الحياة سفر تمتزج فيها الأفكار والمبادئ والآمال، لتزهر في العمر تبراً يلألئ ربيع الأيام ولا يذوي بريقه حين يطوي الموت سجل الإنسان الناجح، فكيف إذا كان الشخص نجماً في سماء التربية وقدوة يستنير بدربها، ويحذو حذوها، المربون؟
بالأمس توقفت أنفاس الأستاذ المربي موسى فرج بهبهاني، لكن رحيل الروح إلى بارئها لم يطوِ المبادئ التربوية السامية التي انتهجها راحلنا الكبير وعمل على تكريسها، لأن رفعة الإنسان أسمى أهداف التربية الحقة التي لا يمكن لأي بلد يريد النهوض من قيود الجهل والفساد والركود الاستغناء عن نواميسها. نستغرق اليوم في أحاديث السياسة وقضايا الساعة، ما يجعلنا نبتعد لحظات حيناً، أو أشواطاً أحياناً، عن أولئك الذين يجب الاهتمام بهم وتكريمهم، لا بل والإضاءة على سيرتهم المفعمة بالعطاء للكويت، المعطاء، التي أنجبتهم وعاشوا في ظلالها وطواهم ثراها الندي بالكرامة وعرق الأجداد.
لا أعرف ما أقول أيها المربي أبو محمد رحمك الله. أعرّف بسيرتك الذاتية لمن لا يعرفها أم أؤكد عليها لعل التذكير أجدى في طرق الوجدان؟ فأنت بدأت مسيرتك في سلك التدريس منذ العام 1949، حملت القلم وخطيت به على سبورة روضة البنين الخاصة، وجمعت في أعوام تدريسك النشء في مدارس عدة، في ما بعد، بين ما لم يتقنه إلا القلائل جداً، إذ غذيت العقول بقوانين علم الرياضيات وأنعشت الأجساد بتربيتك الرياضية للطلاب، لتخرج أجيالاً أعطت للكويت، ولن تنساك. حتى أيام خدمتك في الثمانينات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كنت نبراساً في الخُلق وخدمة الناس.
الرحمة إليك من عليائه يا أبا محمد، وألهم سبحانه عائلتك وأصدقاءك ومحبيك والأسرة التربوية الصبر والسلوان. لن ينسى طلابك، قولاً وعملاً، ترنيمة الصباح ونشيد المحبة والوفاء الذي كنت تسمعه لهم بأعلى صوتك: تحيا الكويت.
و«إنا لله وإنا إليه راجعون»
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي
بالأمس توقفت أنفاس الأستاذ المربي موسى فرج بهبهاني، لكن رحيل الروح إلى بارئها لم يطوِ المبادئ التربوية السامية التي انتهجها راحلنا الكبير وعمل على تكريسها، لأن رفعة الإنسان أسمى أهداف التربية الحقة التي لا يمكن لأي بلد يريد النهوض من قيود الجهل والفساد والركود الاستغناء عن نواميسها. نستغرق اليوم في أحاديث السياسة وقضايا الساعة، ما يجعلنا نبتعد لحظات حيناً، أو أشواطاً أحياناً، عن أولئك الذين يجب الاهتمام بهم وتكريمهم، لا بل والإضاءة على سيرتهم المفعمة بالعطاء للكويت، المعطاء، التي أنجبتهم وعاشوا في ظلالها وطواهم ثراها الندي بالكرامة وعرق الأجداد.
لا أعرف ما أقول أيها المربي أبو محمد رحمك الله. أعرّف بسيرتك الذاتية لمن لا يعرفها أم أؤكد عليها لعل التذكير أجدى في طرق الوجدان؟ فأنت بدأت مسيرتك في سلك التدريس منذ العام 1949، حملت القلم وخطيت به على سبورة روضة البنين الخاصة، وجمعت في أعوام تدريسك النشء في مدارس عدة، في ما بعد، بين ما لم يتقنه إلا القلائل جداً، إذ غذيت العقول بقوانين علم الرياضيات وأنعشت الأجساد بتربيتك الرياضية للطلاب، لتخرج أجيالاً أعطت للكويت، ولن تنساك. حتى أيام خدمتك في الثمانينات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كنت نبراساً في الخُلق وخدمة الناس.
الرحمة إليك من عليائه يا أبا محمد، وألهم سبحانه عائلتك وأصدقاءك ومحبيك والأسرة التربوية الصبر والسلوان. لن ينسى طلابك، قولاً وعملاً، ترنيمة الصباح ونشيد المحبة والوفاء الذي كنت تسمعه لهم بأعلى صوتك: تحيا الكويت.
و«إنا لله وإنا إليه راجعون»
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي