برزت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة لافتة جداً، يقوم بها الكثير من حراس العمارات الذين رقّوا أنفسهم من درجة حارس إلى «مدير» حيث يعمدون إلى تشغيل عمالة آسيوية لأعمال التنظيف وغسل السيارات، ويعطونهم الفتات مما يحصلونه من ساكني العمارات.فلم يعد هؤلاء الحراس يقومون بالأعمال المنوطة بهم في ما يتعلق بالبناية التي يشتغلون فيها، وإنما باتوا يلجأون إلى توظيف أشخاص آخرين من أجل جمع القمامة من الشقق وغسل سيارات ساكنيها، وذلك مقابل مبالغ زهيدة تقلّ كثيراً عمّا يتقاضونه من مبالغ حقيقية لقاء ذلك. ويحاول هؤلاء الحراس الذين يصفهم البعض بالمديرين، الاستفادة من حاجة بعض الأشخاص المادية، وخصوصاً من الجنسيات الآسيوية، فيعمدون إلى تكليفهم بهذه المهام، مقابل مبلغ لا يتجاوز 15 ديناراً شهرياً.«الراي» التقت عدداً من هؤلاء الأشخاص للوقوف على المعانات التي يقاسونها يومياً، حيث يقول منير (34 عاماً) والذي يعمل مستخدماً في أحد محلات الحلاقة الرجالية، إن «حارس العمارة المجاورة قد عرض عليه توظيفه لديه لغسيل سيارات السكان كل 3 أيام بعد أن ينتهي من عمله في المحل، وذلك مقابل 30 ديناراً شهرياً». وأكد أن العمارة التي يغسل سيارات ساكنيها تتألف من 32 شقة، وأن حارس العمارة يتقاضى من أصحاب كل شقة 10 دنانير شهرياً ما يعني أنه يقبض نحو 320 ديناراً شهرياً.وأضاف منير أن هذا المبلغ يناهز ضعفي راتب الحارس الشهري، في حين يبادر إلى إعطاء الشخص الذي يُوكل إليه مهمة غسل السيارات 30 ديناراً شهرياً فقط، والموكل بنقل القمامة 30 ديناراً أيضاً، ما يعني أن الحارس يقبض 260 ديناراً من دون أن يؤدي أي عمل. ويوضح منير الذي لا يتجاوز راتبه في محل الحلاقة 120 ديناراً، أن معظم الحراس في العمارات المجاورة يفعلون الشيء نفسه، حيث يبحثون عن الأشخاص المحتاجين لمثل هذه المبالغ الزهيدة شهرياً، مثل عمال البقالات، ومحلات الحلاقة، والمصابغ وغيرها، مبيّناً أن «معظم الحراس يريدون أن يقبضوا مقابل غسل السيارات وتنظيف القمامة (على المستريح) من دون أن يعمل بيديه اي حاجة».بدوره، يقول أنور (من إحدى الجاليات الآسيوية) إنه بعد انتهاء عمله في إحدى البقالات، يعمد إلى نقل قمامة إحدى العمارات التي اتفق مع حارسها على هذا العمل بمقابل مادي شهري بنحو 35 ديناراً. ولفت أنور (36 عاماً) إلى أنه يعمل في هذه المهمة منذ أكثر من سنة، وذلك نظراً لأن هذا المبلغ الذي يبدو زهيداً للبعض يستطيع من خلاله دفع أجرة سريره في الغرفة التي يسكن فيها مع 4 أشخاص آخرين، ويساعده في مصاريفه الشهرية، فيما يوفّر راتبه الشهري الذي لا يتجاوز 130 ديناراً ليعين به عائلته في بلده الأم.ويضيف أنور أن حرّاس العمارات باتت شهيتهم مفتوحة جداً على قبض الأموال فقط من دون أن يعملوا شيئاً. ولفت إلى أن بعض حراس العمارات «المرتاحين» لا يريدون أن يبذلوا جهداً لتنظيف العمارة بشكل أسبوعي أو شهري، بل يستأجرون عاملاً كل فترة لتنظيف العمارة بأكملها، وذلك بعدما تزداد الشكوى من الساكنين بصدور روائح من ممراتها وأدراجها.ولدى سؤال أنور عن معرفة صاحب العمارة بهذا الأمر، قال «بابا يجي كل أول شهر يأخذ إيجار العمارة ويروح» مؤكداً أن المالك ليس لديه أي فكرة عمّا يحصل داخل العمارة.
محليات
يقبضون من سكان العمارات مبالغ كبيرة ويعطون موظفيهم القشور
حرّاس عمارات بدرجة «مدير»... يوظّفون أشخاصاً لغسيل السيارات ونقل القمامة
الحارس... المدير!
10:39 م