيين بسبب إقدام الجيش الأميركي على طلاء أسلحته ومعداته باليورانيوم المخضّب من أجل إحداث أكبر دمار بأعدائه، وذلك الطلاء قد وجد بأنه يسبب مرض السرطان لمن يتعاملون مع تلك المعدات!واليوم بعد 28 عاماً من انتهاء الحرب، فقد ازدادت تلك النسبة ولم تقل!المطلوب هو المزيد من الدراسات والبحوث حول ذلك المرض، وحسنا فعلت الكويت بتشييد أكبر مستشفى لدراسة أمراض السرطان وعلاجها، عسى الله تعالى أن يجنبنا شر الأمراض الخبيثة، وأن يعافينا من تلك الأمراض التي لم تكن في أسلافنا!