ما أشبه الليلة بالبارحة، للمرة الثانية كانت مدينة إسطنبول التركية، وجهاً حسناً على فريق ليفربول الإنكليزي لكرة القدم، حيث نسجت بينهما علاقة عشق مع المجد القاري، فبعد أن نصبته بطلا لدوري أبطال أوروبا عام 2005 في مباراة مجنونة مع ميلان الإيطالي، والتي تأخر فيها بثلاثة أهداف نظيفة، قبل ان يعود من بعيد ويعادل الأرقام 3-3 في الشوط الثاني، ثم يحسم اللقب بركلات الترجيح. وليلة أول من أمس، في اسطنبول أيضا، على ملعب بشيكتاش الذي احتضن مباراة كأس «السوبر» الأوروبية، حوّل ليفربول بطل أوروبا، تأخره أمام مواطنه تشلسي بطل الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بهدف إلى التقدم 2-1، قبل ان يدرك الـ«بلوز» التعادل 2-2 في مباراة مثيرة امتدت الى الوقت الإضافي من دون ان تتغير النتيجة، ليحتكم الفريقان الى ركلات الترجيح، التي ابتسمت مرة أخرى الى الـ«ريدز» 5-4، ليصبح «سوبر أوروبا» للمرة الرابعة في تاريخه.وإذا كان الحارس البولندي السابق ييرزي دوديك، لعب دور البطولة في تتويج الفريق الأحمر بطلا للقارة العجوز في أمسية اسطنبول التاريخية قبل 14 عاما بتصديه لركلتي ترجيح، فإن الحارس الإسباني أدريان سان ميغل، تحوّل أيضا إلى بطل «سوبر»، في أول مباراة كاملة له مع الفريق. وشارك أدريان في هذه المباراة بعد تعرض الحارس البرازيلي أليسون بيكر، لإصابة في ربلة السابق خلال مباراة نوريتش ضمن الجولة الأولى من الـ«بريمير ليغ»، ستبعده عن الملاعب لأسابيع. وقصة الحارس الإسباني مع كتيبة المدرب الألماني يورغن كلوب، بدأت عندما انتقل الى صفوف ليفربول بالمجان بعد انتهاء عقده مع وست هام الإنكليزي، الذي خاض معه ستة مواسم.وكان كلوب أكد غياب بيكر عن مباراة «السوبر»، مشيرا إلى أن أدريان سيكون البديل، في منعطف تاريخي وغير متوقع للحارس، الذي حضر ليلعب دور البديل أليسون، قبل أيام قليلة فقط، الأمر الذي جعله يكتب قصة غريبة في الأسبوعين الماضيين. لقد تدرب أدريان منفردا بعد انتهاء عقده مع وست هام في الموسم الماضي، على نفقته الخاصة، مع فريق يونيون ديبورتيفو الأندلسي، لقربه من منزله، بحسب صحيفة «آس» الإسبانية. وبعد أيام من التدريب الانفرادي أرسل أدريان بطاقة بريدية مع شيك نقدي الى النادي لشراء معدات رياضية للتعبير عن شكره بعد السماح له باستخدام منشآته من اجل الحفاظ على لياقته، قبل ان ينتقل رسميا الى ملعب «أنفيلد». وعلّق أدريان على تتويجه بباكورة ألقابه، قائلا: «أهلا وسهلا في ليفربول! لقد عشت أسبوعا جنونيا». وأضاف: «انا سعيد جدا من اجل الفريق، انا سعيد بالدفاع عن الوان ليفربول وسعيد ايضا بالنسبة الى انصار الفريق».من ناحيته، أشاد قائد ليفربول جوردان هندرسون بأدريان: «أنا سعيد من أجل أدريان، لقد انضم للتو الى النادي وهو البطل مساء اليوم (أول من أمس)». وأكمل: «نريد الفوز بأكبر عدد من الالقاب وبالتالي سنستمتع الليلة، قبل ان نحاول استرجاع عافيتنا للمباراة السبت (في الدوري)».وإذا كان أدريان كتب قصة رائعة ستبقى خالدة في ذهنه، فإن الحال يختلف تماما لدى مهاجم تشلسي الشاب تامي أبراهام، بعد إهداره ركلة الترجيح الحاسمة، متقمصا ما فعله المهاجم البلجيكي السابق للفريق اللندني رومليو لوكاكو، عندما أهدر الركلة الحاسمة مماثلة أمام بايرن ميونيخ الألماني عام 2013 وفي البطولة ذاتها، التي توّج بها الفريق البافاري 5-4 بركلات الترجيح (2-2 الوقتان الأصلي والإضافي). وحاول مدرب تشلسي الجديد و«أسطورته» السابق فرانك لامبارد، مواساة أبراهام، كاشف ما قال له بعد المباراة: «تحدثت مع أبراهام وكان في قمة الحزن. قلت له ألا يخاف، وأن ما حدث أمرا عاديا للاعبين كافة».وأضاف: «قلت له أيضا أنه أبلى بلاء حسنا في اللقاء، وقدم المطلوب منه، وهذه الحالات تحدث في مسيرة كل لاعب». وأكمل: «سنساند أبراهام ونقدم له الدعم، وننتظر منه الكثير في الفترة المقبلة». ويحسب للامبارد انه سرعان ما انتشل الفريق من الحالة النفسية السيئة التي لازمته بعد الخسارة الفادحة امام مانشستر يونايتد برباعية نظيفة في المباراة الأولى له في المهمة الجديدة، ثم واجه منافسا لا يقل قوة عن «يونايتد» وكان ندا طوال المباراة بفضل التنظيم الجيد وتضييق المساحات بين الدفاع والوسط، ما شكل المتاعب لهجوم ليفربول بقيادة المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والبديل البرازيلي روبرتو فيرمينو. وفضلا عن انها المرة الأولى في كأس «السوبر» التي تجمع بين فريقين إنكليزيين، فقد دخلت الحكمة الفرنسية ستيفاني فرابار (35 عاما) التاريخ، حيث كانت أول امرأة تقود مباراة للرجال في المسابقات الأوروبية، وعلى الرغم من ذلك لم تشعر بأي خوف، وأجادت التعامل مع هذا الواقع الجديد الذي وجدت نفسها فيه. لقد أظهرت رباطة جأش من خلال اتخاذ القرارات الصائبة، ولم تتردد في إلغاء هدف لاعب تشلسي، الأميركي كريستيان بوليسيتش، فضلا عن اشهارها البطاقة الصفراء ثلاث مرات (2 لليفربول ومرة لتشلسي)، واحتسابها ركلة جزاء للفريق اللندني من دون العودة الى تقنية الفيديو المساعدة في التحكيم «VAR». وعلى الرغم من ان هذا القرار لم يعجب كلوب، بيد انه اعترف بأن «التحكيم كان رائعا». وكان الـ«بلوز» افتتح التسجيل بواسطة الفرنسي اوليفييه جيرو (36)، قبل ان يدرك ليفربول التعادل بواسطة السنغالي ساديو ماني (48)، ثم اضاف اللاعب ذاته الهدف الثاني (95)، بيد ان الفريق اللندني عادل عبر الإيطالي جورجينيو (101 من ركلة جزاء).

صلاح ثالث عربي «سوبر»

بات نجم فريق ليفربول الإنكليزي لكرة القدم، المصري محمد صلاح، ثالث لاعب عربي يتوّج بكأس «السوبر» الأوروبية، على حساب مواطنه تشلسي بركلات الترجيح 5-4 (2-2 الوقتان الأصلي والإضافي).وكانت البداية مع الجزائري رابح ماجر، الذي قاد بورتو البرتغالي للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1987، ثم أحرز «السوبر»، بالفوز على أياكس أمستردام الهولندي، ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة بهدف وحيد، علما بأن ماجر لم يشارك في المباراتين. ثم فاز المغربي أشرف حكيمي، المعار راهنا الى بوروسيا دورتموند الألماني، باللقب عام 2017، عندما تغلب ريال مدريد الإسباني على مانشستر يونايتد الإنكليزي 2-1. كما أنه لم يشارك أيضا في هذه المباراة. فيما شارك صلاح في مباراة التتويج بـ«السوبر».